أعضاء في الكونغرس يطالبون بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين

TT

أعضاء في الكونغرس يطالبون بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين

في الوقت الذي تتسع فيه اعتداءات فرق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية على الفلسطينيين، وجه 55 عضواً في الكونغرس رسالة للسفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، يطالبونه فيها بإبراز الموقف الأميركي الرافض للمساس بحقوق الإنسان والتدخل لدى حكومة بنيامين نتنياهو، كي تعمل على لجم عنف المستوطنين.
وجاءت هذه الرسالة على أثر توجه عدة جمعيات وحركات سلام إسرائيلية وأوساط يهودية أميركية إلى أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وفيها يشيرون إلى ازدياد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين «الذي يتم لأغراض سياسية لفرض الأمر الواقع للاحتلال، وتوسيع رقعة الضم المتوقع باستغلال الدعم الأميركي للاستيطان بطريقة غير أخلاقية».
وأوضحت تلك الحركات لأعضاء الكونغرس أن «سكوت الإدارة الأميركية على عنف المستوطنين يجعلها شريكة في الاعتداءات رغماً عنها، وفي الوقت الذي نقدم فيه أكبر الفرص لتثبيت الاستيطان، هناك من يريدنا غطاء لممارسات بعيدة عن القيم الأميركية الديمقراطية التي تقدس حقوق الإنسان».
وكانت حركات السلام الإسرائيلية قد رصدت ازدياداً كبيراً في الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون المتطرفون على الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ مشيرين إلى أن «قوات الأمن الإسرائيلية تساند عادة المستوطنين وتوفر لهم الحماية خلال الاعتداءات». ومن رصد للواقع الميداني يتضح أن رسالة أعضاء الكونغرس جاءت في وقتها؛ حيث إن مئات المستوطنين شاركوا في الأيام الأخيرة في اعتداءات كهذه.
واقتحم أمس، الجمعة، قرابة 50 مستوطناً إسرائيلياً، بحماية من جنود الاحتلال، قرية سوسيا جنوب الخليل. وحسب فؤاد العمور، منسق لجنة الحماية والصمود في جنوب الخليل الذي كان شاهداً بنفسه على ما جرى، فإن «المستوطنين بدأوا منذ نحو أسبوعين بتنظيم مسيرات جماعية في مسافر يطا والجبال الواقعة في جنوب الخليل، وخلال ذلك يقومون بالاعتداء على المواطنين والمزارعين ورعاة الأغنام الفلسطينيين في المنطقة».
وفي منطقة سلفيت، اقتحم مئات المستوطنين، في ساعات متأخرة من ليلة الخميس بلدة كفل حارس، لأداء طقوس تلمودية في المقامات الإسلامية التي يدعون أنها يهودية. وقال عصام أبو يعقوب، رئيس بلدية كفل حارس، إن جنود الاحتلال الإسرائيلي مهدوا للمستوطنين هذا الاعتداء، إذ اقتحموا البلدة وانتشروا على جميع المفارق والطرقات، وفرضوا على المواطنين فيها نظام منع التجوال وإغلاق محلاتهم التجارية بالقوة. ومنعوا بالقوة أيضاً الاستمرار في حفل زفاف في القرية، وفرقوا المحتفلين والعروسين.
وشكا أبو يعقوب من تعامل وحشي للجيش والمستوطنين مع المواطنين الفلسطينيين؛ حيث قاموا بمنع المواطنين من إكمال حفل الزفاف، وخلال هذا الاعتداء راح المستوطنون يصدرون أصواتاً مزعجة وصاخبة، ويرقصون ويغنون في شوارع البلدة، وبالتالي سببوا إزعاجاً واستفزازاً للمواطنين في ساعات متأخرة من الليل.
وكشف أبو يعقوب أن موظفي البلدية، بالتعاون مع الدفاع المدني، قاموا بعملية تعقيم لشوارع القرية بعد انسحاب المستوطنين، فجر أمس، خوفاً من أن يكون أحدهم حاملاً لفيروس «كورونا». وناشد المواطنين وأصحاب المحلات التجارية والمطاعم عدم فتحها إلا بعد التعقيم.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.