قلق بعد وقف السلطة إرسال تحديثات «السجل المدني» إلى إسرائيل

وزارة الداخلية التزمت قرار «التحلل من الاتفاقات» رداً على خطة «الضم»

فتية فلسطينيون يلعبون كرة القدم قرب مستوطنة إسرائيلية في غور الأردن أمس (أ.ف.ب)
فتية فلسطينيون يلعبون كرة القدم قرب مستوطنة إسرائيلية في غور الأردن أمس (أ.ف.ب)
TT

قلق بعد وقف السلطة إرسال تحديثات «السجل المدني» إلى إسرائيل

فتية فلسطينيون يلعبون كرة القدم قرب مستوطنة إسرائيلية في غور الأردن أمس (أ.ف.ب)
فتية فلسطينيون يلعبون كرة القدم قرب مستوطنة إسرائيلية في غور الأردن أمس (أ.ف.ب)

بدأت الداخلية الفلسطينية تسجيل المواليد الجدد وإصدار بطاقات الهوية وجوزات السفر ووثائق أخرى، دون إبلاغ إسرائيل بأي تفاصيل، كما جرت عليه العادة منذ قيام السلطة الفلسطينية.
وقال تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمس (الأربعاء)، إن قرار وزارة الداخلية الفلسطينية وقف التنسيق مع إسرائيل بشأن تحديثات السجل السكاني، يهدف إلى تحرير هذا السجل من رقابة وسطوة الكومبيوتر الإسرائيلي، وبالتالي أجهزة الأمن الإسرائيلية.
واعتبر خالد أن هذه الخطوة تحمل في مضامينها رمزاً من رموز سيادة دولة فلسطين دون غيرها على مواطنيها، بما في ذلك إصدار شهادات الولادة وشهادات الوفاة والهويات الشخصية ورخص السياقة وجوازات السفر، وكل ما يمت بصلة إلى السجل المدني.
وأضاف أن «هذه الخطوة المباركة بالنسبة لسجل السكان، لا يجب أن تقف عند حدود الامتناع عن تزويد إسرائيل ببيانات تتعلق بتحديثات السجل السكاني الفلسطيني، إذ لا توجد سلطة أو هيئة وطنية أو دولة تحترم نفسها ومواطنيها توافق أن يكون سجل سكانها تحت رقابة وإشراف جهة أجنبية، ناهيك عن جهة معادية هي سلطات الاحتلال؛ بل يجب أن تفتح نافذة على العصيان الوطني في وجه الاحتلال».
وهذه المرة الأولى منذ تأسيس السلطة الفلسطينية قبل 27 عاماً، التي لا تتلقى فيها إسرائيل تحديثات لجميع بيانات السجل المدني الفلسطيني، وهي ضرورة أمنية بالنسبة لإسرائيل، ومهمة بالنسبة للفلسطينيين؛ لأنه من دون إرسال المعلومات إلى «الكومبيوتر» الإسرائيلي فإن إسرائيل لن تعترف بأي وثائق جديدة، وهو ما يهدد حرية حركة الفلسطينيين.
ووفقاً للاتفاقيات السياسية الموقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تم نقل المسؤولية الكاملة عن تشغيل سجل السكان وتوفير الخدمات إلى السلطة الفلسطينية، على أن تنقل ذلك إلى مكتب سجل السكان في الإدارة المدنية الإسرائيلية التي كانت مسؤولة عن الفلسطينيين قبل السلطة.
وتوقفت الداخلية عن إرسال أي بيانات إلى إسرائيل، التزاماً بقرار القيادة الفلسطينية الذي صدر في 19 مايو (أيار) الماضي، وينص على التحلل من الاتفاقيات مع إسرائيل، رداً على الخطة الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية.
وأثار هذا القرار جدلاً حول الطريقة التي ستتعامل بها إسرائيل مع الوثائق غير المحدثة لديها، مثل الهويات والرخص الشخصية ورخص المركبات وجوازات السفر.
وأهاب خالد بالمواطنين «تفهم ودعم هذه الخطوة، وعدم الاكتراث بما تروج له بعض الأوساط بحسن نية أو بسوء نية، حول ما يترتب على ذلك من عدم اعتراف السلطات الإسرائيلية ببطاقات الهوية ورخص القيادة وجوازات السفر وحتى وثائق إثبات الوفاة، وما يترتب على ذلك من تدابير وقيود احتلالية، من شأنها الحد من حرية الحركة بحكم سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الطرق والمعابر الفلسطينية».
وأضاف: «الشعب الفلسطيني بأسره يقف على أبواب معركة وطنية حاسمة ومصيرية، في مواجهة مشروعات الضم التي تحضر لها حكومة إسرائيل، بضوء أخضر من جهة مارقة تناصب دون كوابح القانون الدولي والشرعية الدولية العداء، هي الإدارة الأميركية».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).