مصر تتوعد بالرد على اعتداء طال مواطنيها في ليبيا

وزيرة ذكَّرت بقصف مواقع لـ«داعش» رداً على ذبح مصريين

صورة من مقطع الفيديو المتداول للمصريين في ليبيا (فيسبوك)
صورة من مقطع الفيديو المتداول للمصريين في ليبيا (فيسبوك)
TT

مصر تتوعد بالرد على اعتداء طال مواطنيها في ليبيا

صورة من مقطع الفيديو المتداول للمصريين في ليبيا (فيسبوك)
صورة من مقطع الفيديو المتداول للمصريين في ليبيا (فيسبوك)

توعدت مصر بالرد على واقعة الاعتداء على عدد من مواطنيها على يد ميليشيات في مدينة ترهونة الليبية. وأكدت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم، اليوم (الاثنين)، أن مصر لا تصمت أمام أي اعتداء يتعرض له المصريون في الخارج، وتقوم باتخاذ مواقف عملية.
ويأتي ذلك تعليقاً على مقطع الفيديو المصور الذي تم رصده مساء أمس لمجموعة من العمال المصريين يتعرضون للتعذيب والعنف على يد ميليشيات موالية لحكومة «الوفاق» في مدينة ترهونة بتهمة دعم الجيش الليبي، والعمل في صفوفه، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام مصرية.
وقالت مكرم، خلال مشاركتها في اجتماع لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري: «بالتأكيد الفيديو لن يمر على خير، والدولة المصرية لا تسمح بالاعتداء على المصريين بالخارج... ما أقوله ليس شعارات، وإنما حقيقة»، مشددة على أن الدولة لم تصمت أمام الجريمة التي ارتكبها تنظيم داعش في حق المصريين بليبيا، موضحة أن الرد كان بضربة جوية على مواقع العناصر الإرهابية.
وأكدت أن الدولة لم تدر ظهرها للعالقين المصريين بالخارج، وبذلت قصارى جهدها، وأن المواطن على رأس أولويات الدولة، بغض النظر عن الخسائر الاقتصادية، وأنها استقبلت أبناءها، رغم التحديات وصعوبة الإجراءات «اللوجيستية» المتعلقة بتصاريح هبوط الطيران وفتح المطارات، لا سيما في الدول غير المستقرة.
من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال أن مصر لن تفرط في حق أبنائها في إشارة إلى أبناء مصر في الخارج.
جاء ذلك في رد رئيس المجلس، خلال الجلسة العامة المنعقدة اليوم الاثنين، على عدد من الطلبات من النواب للتحرك نحو إنقاذ العمال في ترهونة بعد اعتقالهم من قبل تلك المليشيات. وقال عبد العال: «مصر لن تفرط في حق أبنائها ونحن من نحدد توقيت ومكان الرد.. واصبروا».
وقدم النائب المصري مهدى العمدة طلب إحاطة بشأن الواقعة، مشيراً إلى أن مقطع الفيديو المتداول به مشاهد صادمة لعمليات تعذيب لمصريين يتم إجبارهم على الهتاف ضد الدولة.
كما طالب النائب مصطفى بكري، عبر حسابه على موقع «تويتر»، بـ«طرد سفير حكومة الوفاق من القاهرة احتجاجاً على القبض على أكثر من 200 من العاملين المصريين في ترهونة وبعض المناطق الأخرى في مناطق الغرب الليبي». وأكد بكري أن «هناك فيديوهات تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى تعرض العاملين المصريين المختطفين إلى الإهانة والتعذيب، وإجبارهم على الهتاف لحكومة الإرهابيين، وهو أمر يتناقض مع المواثيق الدولية وحقوق الإنسان كافة».
واستنكرت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق ما تضمنه المقطع، وأشارت إلى أنها تحقق في «تبعية» المجموعة المتورطة في الواقعة ضد العمال المصريين، وعدت أن ما حدث «عمل إجرامي مخالف لكل المواثيق والشرائع والقوانين، المحلية منها والدولية»، وتعهدت بتكليف جهاز المباحث الجنائية بالتحقيق، والتأكد من صحة هذه الوقائع، وتسليم مرتكبيها للجهات القضائية المختصة، وأفادت بأن هذه الوقائع «لا تفت في عضد» العلاقات التي وصفتها بـ«المتينة» بين الشعبين المصري والليبي، وفقاً لبيان نشرته الوزارة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وكان وزير الداخلية الليبي في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، قد صرح، أمس (الأحد) بأن وزارة الداخلية سوف تحقق في الواقعة، متعهداً أنه في حال ثبتت صحة مقطع الفيديو المتداول للواقعة، سوف تقوم قواته بإلقاء القبض على مرتكبي سوء المعاملة.
وقال باشاغا «مصر دولة مهمة بالنسبة لليبيا»، مضيفا «نحن نهتم بعلاقاتنا مع مصر... مصر لديها القدرة على المساعدة في حل مشاكل ليبيا».



تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

جنازة رمزية نفذها صحافيون يمنيون للمطالبة بحماية الحريات الصحافية والصحافيين (أرشيفية- رويترز)
جنازة رمزية نفذها صحافيون يمنيون للمطالبة بحماية الحريات الصحافية والصحافيين (أرشيفية- رويترز)
TT

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

جنازة رمزية نفذها صحافيون يمنيون للمطالبة بحماية الحريات الصحافية والصحافيين (أرشيفية- رويترز)
جنازة رمزية نفذها صحافيون يمنيون للمطالبة بحماية الحريات الصحافية والصحافيين (أرشيفية- رويترز)

في ظل استمرار اليمن واحداً من أخطر البلدان على الصحافيين منذ انقلاب الجماعة الحوثية على السلطة الشرعية قبل عشر سنوات؛ تعتزم منظمات دولية ومحلية إطلاق شبكة قانونية لدعم الحريات الصحافية في البلاد، بالتزامن مع كشف نقابة الصحافيين عن انتهاكات عديدة طالت حرية الصحافة أخيراً.

وفي بيان مشترك لها، أعلنت 12 منظمة دولية ومحلية تأسيس شبكة خاصة بحماية الصحافيين اليمنيين، لتقديم خدمات الحماية والدعم القانوني إليهم، ومساندة حرية التعبير في البلاد، كما ستعمل على مضاعفة التنسيق والتكامل واستمرارية الجهود، لتعزيز الحماية وضمان سلامتهم واستقلاليتهم والمؤسسات الصحافية والإعلامية.

ويأتي إطلاق الشبكة، وفق بيان الإشهار، ضمن «مشروع ضمان الحماية القانونية للصحافيين» الذي تنفّذه «المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين» (صدى)، بالشراكة مع «اليونيسكو»، والصندوق العالمي للدفاع عن وسائل الإعلام، والذي يهدف إلى تمكين الصحافيين اليمنيين من الوصول السريع والآمن إلى خدمات الحماية الشاملة وخدمات المشورة والمساعدة القانونية.

عدد كبير من الصحافيين اليمنيين غادروا أماكن إقامتهم بحثاً عن بيئة آمنة (إعلام محلي)

وتضم الشبكة في عضويتها 6 منظمات دولية وإقليمية، بينها: «المادة 19»، ومؤسسة «روري بيك ترست»، وصندوق الدفاع عن وسائل الإعلام العالمي، و«فريدوم هاوس»، والمركز الأميركي للعدالة، إلى جانب 6 منظمات ومؤسسات إعلامية محلية.

انتهاكات متنوعة

تأتي هذه الخطوة عقب تقرير لنقابة الصحافيين اليمنيين أكدت فيه أن «الجماعة الحوثية تقف وراء نحو 70 في المائة من الانتهاكات التي تعرّض لها الصحافيون خلال الربع الثالث من العام الحالي»، ونبهت فيه إلى «استمرار المخاطر المحيطة بالعمل الصحافي والصحافيين، وعملهم في بيئة غير آمنة تحيط بحرية التعبير في البلاد».

وعلى الرغم من إغلاق الجماعة الحوثية كل الصحف والمواقع المعارضة لتوجهاتها، ومنع عمل وسائل الإعلام العربية والدولية في مناطق سيطرتها؛ فإن نقابة الصحافيين رصدت وقوع 30 حالة انتهاك للحريات الإعلامية خلال الربع الثالث من العام الحالي، وقالت إن ذلك يؤكّد «استمرار المخاطر تجاه الصحافة والصحافيين في بيئة غير آمنة تحيط بالصحافة وحرية التعبير في اليمن».

انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

ويذكر التقرير أنه، وخلال الفترة من 1 يوليو (تموز) وحتى 30 سبتمبر (أيلول) الماضيين؛ تمّ رصد 14 حالة حجز حرية بنسبة 47 في المائة من إجمالي الانتهاكات، و6 حالات محاكمات واستدعاء لصحافيين بنسبة 19 في المائة، و4 حالات تهديد وتحريض بنسبة 13 في المائة، وحالتي اعتداء بنسبة 7 في المائة، وحالتي مصادرة لأجهزة الصحافيين بنسبة 7 في المائة، وحالتي ظروف اعتقال سيئة للمعتقلين بنسبة 7 في المائة.

ووضعت النقابة الجماعة الحوثية في طليعة منتهكي الحريات الصحافية؛ حيث ارتكبت 21 انتهاكاً بنسبة 70 في المائة، في حين ارتكبت الحكومة الشرعية بكل التشكيلات التابعة لها، 9 حالات انتهاك من إجمالي الانتهاكات، وبنسبة 30 في المائة منها.

ورصدت النقابة 14 حالة حجز حرية، بنسبة 47 من إجمالي الانتهاكات، تنوّعت بين 10 حالات اختطاف، و3 حالات اعتقال، وحالة ملاحقة واحدة، ارتكب منها الحوثيون 10 حالات، والحكومة 4 حالات.

الصحافة الورقية تعرّضت للإيقاف على أيدي الحوثيين الذين منعوا كل إصداراتها إلا الموالية للجماعة (إكس)

ويورد التقرير أن هناك 14 صحافياً رهن الاحتجاز لدى الأطراف كافّة، منهم 10 لدى الجماعة الحوثية، واثنان منهم لدى قوات الحزام الأمني في عدن، وصحافي اختطفه تنظيم «القاعدة» في حضرموت، وأخفاه منذ عام 2015، وهو محمد قائد المقري.

بيئة غير آمنة

يعيش الصحافيون المعتقلون في اليمن أوضاعاً صعبة ويُعاملون بقسوة، ويُحرمون من حق التطبيب والزيارة والمحاكمة العادلة، وفقاً لتقرير النقابة.

وسجّلت النقابة 6 حالات محاكمات واستدعاءات لصحافيين بنسبة 24 في المائة من إجمالي الانتهاكات استهدفت العشرات منهم، ارتكبت منها الحكومة 4 حالات، في حين ارتكب الحوثيون حالتين.

وتنوّعت هذه المحاكمات بين حكم بالإعدام أصدرته محكمة حوثية بحق طه المعمري، مالك شركة «يمن ديجتال» للخدمات الإعلامية، وحالة حكم بالسجن للصحافي أحمد ماهر، و3 حالات استدعاءات لصحافيين.

كما وثّقت 4 حالات تهديد لصحافيين بالعقاب بنسبة 16 في المائة من إجمالي الانتهاكات ارتكبتها جماعة الحوثي، وسُجّلت حالتا اعتداء، منها حالة اعتداء على صحافي، وحالة مداهمة لمنزل آخر.

تدريب صحافيين يمنيين على الاحتياطات الأمنية حيث يعيش غالبيتهم تحت طائلة التهديدات والاعتداءات (إعلام محلي)

ووقعت حالتا مصادرة لمقتنيات وأجهزة صحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية، وحالتا اعتقال سيئة لصحافيين معتقلين لدى الجماعة.

وطبقاً لتقرير النقابة، فإن مختلف الأطراف، خصوصاً الجماعة الحوثية، استمرت في اعتقال الصحافيين والتضييق عليهم، كما استمر استخدام القضاء لمعاقبتهم وترويعهم ومحاكمتهم في محاكم خاصة بأمن الدولة والإرهاب.

ويواجه الصحافيون الترهيب من خلال التهديدات والاعتداءات ومصادرة مقتنياتهم، رغم أن القيود المفروضة عليهم دفعت بعدد كبير منهم إلى التوقف عن العمل الصحافي، أو مغادرة أماكن إقامتهم، والنزوح بحثاً عن بيئة آمنة.

وطالبت نقابة الصحافيين اليمنيين بالكف عن مضايقة الصحافيين أو استخدام المحاكم الخاصة لترويعهم وإسكاتهم.