لجان حكومية مصرية لتعزيز سياسات «منع البناء المخالف»

تشديدات على ضرورة «الإزالة الفورية»

جهود بمحافظات مصرية لإزالة «بنايات مخالفة» (من الصفحة الرسمية لوزارة التنمية المحلية)
جهود بمحافظات مصرية لإزالة «بنايات مخالفة» (من الصفحة الرسمية لوزارة التنمية المحلية)
TT

لجان حكومية مصرية لتعزيز سياسات «منع البناء المخالف»

جهود بمحافظات مصرية لإزالة «بنايات مخالفة» (من الصفحة الرسمية لوزارة التنمية المحلية)
جهود بمحافظات مصرية لإزالة «بنايات مخالفة» (من الصفحة الرسمية لوزارة التنمية المحلية)

ضمن جهود الحكومة المصرية لتعزيز خطط وسياسات «منع البناء المخالف»، والتصدي للبنايات المخالفة بـ«إجراءات الإزالة الفورية». قال مصدر مطلع، إنه «يجري تشكيل لجان حكومية في جميع المحافظات المصرية لمراجعة تراخيص البناء والتأكد من الاشتراطات البنائية، فضلاً عن مراقبة قرارات وقف تراخيص أعمال البناء أو تعليتها أو تعديلها». ووجّه اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية في مصر، «اللجان بمنح أولوية أولى وعاجلة للنظر في تراخيص أعمال الترميم الجاري تنفيذها حالياً للمباني».
وتشدد مصر كثيراً على «مواصلة الجهود لمواجهة البناء غير المرخص والمخالف، الذي تزايد مع انشغال الدولة بإجراءات مواجهة فيروس (كورونا المستجد)، خاصة خلال ساعات (حظر التنقل الجزئي)»، بحسب مراقبين. وسبق أن دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى «توقيف مخالفي البناء، للتقليل من ظاهرة البناء المخالف والمساكن العشوائية». وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس، أنه «يتابع عن كثب جهود إزالة التعديات على مخالفات البناء بأشكاله كافة»، مشدداً على «ضرورة استمرار المحافظات في سرعة الإزالة الفورية لأي مخالفة، سواء على أملاك الدولة أو الخاصة، وتحويل المخالفين للنيابة العسكرية لاتخاذ اللازم في هذا الشأن».
وحول اللجان الحكومية التي تم تشكليها في المحافظات المصرية، أشار الوزير شعراوي إلى أنها «ستقوم بمراجعة أعمال البناء للعقارات الجاري تنفيذها الصادر لها تراخيص، للتأكد من مطابقتها للاشتراطات البنائية والجراجات والارتفاعات وخطوط التنظيم، للسماح لها باستكمال أعمال البناء، أو السماح بتوصيل المرافق لها في حالة الانتهاء منها».
وكان وزير التنمية المحلية قد أصدر قراراً الشهر الماضي بـ«وقف إصدار التراخيص الخاصة بإقامة أعمال البناء أو توسعتها أو تعليتها أو تعديلها أو تدعيمها للمساكن الخاصة في القاهرة الكبرى والإسكندرية وجميع المدن الكبرى... كما نص القرار على إيقاف استكمال أعمال البناء للمباني الجاري تنفيذها لحين التأكد من توافر الاشتراطات البنائية والجراجات، ولمدة 6 أشهر». وأكد المصدر المطلع نفسه، أن «وزير التنمية المحلية كلف المحافظين إصدار قرارات بوقف تراخيص أعمال البناء، مع إيقاف استكمال أعمال البناء للعقارات الجاري تنفيذها، لحين التأكد من مطابقتها للاشتراطات البنائية».
في غضون ذلك، تابع رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس «الجهود المبذولة لإزالة مخالفات البناء والتعديات على الأراضي، سواء على أملاك الدولة، أو الأملاك الخاصة، وذلك في تقرير تلقاه من وزير التنمية المحلية، الذي أشار إلى أن «الجهات المختصة قامت خلال الفترة من 25 مارس (آذار) الماضي، وحتى 9 يونيو (حزيران) الحالي، بإزالة 12425 مخالفة بناء، بواقع 6278 إزالة على أملاك تابعة للدولة، و6147 إزالة من الأملاك الخاصة». كما استضافت وزارة التنمية المحلية اجتماعاً لعدد من قيادات وزارتي الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والزراعة واستصلاح الأراضي، والهيئة العامة للتخطيط العمراني، وجهاز حماية الأراضي، أمس. وأضاف الوزير شعراوي، أن «المحافظات مستمرة في تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء من المصريين، والتي بلغ عدد ما تم تقديمه خلال الفترة الماضية نحو 330 ألف طلب»، مطالباً «المصريين الراغبين في التصالح على مخالفات البناء، بسرعة تقديم الطلبات إلى المحافظات، مع استيفاء الأوراق، حتى لا تتم إزالة المخالفات الراغبين في التصالح عليها».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.