الاحتجاجات المعادية للعنصرية تعم مدن العالم

جرى تنظيم مظاهرات في أنحاء العالم المختلفة بسبب موت الأميركي الأسود الأعزل جورج فلويد في مدينة مينيابوليس بعد أن جثا شرطي أبيض بركبته على رقبته لمدة تسع دقائق تقريبا. واندلعت الاحتجاجات بزخم عال خلال عطلة نهاية الأسبوع في عدد من مدن دول العالم ضد كل أشكال التمييز العنصري، خصوصا في بريطانيا وفرنسا وسويسرا وأستراليا وجمهورية التشيك.
وتجمع مناهضون للعنصرية مرة أخرى في بريطانيا أمس السبت ووقعت مشاجرات في لندن كان طرفها
الآخر مناهضين للاحتجاجات من التنظيمات اليمينية نزلوا إلى الشوارع لحماية تماثيل مستهدفة بسبب التاريخ الاستعماري لأصحابها. وغطت السلطات تماثيل شخصيات تاريخية، من بينها تمثال ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية الذي يصفه محتجون بأنه كاره للأجانب، بالألواح الخشبية في محاولة لمنع حدوث اضطرابات عنيفة بسببها. وفي ميدان الطرف الأغر في لندن، فصلت الشرطة بين مجموعتين تضم كل منهما نحو 100 متظاهر تهتف إحداهما بـ«حياة السود مهمة». وتدافعت بعض المجموعات وألقت الزجاجات وعلب الصفيح الصغيرة كما أطلقت الألعاب النارية واصطفت الشرطة بالكلاب والخيول. وقال شهود من رويترز إن اشتباكا نشب بين محتجين من اليمين المتطرف والشرطة في ميدان الطرف الأغر في العاصمة البريطانية وجرى خلال ذلك إطلاق مفرقعات ورشق زجاجات أثناء محاولة أفراد الشرطة فصلهم عن محتجين مناهضين للعنصرية. ونزل نحو ألف من نشطاء اليمين المتطرف إلى شوارع لندن متعهدين بحماية تماثيل لشخصيات تاريخية جرى استهدافها على هامش احتجاجات «حياة السود مهمة» في الأسابيع الماضية. وفرضت الشرطة البريطانية قيودا على المتظاهرين «حياة السود مهمة» والجماعات اليمينية وسط مخاوف من اشتباكات في وسط لندن بعدما انضم الآلاف من المتظاهرين المناهضين للعنصرية للاحتجاجات. وكانت قد خصصت شرطة العاصمة مناطق منفصلة في وسط لندن لتظاهرات «حياة السود مهمة» ومظاهرات الجماعات اليمينية المضادة وأمرت بانتهاء كل التظاهرات بحلول الخامسة مساء. وانضم مئات الآلاف إلى المظاهرات السلمية لحد كبير على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية. وكان قد حث مسبقا رئيس بلدية لندن صادق خان المواطنين على الابتعاد عن وسط العاصمة البريطانية. وقال خان لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «لدينا معلومات مخابراتية تفيد بأن مجموعات من اليمين المتطرف ستأتي إلى لندن وتقول ظاهريا إن هدفها حماية التماثيل لكننا نعتقد أن التماثيل قد تكون نقطة تفجر محتملة للعنف». ودعا خان المواطنين لعدم المشاركة في مظاهرات خلال جائحة كورونا بعدما وردت دلائل من الولايات المتحدة على أن بعض من شاركوا أصيبوا بالعدوى. وأطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع أمس السبت على محتجين في وسط باريس حيث تجمع الآلاف في مظاهرة ضد ما يصفونه بعنصرية وعنف الشرطة. وأطلقت الشرطة قنبلتي غاز مسيل للدموع وانصرف الحشد بهدوء، وفقا لما ذكره صحافي من رويترز في مكان الواقعة. وكان أنصار أداما تراوري قد دعوا لتنظيم هذا الاحتجاج الذي لم يحصل على تصريح من الشرطة. وتراوري رجل أسود كان يبلغ من العمر 24 عاما عندما توفي في عام 2016 أثناء احتجاز الشرطة له بالقرب من باريس. وعادت قضيته للظهور بسبب موت الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد في الولايات المتحدة.