الحبس المؤقت لثلاثة ناشطين في «الحراك الشعبي» الجزائري

TT

الحبس المؤقت لثلاثة ناشطين في «الحراك الشعبي» الجزائري

أصدر وكيل الجمهورية في محكمة بجاية، شمال شرقي الجزائر، أمس، قراراً بحبس ثلاثة ناشطين ضمن الحراك الاحتجاجي مؤقتاً، وفق ما أفادت به جمعية حقوقية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد المتحدث باسم «اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين»، قاسي تنساوت، مثول مرزوق تواتي، وأنيس عجلية، وعمار البيري، أمس، أمام محكمة بجاية، أكبر مدن منطقة القبائل. وقال تنساوت إنه «صدرت في حقهم بطاقات إيداع في السجن، وستجري محاكمتهم في 17 من يونيو (حزيران)» الجاري.
واتُّهم الموقوفون بـ«التحريض على التجمهر غير المسلح»، و«عرض وتوزيع منشورات من شأنها المساس بالوحدة الوطنية»، و«تعريض حياة الغير للخطر في فترة الحجر الصحي». كما اتُّهم عمار البيري أيضاً بـ«إهانة رئيس الجمهورية»، و«إهانة هيئة نظامية».
وكان الناشطون من بين 20 شخصاً أوقفوا أول من أمس خلال محاولة للتظاهر، دعماً للمسجونين على خلفية المشاركة في الحراك الاحتجاجي. وأخلي سبيل أغلب الموقوفين؛ لكن الأمر لم يشمل الناشطين الثلاثة. ومرزوق تواتي مدون وصحافي في الموقع الإخباري اليساري «لافانغارد ألجيري» الذي حُجب في الجزائر الشهر الماضي، وسبق أن أوقف على خلفية التظاهر. أما أنيس عجلية وعمار البيري فهما ناشطان في الحراك.
كما أوقف أربعة أشخاص جاؤوا لدعم الموقوفين أمس أمام محكمة بجاية، وتم اقتيادهم إلى مركز الأمن وسط البلاد، وفق قاسي تنساوت.
من جهتها، طالبت «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان» أمس بـ«الإفراج عنهم، وإسقاط جميع التتبعات في حقهم». وكررت الرابطة مطالبتها بـ«الإفراج عن جميع معتقلي الرأي، وفتح الحقلين السياسي والإعلامي، وإيقاف القمع في زمن الجائحة».
ومنعت الجزائر منذ منتصف مارس (آذار) جميع أشكال التجمعات السياسية والدينية والثقافية والرياضية، بسبب وباء «كوفيد- 19».
بدورها، دعت وجوه ومنظمات قريبة من الحراك الاحتجاجي إلى تعليق المسيرات والتجمعات «مؤقتاً»؛ لكن ذلك لم يمنع خروج مسيرات متفرقة في الأسابيع الأخيرة بأنحاء البلاد؛ خصوصاً في منطقة القبائل.
وطالبت التظاهرات بوضع حد للملاحقات القضائية، والإفراج عن الناشطين المحتجزين. ويوجد في السجن حالياً 60 ناشطاً مناصراً للحراك الشعبي، أوقف أغلبهم بسبب منشورات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وفق أحدث حصيلة لـ«اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.