مطالب برلمانية مصرية بـ«ضوابط» على «الزوايا» الدينية قبل إعادة فتحها

مخاوف من تجاهل المسافات بين المصلين والتزاحم

مطالب برلمانية مصرية بـ«ضوابط» على «الزوايا» الدينية قبل إعادة فتحها
TT

مطالب برلمانية مصرية بـ«ضوابط» على «الزوايا» الدينية قبل إعادة فتحها

مطالب برلمانية مصرية بـ«ضوابط» على «الزوايا» الدينية قبل إعادة فتحها

وسط مخاوف من «تجاهل المسافات بين المصلين، والتزاحم خلال الصلاة، وعدم التزام البعض بالتدابير الاحترازية التي قررتها الدولة للوقاية من (كورونا المستجد)»، دعا نواب في البرلمان المصري لـ«(ضوابط) على (الزوايا) الدينية التي تنتشر في العاصمة المصرية القاهرة وفي ربوع البلاد، قبل إعادة فتحها للصلاة»، ضمن قرارات أخيرة متعلقة بخطة «التعايش مع كورونا» التي تضمنت دراسة فتح دور العبادة اعتباراً من أول يوليو (تموز) المقبل مبدئياً في المحافظات الأقل إصابة بالفيروس وطبقاً للوضع الصحي.
ولا يوجد إحصاء رسمي يحدد عدد «الزوايا» التي يكون بعضها أسفل البنايات؛ بل تقدرها إحصاءات غير رسمية بنحو 120 ألف مسجد صغير، تتبع بعضها وزارة الأوقاف، وهي المسؤولة عن شؤون المساجد؛ والبعض الآخر يخضع لإشراف الأهالي أو بعض جماعات الإسلام السياسي.
وكانت «الأوقاف» قد اقترحت خطة على الحكومة المصرية لعودة المساجد المغلقة منذ مارس (آذار) الماضي، تضمن بعضها «ارتداء المصلين الكمامات، وإحضار سجادة صلاة شخصية بكل مصلٍ، وترك مسافة لا تقل عن متر ونصف متر رأسياً وأفقياً بين المصلين، واستمرار إغلاق دور المناسبات وأماكن الوضوء».
وطالب النائب رياض عبد الستار، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) بـ«إمكانية إرجاء فتح (الزوايا) الصغيرة، ولو كانت تحت سيطرة وزارة الأوقاف»، لافتاً إلى أن «بعض (الجماعات المتشددة) قد تستغل هذه (الزوايا) في عدم تطبيق المسافات بين المصلين داخلها، وهو ما يُمكن أن يسبب ضرراً وزيادة في عدد الإصابات بالفيروس».
فيما شدّد النائب محمد أبو حامد، عضو مجلس النواب، على «ضرورة عدم فتح (الزوايا) خلال الفترة الراهنة»، مطالباً بأن «يتم الفتح للمساجد الكبيرة فقط لإمكانية الرقابة عليها».
وتواصل السلطات المصرية مواجهة ما تعتبره «أخباراً غير صحيحة» انتشرت مع «أزمة كورونا» على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عبر جماعات «متشددة»، تعلقت بـ«التحريض على أداء الصلاة أعلى البنايات وفي الطرقات وفي (الزوايا) بالقرى والأحياء، والتشكيك في أرقام الإصابات بالفيروس، والادعاء بوجود أدوية وبرتوكولات لعلاج (كوفيد - 19)».
ويقول مراقبون إن «(الزوايا) الدينية كانت تقف دائماً في مرمى الانتقادات». وسبق أن أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أن «بعض (الزوايا) استخدمتها (الجماعات الإرهابية) خلال السنوات الماضية لنشر الأفكار المتطرفة»، لذا قضت محكمة مصرية في مارس 2016 بأحقية «الأوقاف» في ضم جميع المساجد الصغيرة والإشراف عليها.
وأبدى النائب أحمد درويش، عضو مجلس النواب «مخاوفه من عدم التزام المصلين داخل (الزوايا) التي تتبع الأهالي وبعض الجماعات غير الرسمية»، مؤكداً أنها «قد لا تطبق التدابير الاحترازية التي أعلنت عنها الدولة، ما قد يتسبب في إصابات جديدة، لذا عند عودتها لا بد من إحكام الرقابة عليها»، لافتاً إلى أنه «مع خطة عودة المساجد الكبيرة؛ لكن وفق الشروط التي قررتها الدولة المصرية».
من جهته، أكد مصدر في «الأوقاف» أن «الوزارة أعدت خطة لمتابعة الرقابة على دور العبادة التي سيتم إعادة فتحها، وأنه لن يسمح بأي مخالفة للإجراءات الاحترازية التي قررتها الدولة في هذا الشأن، حفاظاً على سلامة المصريين».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».