مظاهرة ضدّ الطائفية وسط بيروت لا تخلو من إشكالات أمنية

ناشطون قطعوا طريق ضهر البيدر احتجاجاً على إجراءات تفتيشهم (الوكالة الوطنية)
ناشطون قطعوا طريق ضهر البيدر احتجاجاً على إجراءات تفتيشهم (الوكالة الوطنية)
TT

مظاهرة ضدّ الطائفية وسط بيروت لا تخلو من إشكالات أمنية

ناشطون قطعوا طريق ضهر البيدر احتجاجاً على إجراءات تفتيشهم (الوكالة الوطنية)
ناشطون قطعوا طريق ضهر البيدر احتجاجاً على إجراءات تفتيشهم (الوكالة الوطنية)

تحت عنوان «لبنانية ضد الطائفية»، نظمت مجموعات من الناشطين من مختلف المناطق مظاهرة، أمس (الأحد)، في وسط بيروت، حيث سُجّلت بعض الإشكالات الأمنية المحدودة، فيما كان لافتاً منذ ساعات الصباح الاستنفار للقوى الأمنية والجيش، ولا سيما عند مداخل العاصمة حيث مُنعت الدراجات النارية والحافلات الصغيرة من الدخول إلى بيروت.
وبدأ المتظاهرون منذ بعد الظهر بالتوافد إلى وسط العاصمة، رافعين الأعلام اللبنانية ولافتات دعت إلى «سقوط منظومة الفساد بكامل تفرعاتها وزواريبها»، وسط حضور كثيف للقوى الأمنية ومكافحة الشغب.
وشارك في المظاهرات أهالي مسجونين ومحكومين من بعلبك (شرق لبنان)، رفعوا لافتات تطالب بإقرار قانون العفو العام، كتب على إحداها «عفو عام شامل لا عفو خاص ظالم»، موقعة باسم «عشائر بعلبك الهرمل».
وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام، إلى حصول إشكالات متفرقة بين المتظاهرين ومجموعة من الشبان، عمل المنظمون على تهدئتها، لكنها سرعان ما اتسعت وتنقلت من مكان إلى آخر في ساحة الشهداء، مع دخول مجموعات جديدة. وألقى عدد من المشاركين مداخلات أكدوا فيها أن تحركاتهم «ضد الفساد والمفسدين، وضد الطائفية، وضد هذه الطبقة الحاكمة التي تحاصصت الفساد بشكل علني ووقح»، مشددين على أن هذه التحركات «ليست موجهة ضد طائفة أو مذهب، لأننا كلنا لبنانيون، والجوع والدواء والغلاء والبطالة تصيبنا جميعاً». واعتبروا أن «هناك من يعمل على شيطنة الثورة ومنذ بداياتها في 17 أكتوبر (تشرين الأول)»، داعين إلى «الوحدة والتضامن من كل الطوائف والمناطق».
وتحدّث متظاهرون من البقاع عن تعرضهم لمضايقات من قبل القوى الأمنية عند طريق ضهر البيدر، أدت إلى تأخر وصولهم إلى بيروت، فيما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام»، أن ما قامت به القوى الأمنية مع القادمين من البقاع هي إجراءات روتينية. ولفتت إلى «أن ناشطين من حراك البقاع اعترضوا على الإجراءات، اعتصموا عند حاجز ضهر البيدر لقوى الأمن الداخلي، وقطعوا طريق بيروت - البقاع الدولية بالاتجاهين، احتجاجاً على الإجراءات الروتينية التنظيمية التي كانت تقوم بها عناصر الحاجز، مثل التأكد من الأوراق الثبوتية وتفتيش الأشخاص الذين كانوا على متن فانات كانت تقلهم للانضمام إلى الحراك في بيروت».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».