تحريض إسرائيلي ضد «معدل الولادة» لدى بدو النقب

بدو النقب في بلدة رهط جنوب إسرائيل يدلون بأصواتهم في انتخابات مارس الماضي (أ.ف.ب)
بدو النقب في بلدة رهط جنوب إسرائيل يدلون بأصواتهم في انتخابات مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

تحريض إسرائيلي ضد «معدل الولادة» لدى بدو النقب

بدو النقب في بلدة رهط جنوب إسرائيل يدلون بأصواتهم في انتخابات مارس الماضي (أ.ف.ب)
بدو النقب في بلدة رهط جنوب إسرائيل يدلون بأصواتهم في انتخابات مارس الماضي (أ.ف.ب)

هاجم عضو الكنيست وزير المواصلات السابق، بتسلئيل سموطريتش، من تحالف «يمينا»، العرب البدو في النقب، قائلاً إن معدل الولادة عندهم مرتفع للغاية، ويعد قنبلة يجب تفكيكها. وأضاف في تحريض مباشر: «إذا لم نعطل آليتها (معدل الولادات المرتفع) فسوف تنفجر علينا بقوة أكبر». وأضاف «أن المجتمع البدوي في منطقة النقب يضم نحو 200 ألف شخص حتى الآن، وهم يتضاعفون كل 12 سنة، ويجب على إسرائيل أن تكبح هذا الاتجاه. وتابع سموطريتش، وهو يميني متطرف: «كلما عملنا على تحويلهم إلى غربيين، بشكل أكبر، كلما انخفض معدل المواليد».
وأكد سموطريتش أنه يرغب في تخفيض وتيرة الولادة لدى البدو «لأنني أريد ديموغرافياً الحفاظ على الأغلبية اليهودية، ليس فقط في دولة إسرائيل، لكن أيضاً في النقب، وهذه هي رؤية ديفيد بن غوريون، وليست رؤية تحالف (يمينا)». واقترح أن «لا تتدخل الدولة في معدل الخصوبة داخل المجتمع البدوي، لأن التغيير سيأتي بمفرده في حال تنظيم السكان البدو في مدن ومجتمعات منظمة، وفي حال حصولهم على التعليم وفرص العمل».
ورد النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، باللغة الألمانية، على تصريحات سموطريتش بالقول، إن سموطريتش الذي كان وزيراً في حكومة نتنياهو، حتى قبل عدة أشهر، يصف حملة القنابل من المستوطنين بأنهم أطفال، ويصف الأطفال البدو العرب بأنهم قنبلة ديموغرافية موقوتة. وأضاف: «تأتي تصريحات سموطريتش العنصرية بعد أسبوع من قتل إياد الحلّاق من القدس، لا لذنب سوى أنه عربي فلسطيني، والاعتداء العنصري في شاطئ عيون قارة جنوب تل أبيب على محمد نصاصرة من قبل زمرة من الشباب الإسرائيليين لا لذنب سوى أنه عربي فلسطيني أيضاً».
وتسعى إسرائيل لبسط يدها على النقب وطرد السكان البدو منها. وفي العام الماضي، طرحت الحكومة الإسرائيلية خطة لإعادة توطين نحو 36 ألف عربي من البدو الذين يسكنون النقب في قرى وبلدات لا تعترف بها السلطات الإسرائيلية، وتتضمن الخطة مراحل عدة تهدف في النهاية إلى بسط يدها على 260 ألف دونم من الأرض. ورفض البدو الخطة جملة وتفصيلاً، لكن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تسعى إلى طردهم من هناك.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».