برشلونة يواجه ليغانيس متطلعاً إلى مواصلة انتصاراته والحفاظ على الصدارة

يعود فريق برشلونة للعب أخيرا في معقله بملعب «كامب نو»، للمرة الأولى خلال ثلاثة أشهر بعد فترة التوقف الطويلة بسبب جائحة «كورونا»، عندما يستضيف ليغانيس اليوم، بينما يواجه ريال مدريد أسبوعا شاقا يستهله الخميس بمواجهة فالنسيا السابع في المرحلة التاسعة والعشرين للدوري الإسباني قبل أن يحل الأحد ضيفا على ريال سوسييداد الرابع.
واحتدم صراع السباق على القمة بين القطبين برشلونة حامل اللقب والمتصدر وغريمه ريال مدريد بعدما حقق الأول انتصارا خارج ملعبه على ريال مايوركا 4 - صفر، والثاني على ضيفه إيبار 3 - 1 ليظل الفارق بينهما نقطتين فقط.
ولن يكون وضع برشلونة من حيث صعوبة المهمة في الأيام القليلة المقبلة، أفضل من ريال لأنه مدعو للسفر إلى الأندلس من أجل مواجهة صعبة الجمعة ضد إشبيلية الثالث، قبل أن يعود إلى كاتالونيا مجددا للقاء الثلاثاء ضد ضيفه الباسكي أتلتيك بلباو العاشر الذي أجبر أتلتيكو مدريد أول من أمس على الاكتفاء بالتعادل 1 -1.
ويتوقع أن تكون مواجهة برشلونة مع ليغانيس القابع في المركز التاسع عشر قبل الأخير في متناول الأول الذي أظهر لاعبوه مستوى مميزاً في مباراتهم الأولى بعد العودة ضد مايوركا، لا سيما النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل هدفا وصنع اثنين بعد أن كانت مشاركته غير مؤكدة بسبب إصابة أبعدته عن التمارين. وستكون المباراة مناسبة خاصة للمهاجم الدنماركي مارتن بريثويت، الذي انضم إلى برشلونة في فبراير (شباط) الماضي بإذن استثنائي من فريقه السابق ليغانيس. ولم يتمكن ليغانيس من تعطيل انتقال بريثويت إلى برشلونة، بعدما دفع الأخير قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب، والتي بلغت 18 مليون يورو (4.19 مليون دولار).
وسجل بريثويت أول هدف له بقميص برشلونة السبت، أمام ريال مايوركا 4 - صفر، وربما شكلت هذه النتيجة، النبأ الجيد الوحيد بالنسبة لليغانيس الذي خسر أيضا أمام بلد الوليد 1 - 2 .
فقد تجمد رصيد ليغانيس عند 23 نقطة في المركز التاسع عشر قبل الأخير بفارق الأهداف فقط أمام إسبانيول، لكن رصيد مايوركا تجمد أيضا عند 25 نقطة في المركز الثامن عشر.
وقال بريثويت بشأن مواجهة ليغانيس: «هي منافسة من نوع خاص بالنسبة لي لأنني أعرف الكثيرين هناك، ولكن لا أصدقاء في المنافسة على أرض الملعب... إنني سعيد حقا بهدفي الأول مع برشلونة. جميع اللاعبين المهاجمين يرغبون في التسجيل، وقد عملت بجدية شديدة خلال فترة التوقف».
ولدى سؤال كيكي سيتين مدرب برشلونة عن إيجابيات الفوز على مايوركا، تحدث عن بريثويت. وقال سيتين: «الهدف والأداء من بريثويت أسعداني. أعتقد أنها كانت لحظة مهمة بالنسبة له».
وربما يتفادى سيتين وضع بريثويت في مواجهة فريقه السابق والدفع بلويس سواريز أساسيا بعد أن أظهر الأخير تعافيه تماما خلال مشاركته بالشوط الثاني أمام مايوركا بعد غياب عن الفريق منذ يناير (كانون الثاني) للإصابة.
وقال سيتين بشأن سواريز: «كان أمرا مرضيا للغاية أن يعود إلى الملعب. خلال 35 دقيقة، قدم خمس أو ست لقطات أظهر فيها كفاءة عالية».
