حذرت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، من أوضاع «كارثية مدمرة»، في حال ما إذا اندلعت مواجهات عسكرية حول الحقول والموانئ، وقالت إن «المختصين بها يتنبأون بمآلات خطيرة لملايين البراميل المخزنة؛ لأنها ستصبح عرضة للانفجارات والدمار الشامل، حال تحولت الحقول والموانئ إلى مناطق عمليات عسكرية، بدلاً من كونها مناطق نفطية».
وعبرت المؤسسة في بيان أمس عن قلقها البالغ، إزاء استمرار الإقفال القسري للمنشآت النفطية الذي قالت إنه «انعكس على المعدات والتسهيلات السطحية وأنابيب النقل، وخزانات الخام، حتى وصلت إلى انهيار أحد الخزانات بحقل الشرارة النفطي، وكذلك التسريبات شبه اليومية من أنابيب النقل، وآثارها السلبية على البيئة المحيطة».
كما استغربت المؤسسة ما سمته «المجاهرة بعسكرة المواقع النفطية»، لافتة إلى استمرارها في النهوض بمسؤولياتها عبر فرق مختصة بإجراء عديد من المشاورات الفنية، ومتطلبات السلامة العامة وسلامة العمليات، وتنفيذ الإجراءات الاحترازية، تحسباً لأي طارئ، وذلك بالتنسيق مع الشركاء.
وأطلعت المؤسسة المواطنين «بصفتهم أصحاب المصلحة الحقيقة في مقدراتهم النفطية»، على أن خبراءها وشركاء المؤسسة خلصوا إلى ضرورة تفريغ كل مخزونات النفط الخام، وتوفير سعات تخزينية لتخزين المكثفات المصاحبة للغاز المنتج، حتى لا يتوقف إنتاج الغاز بعد أيام قليلة؛ خصوصاً أنه يستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية لكافة أنحاء البلاد.
وناشدت المؤسسة كل المسؤولين عن الإقفالات التي طالت منشآتها، بضرورة تحييد قطاع النفط عن أي مساومات سياسية، وإنهاء عمليات الإغلاق فوراً، والسماح باستئناف تصدير النفط، لضمان تحقيق الحد الأدنى من الإيرادات التي قد تضمن لليبيين استمرار الأجور والخدمات، وتحافظ على احتياطي البلاد من النقد الأجنبي. وقالت بهذا الخصوص إن «المزيد من التعنت، والإصرار على التعامل مع هذه المقدرات الحيوية للبلاد كغنيمة، ووسيلة لابتزاز المؤسسة، ومنعها من ممارسة عملها لصالح كل الليبيين، يجعل من هذه المنشآت بؤراً للتوتر والحرب التي لن تجلب إلا الدمار لهذه المنشآت الحيوية، مما يعني القضاء على مصدر الدخل الوحيد للشعب الليبي».
وقال رئيس المؤسسة، مصطفى صنع الله، إن كل الأحداث يتم توثيقها، وتقديم بلاغات بشأنها للجهات المحلية والدولية، ملوحاً بمحاسبة «كل من سوَّلت له نفسه المساس بمقدرات الشعب أياً كان».
وناشد صنع الله «العقلاء في البلاد بضرورة السماح للمؤسسة بممارسة أنشطتها فوراً، والبدء في تفريغ كل الخزانات والخطوط من النفط الخام، للحفاظ على أصول الشعب الليبي النفطية من الدمار، وعلى المناطق المجاورة من كوارث بيئية وصحية، قد تلحق بهم في حالة حدوث أي مواجهات مسلحة».
وبحسب المؤسسة النفطية، فقد تجاوزت خسائر توقف عملية إنتاج النفط في البلاد حتى بداية يونيو (حزيران) الجاري حاجز 5 مليارات دولار أميركي، بسبب قيام مجموعة من القبائل، الداعمة للمشير خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني»، في يناير (كانون الثاني) الماضي بإغلاق حقول وموانئ نفطية للمطالبة بتوزيع عادل للثروة.
«المؤسسة الليبية للنفط» تحذّر من أوضاع «كارثية مدمّرة}
«المؤسسة الليبية للنفط» تحذّر من أوضاع «كارثية مدمّرة}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة