السلطة تنتظر استجابة عربية لـ«شبكة الأمان»

دبلوماسي فلسطيني: طلبنا 100 مليون دولار شهرياً لحل الأزمة

TT

السلطة تنتظر استجابة عربية لـ«شبكة الأمان»

لم يتلق الطلب الفلسطيني توفير شبكة أمان مالية شهرية قيمتها 100 مليون دولار استجابة من الدول العربية بعد، وفق ما قال مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير دياب اللوح أمس (الأربعاء).
وأوضح أن «مذكرة وجهت إلى وزراء المالية العرب بضرورة منح فلسطين قرضاً بقيمة 100 مليون دولار شهرياً لحل الأزمة المالية، لكن حتى اللحظة لا توجد أي استجابة للمطلب الفلسطيني بتوفير شبكة الأمان المالية العربية».
وأضاف اللوح في تصريح إلى الإذاعة الفلسطينية الرسمية: «نأمل أن تتم الاستجابة في القريب العاجل لهذا المطلب، التزاماً بقرارات جامعة الدول العربية، بخاصة أنه يجب على الأشقاء العرب دعم صمود شعبنا في وجه مخططات الضم (الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية)، ومساعدة الحكومة على تخطي الأزمة المالية الخانقة التي تعانيها جراء الحصار الإسرائيلي».
وكانت السلطة طلبت رسمياً من الجامعة العربية، توفير مثل هذا المبلغ بعدما عجزت عن دفع رواتب موظفيها عن الشهر الماضي بسبب وقف الاتفاقات مع إسرائيل. ورغم مرور 17 يوماً على الشهر الجديد لم يتلق الموظفون رواتبهم أو أي سلف، ولم تعلن وزارة المالية حتى مساء أمس عن أي تفاصيل.
ورفضت السلطة تلقي أموال الضرائب من إسرائيل بعد وقف الاتفاقات وهي مصدر الدخل الأكبر لها.
وتعتمد السلطة الفلسطينية في إيراداتها على الضرائب والمنح والمساعدات والقروض المحلية والخارجية، وتضررت كلها بسبب أزمة «كورونا» وانشغال العالم بها.
وتقدر فاتورة رواتب الموظفين العموميين في السلطة الفلسطينية بنحو 550 مليون شيكل إسرائيلي، (الدولار يساوي 3.45 شيكل) تدفع لنحو 140 ألف موظف، غير المتقاعدين.
وهذه ليست أول مرة تطلب فيها السلطة توفير شبكة الأمان التي أقرها مجلس جامعة الدول العربية سابقاً لكن السلطة كانت دائماً تتلقى أموالاً جزئية من بعض الدول فيما لا تستجيب دول أخرى. وتريد السلطة الأموال العربية بأسرع وقت من أجل تسديد كثير من الالتزامات المالية، وأهمها رواتب الموظفين.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.