في المقابل قال خافيير أجيري المدير الفني لليغانيس عقب هزيمة الفريق أمام بلد الوليد: «لم ينته أمرنا بعد. علينا تقديم كل ما لدينا في كل مباراة».
من جهته سيكون ريال مدريد أمام أسبوع شاق لأجل الاستمرار في مطاردة برشلونة على قمة جدول الدوري، وقال مدربه الفرنسي زين الدين زيدان: «علينا التكيّف مع الجدول المضغوط والواقع الذي فرضه فيروس (كورونا) المستجد».
وحقق النادي الملكي عودة موفقة بفوزه الأحد على ضيفه إيبار 1 - 3 بعد أن تألق في شوط أول سجل خلاله أهدافه الثلاثة، لكن زيدان لم يكن راضيا عن العرض الذي قدمه لاعبوه في الشوط الثاني الذي اهتزت فيه شباك فريقه بهدف.
وبعد فوز يتيم حققه على برشلونة بالذات (2 - صفر) من أصل خمس مباريات خاضها قبل التوقف، إحداها في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال حين سقط على أرضه أمام مانشستر سيتي الإنجليزي ( 2 - 1)، ضرب النادي الملكي بقوة في مستهل العودة خلف أبواب مؤصدة على ملعب «ألفريدو دي ستيفانو» في مركز «فالديبيباس» الخاص بالتمارين، وذلك بسبب الأعمال في معقله «سانتياغو برنابيو».
ويعود الريال الخميس إلى الملعب الذي سيخوض عليه أيضا مبارياته البيتية الخمس المتبقية (من أصل 10 بالمجمل)، من أجل مواجهة فالنسيا السابع في المرحلة التاسعة والعشرين قبل أن يحل الأحد ضيفا على ريال سوسييداد الرابع.
وفي ظل الروزنامة المزدحمة، هناك خطر أن يتعرّض اللاعبون للإصابات لا سيما أنهم ليسوا في قمة لياقتهم البدنية بعد هذا التوقف الطويل، وعلق زيدان: «لا نستطيع أن نفعل أي شيء، هكذا هو جدول المباريات... لدينا فريق قوي، استفادنا من قانون التبديلات الخمسة لاختبار لياقة العديد من لاعبينا وإراحة آخرين لا سيما بعد فترة الانقطاع الطويلة».
وخرج داني كارفاخال خلال استراحة الشوطين بسبب التواء في كاحله، وسيرجيو راموس في الشوط الثاني بعد شعوره بألم طفيف، فيما أكمل مارسيلو اللقاء على الرغم من سقوطه في أرض الملعب وبقي لدقائق عدة قبل الخروج لتلقي العلاج.
وقال زيدان: «الأمر الإيجابي هو أنه يمكننا إجراء خمسة تغييرات، وعلينا الآن أن نستريح ونفكر في المباراة القادمة... هذا أمر لا مفر منه».
وشهدت المباراة عودة النجم البلجيكي إدين هازارد لصفوف الريال بعد أن غاب منذ خضوعه لعملية جراحية في الكاحل، إثر إصابة تعرض لها أواخر فبراير الماضي، علما بأنه عانى من إصابة مماثلة في مطلع ديسمبر (كانون الأول) استوجبت ابتعاده عن الملاعب لمدة شهرين.
وخرج هازارد في الشوط الثاني ضمن خمسة تبديلات أجراها زيدان استنادا إلى اللوائح الجديدة للاتحاد الدولي «فيفا»، واضعا الثلج على كاحله ما أثار المخاوف بإمكانية تجدد الإصابة.
وتطرق زيدان إلى استبدال هازارد بعد 60 دقيقة بالقول: «لا أستطيع القول إن استبداله بعد ساعة على بداية اللقاء كان شيئا متفقا عليه. كنا نعلم بأن هازارد سيفتقد لشيء من الإيقاع إن لعب المباراة بأكملها. لعب ساعة كاملة، ولعب بشكل جيد، تعرض لضربة وكان من الأفضل تبديله».
وبعد أن استأنف العودة من حيث توقف، بتعادل ثالث تواليا ورابع في آخر خمس مباريات، يأمل أتلتيكو مدريد أن يعود غدا من ملعب أوساسونا بالنقاط الثلاث من أجل البقاء في دائرة المنافسة على مقعد مؤهل إلى دوري الأبطال.