دعوات برلمانية لتعزيز «التحول الإلكتروني» في مصر

في ظل منظومة تعليمية وصحية تعتمد «التعامل عن بُعد»

TT

دعوات برلمانية لتعزيز «التحول الإلكتروني» في مصر

بينما عدها مراقبون «مساعي لتعزيز جهود التحول الإلكتروني أو الرقمي في مصر، والاعتماد على وسائل الاتصال الإلكترونية، في ظل منظومة تعليمية وصحية تعتمد على التعامل عن بُعد، خاصة مع أزمة فيروس (كورونا)»، دعا برلمانيون مصريون وخبراء اتصالات إلى ضرورة الاهتمام بزيادة استثمارات مشروعات البنية التكنولوجية في البلاد، بهدف الوصول إلى «التحول الرقمي»، مؤكدين أن «هناك مكاسب كثيرة سوف تعود على القطاعات والمؤسسات الحكومية والمواطنين من (التحول الرقمي)، خاصة في الخدمات»، وأن «مصر خطت خطوات مهمة بشأن التحول الإلكتروني لبعض الخدمات في القطاعات الحكومية».
وقالت لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب (البرلمان) في تقرير لها مؤخراً إن «جائحة كورونا المستجد كشفت مدى الارتباط الوثيق بين قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من ناحية، وباقي القطاعات الأخرى، وبالأخص قطاعا الصحة والتعليم»، لافتة إلى أن «الاعتماد على علوم البيانات والذكاء الصناعي والطرق التحليلية، أصبح أمراً لا غنى عنه في الصحة والتعليم»، وموضحة أن «فيروس كورونا كشف مدى الحاجة إلى تقوية قدرة البنية التحتية للاتصالات والمعلومات، لمواجهة متطلبات القطاع الصحي، وبالأخص في مجال استخدام الوسائل التكنولوجية في التعرف على الحالات المرضية وتشخيصها، وتجميع البيانات الطبية، والوقوف على آليات تتبع منع انتشار الأمراض، والقيام بحملات التوعية الطبية إلكترونياً».
وأوصت اللجنة بـ«ضرورة الاهتمام بزيادة الاستثمارات المخصصة لمشروعات البنية التكنولوجية في قطاعي الصحة والتعليم بنوعيه، قبل الجامعي» كسبيل لا غنى عنه لتحقيق التنمية البشرية.
من جهته، تقدم النائب ماجد طوبيا، عضو مجلس النواب المصري بطلب إحاطة بشأن «تطوير البنية التحتية التكنولوجية في المدارس بربوع البلاد لتطبيق التعليم عن بُعد»، داعياً إلى «ضرورة الاستفادة من تجربة أزمة (كورونا) في الاعتماد على الإدارة الإلكترونية بشكل كبير».
وتؤكد المطالب البرلمانية أن «هناك مكاسب كثيرة سوف تعود على القطاعات والمؤسسات الحكومية من (التحول الرقمي)، ذلك أن (ميكنة) الخدمات الحكومية سوف تسهل على المواطن الوقت بسبب سرعة الإجراءات».
وسبق أن طالب رئيس مجلس النواب المصري، الدكتور علي عبد العال، في مايو (أيار) الماضي بـ«استغلال أزمة كورونا في دعم الربط الإلكتروني بين الوزارات، ودعم بنية الإدارة الإلكترونية، خاصة أن لدى مصر بنية أساسية في المعلومات تسمح بتطبيق الإدارة الإلكترونية، والتخلص من الروتين الإداري».
من جهته، قال الدكتور مقبل فياض، الخبير بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر، إن «التحول الرقمي سوف يسهم في تحسين الخدمات وحل مشاكل المواطنين، وتقديم الدعم للخدمات الحكومية، حيث تستطيع الحكومة أن تفصل بين مقدم الخدمة ومتلقيها»، لافتاً إلى أن «(التحول الرقمي) سوف يقضي على الروتين ويحسن الخدمات»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يوجد معوقات لـ(الرقمنة)، لكن لا بد أن يلتزم كل شخص بالضوابط، وأن تكون هناك ميزانيات كبيرة لذلك»، موضحاً أن «هناك دعما رئاسيا وحكوميا كبيرين لـ(التحول الإلكتروني)، ومصر خطت خطوات مهمة في التحول الإلكتروني لبعض الخدمات في القطاعات الحكومية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.