صاروخ «النينجا»... سلاح أميركا السرّي

واشنطن استخدمته لاغتيال قياديين مرتبطين بالقاعدة في سوريا

صاروخ «سيوف النينجا» الأميركي (وول ستريت جورنال)
صاروخ «سيوف النينجا» الأميركي (وول ستريت جورنال)
TT

صاروخ «النينجا»... سلاح أميركا السرّي

صاروخ «سيوف النينجا» الأميركي (وول ستريت جورنال)
صاروخ «سيوف النينجا» الأميركي (وول ستريت جورنال)

قتلت طائرة مسيرة يرجح أنها أميركية قياديين عسكريين في تنظيم «حراس الدين» المرتبط بـ«القاعدة» في غارة على مدينة إدلب في شمال غربي سوريا أمس (الأحد). وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «طائرة من دون طيار قصفت بصاروخ سيارة القياديين، ما أسفر عن مقتل المسؤول العسكري العام لتنظيم (حراس الدين) قسام الأردني، وقائد عسكري آخر يمني الجنسية اسمه بلال الصنعاني».
واستهدفت القوات الأميركية مراراً قياديين متطرفين في منطقة إدلب، التي تعد منطقة عمليات روسية، في شمال غربي البلاد. وأظهرت مقاطع فيديو وصور للغارة أن السيارة التي كانت تقل القياديين أصيبت بصاروخين من طراز «سيوف النينجا» أطلقتهما الطائرة المسيرة.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فإن هذه الصواريخ سلاح سري تستخدمه وكالة المخابرات المركزية الأميركية والبنتاغون ضد أهداف فردية بهدف تقليل الخسائر بين المدنيين، وإن تلك الصواريخ نسخة معدلة من صواريخ «هيل فاير» طورتها وزارة الدفاع الأميركية، بتصميم من شركة «لوكهيد مارتن»، واستخدمت مرتين على الأقل من قبل المخابرات المركزية والبنتاغون في السنوات الثلاث الماضية، وكشف النقاب عن تلك الصواريخ في مايو (أيار) 2019.
وتتميز تلك الصواريخ بأنها تحتوي على 6 شفرات تصيب الهدف دون أن تنفجر، وهي مصممة لثقب المباني والسيارات، لتقليل الخسائر المدنية والمادية.
وتقول تقارير صحافية إنه يبدو أن إدارة الرئيس دونالد ترمب قررت اللجوء إلى سلاح «السيوف» بدلاً من التفجيرات تجنباً للانتقادات التي تعرضت لها إدارة باراك أوباما لاستخدام الطائرات من دون طيار التي أوقعت بعض الضحايا المدنيين. لكن ليس من الواضح سبب استخدام تلك الصواريخ ضد عناصر «القاعدة» وليس «داعش». وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة استخدمت تلك الصواريخ لشن غارات في دول عدة؛ منها اليمن وسوريا وليبيا.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».