تأجيل دفعة جديدة من محاكمات عهد بوتفليقة

TT

تأجيل دفعة جديدة من محاكمات عهد بوتفليقة

أجلت محكمة الجنح بالعاصمة الجزائرية محاكمة 3 رجال بارزين، ورئيسي الوزراء سابقاً أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، بتهم فساد جديدة، إلى الأسبوع المقبل.
وقال محامون لـ«الشرق الأوسط» إن «محكمة سيدي امحمد»، أرجأت أمس معالجة قضية رجل الأعمال علي حداد إلى 21 يونيو (حزيران) الحالي، بناء على طلب من الدفاع الذي أكد أنه «بحاجة إلى وقت لدراسة الملف وتحضير المرافعات». واتُهم حداد بالاستفادة من امتيازات جمركية وتسهيلات في مجال العقار، تخص استثمارات كبيرة في البنية التحتية والطرقات. وتابعت النيابة في القضية نفسها مسؤولين حكوميين كباراً، كانوا سبباً في حصوله على الامتيازات والتسهيلات؛ أبرزهم رئيسا الوزراء سابقاً أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، ووزير الصناعة سابقاً عبد السلام بوشوارب المقيم في الخارج وهو محل مذكرة اعتقال دولية.
واتهم المسؤولون الثلاثة سابقاً بـ«تلقي مزايا غير مستحقة» و«تبديد مال عام» «واستغلال الوظيفة الحكومية لأغراض شخصية». وحكم القضاء على حداد (56 سنة) بالسجن 7 سنوات نافذة، في قضية فساد ذات صلة بنشاط شركته المختصة في المقاولات. وحكم على أويحيى بـ15 سنة سجناً، وعلى سلال بـ12 سنة سجناً، وبوشوارب بـ20 سنة سجناً غيابياً، في سبتمبر (أيلول) الماضي، في قضيتي «تركيب السيارات» و«التمويل الخفي لحملة الولاية الخامسة» للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. وتم تثبيت الأحكام في الدرجة الثانية من التقاضي مطلع العام الحالي.
في السياق نفسه، أجّلت المحكمة ذاتها الفصل في قضية فساد تخص رجل الأعمال محيي الدين طحكوت، إلى 22 من الشهر الحالي، وتتعلق بصفقة نقل طلاب الجامعات، التي حصل عليها منذ نحو 10 سنوات، بفضل قربه من عائلة الرئيس السابق. ويوجد طحكوت (60 سنة) ونجله في الحبس الاحتياطي منذ عام.
كذلك؛ تم تأجيل معالجة قضية رجل الأعمال مراد عولمي (52 سنة)، المالك الحصري لتسويق سيارة «فولكس فاغن» الألمانية بالجزائر، إلى يوم غد (الأربعاء)، وهو مسجون منذ أشهر، ومتهم بـ«استعمال قروض بنكية في مشروعات أخرى غير المعلن عنها»، وبـ«تحويل أموال إلى الخارج».
في غضون ذلك، انتظر محامون ومناضلون في مجال حقوق الإنسان، أمس، طويلاً تقديم الكاتب الصحافي فضيل بومالة والناشط السياسي حكيم عدّاد، أمام النيابة بـ«محكمة الدار البيضاء» بالضاحية الشرقية للعاصمة. وقضى الرجلان 24 ساعة في الحجز تحت النظر، بعد اعتقالهما أول من أمس، من طرف الشرطة القضائية التابعة للدرك الوطني. ولم يعرف على الفور سبب اعتقالهما، لكن أشخاصاً قريبين منهما رجحوا أن يكون سبب اعتقالهما تنقلاتهما في كثير من المناطق، لدعم مظاهرات معارضة للنظام. وترى السلطات في هذا النشاط «تشجيعاً على نشر الفوضى في البلاد»، في حين أن الدستور يكفل حق التظاهر في الشارع.
وبرأ القضاء بومالة، في مارس الماضي، من تهمة «إضعاف معنويات الجيش» بعد أن قضى 5 أشهر في الحبس الاحتياطي. لكن النيابة استأنفت الحكم وكان منتظراً أن يرد على التهمة نفسها أمام محكمة الاستئناف الشهر الحالي.
ما عدّاد فقد غادر الحبس الاحتياطي، في فبراير (شباط) الماضي، مستفيداً من إفراج مشروط، وهو ينتظر تحديد تاريخ لمحاكمته بتهمة «المسّ بالوحدة الوطنية». وعدّاد عضو سابق في «جبهة القوى الاشتراكية»؛ أقدم أحزاب المعارضة، ورئيس سابق لتنظيم شبابي شديد المعارضة للحكومة، التي سجنت كل قياداته خلال الحراك الشعبي.
وشهدت أمس محاكم في إقليم العاصمة، وفي بوفاريك (جنوب العاصمة) والشلف وتلمسان (غرب) وتيزي ووزو (شرق)، متابعة 6 نشطاء بسبب انخراطهم في مظاهرات عادت منذ أسبوع، على خلفية تخفيف إجراءات الحظر الصحي، أو بسبب التعبير عن مواقف سياسية بشبكة التواصل الاجتماعي، عدّتها أجهزة الأمن «مسيئة لهيئات نظامية»؛ وهو مصطلح في القانون يحيل إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والقضاة وقادة مصالح الأمن.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.