تحقيق مصري بشأن غلاف مجلة «حكومية» أغضب الكنيسة

«الوطنية للصحافة» تبدأ مساءلة رئيس تحرير «روز اليوسف»

TT

تحقيق مصري بشأن غلاف مجلة «حكومية» أغضب الكنيسة

أعلنت «الهيئة الوطنية للصحافة» في مصر، أمس، عن إحالة رئيس تحرير مجلة «روز اليوسف» المملوكة للدولة إلى «تحقيق عاجل» بشأن اتهامات وجهتها له «الكنيسة الأرثوذوكسية»، التي قالت إن غلاف العدد الأحدث من المجلة تضمن ما اعتبرته «إساءة بالغة وتجاوزا، يجب ألا يمر دون حساب من الجهة المسؤولة».
ورغم أن العدد محل الأزمة لم يكن قد طرح في الأسواق، إلا أن المئات تداولوا صورة منه أظهرت صورتين متجاورتين لأصل الأزمة التي أثارها الغلاف الذي نشر أمس على صفحات التواصل الاجتماعي، وحمل صورة الأنبا رافائيل، أسقف كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس السابق، إلى جانب صورة لمرشد تنظيم «الإخوان» محمد بديع، وتحت كل منهما عنوانين لموضوعين مختلفين، وفوقهما عبارة «الجهل المقدس».
وفيما لم تعلن حتى مساء أمس نتائج التحقيقات، إلا أن «الوطنية للصحافة»، المخولة قانوناً بمهام الرقابة على الأداء الاقتصادي للمؤسسات الصحافية المملوكة للدولة، قررت «وقف المحرر المسؤول عن الملف القبطي إلى حين الانتهاء من التحقيقات، وتقديم اعتذار للكنيسة، وأن تقوم المجلة في العدد القادم بالاعتذار عن الإساءة».
وفي إجراء لافت، نشر رئيس تحرير روز اليوسف، هاني عبد الله، مساء أمس صورة لغلاف جديد للعدد محل الأزمة، من غير صورة الأنبا رافائيل، وأفاد الصحافي المصري في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أن العدد لم يكن قد طبع بعد، وأن الأزمة سببها «رؤية إخراجية وضعت صورة مرشد الإخوان والأنبا في إخراج متقارب، ما أوحى بأنهما ضمن موضوع واحد».
وفور إعلان قرار التحقيق وتغيير غلاف العدد، أعلنت الكنيسة عن «شكرها لرئيس الوطنية للصحافة للخطوات الحازمة والسريعة»، معربة عن أملها في «مزيد من الانتباه والانضباط المهني في التعامل مع الأخبار الكنسية، حفاظاً على التماسك الاجتماعي».
وكانت «الكنيسة الأرثوذكسية» قد أعلنت أول من أمس عن استنكارها الشديد لما أسمته «تطاولا من إحدى المجلات القومية المملوكة للدولة، على الكنيسة الوطنية في شخص أحد أساقفتها، ووضع صورته على غلافها أسوة بصورة أحد خائني الوطن».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.