البرازيليون يتوافدون على المراكز التجارية رغم تفشي «كورونا»

مطالبات بالحزم في تطبيق قواعد الصحة العامة والتباعد الاجتماعي

مقاطعة ميناز البرازيلية تدوّن أكثر من أربعين ألف وفاة بسبب «كورونا» (أ.ف.ب)
مقاطعة ميناز البرازيلية تدوّن أكثر من أربعين ألف وفاة بسبب «كورونا» (أ.ف.ب)
TT

البرازيليون يتوافدون على المراكز التجارية رغم تفشي «كورونا»

مقاطعة ميناز البرازيلية تدوّن أكثر من أربعين ألف وفاة بسبب «كورونا» (أ.ف.ب)
مقاطعة ميناز البرازيلية تدوّن أكثر من أربعين ألف وفاة بسبب «كورونا» (أ.ف.ب)

اصطف البرازيليون لساعات وتزاحموا في المراكز التجارية التي فتحت أبوابها مجدداً في أكبر مدينتين بالبلد الذي يعد من بؤر جائحة كورونا في أميركا الجنوبية، ولا يزال يشهد ارتفاعاً في حالات الإصابة بالفيروس.
وشهدت الشوارع زحاماً مرورياً وعجّت بالمارة أمام مراكز التسوق في مدينة ساو باولو التي استأنفت العمل في الرابعة أول من أمس (الخميس) لأربع ساعات بعد إغلاق دام 83 يوماً. وداخل المتاجر تم تطبيق قواعد تباعد اجتماعي صارمة ووضع معظم المتسوقين كمامات واقية على الرغم من أن الرئيس جايير بولسونارو قلل من خطورة الفيروس وحث السلطات المحلية على رفع إجراءات الحجر الصحي.
وفي ريو دي جانيرو فتحت مراكز التسوق أبوابها قبل أسبوع من الموعد المحدد، حيث ضغطت الشركات التي تعاني من تراجع حاد في الدخل على السلطات لرفع القيود على الرغم من تحذير خبراء الصحة العامة من أنه من السابق لأوانه تجنب زيادة جديدة في حالات العدوى.
وشهدت البرازيل أحد أسوأ موجات تفشي كورونا بعد الولايات المتحدة، حيث سجلت 40.919 وفاة بالفيروس في حين تجاوزت الإصابات 802.8 ألف حالة حتى أول من أمس، وكان 42 في المائة من الوفيات في ساو باولو وريو دي جانيرو.
وفي المدينتين اشترطت مراكز التسوق وضع الكمامات وقياس درجة حرارة الزوار. كما حددت المتاجر نسبة تواجد للمتسوقين لا تتجاوز 20 في المائة من طاقتها الاستيعابية ووفرت لهم مطهرات كحولية للأيدي. وحددت ساحات انتظار السيارات أيضا نسبة إشغال 20 في المائة فحسب. ولم يسمح بفتح دور السينما والمطاعم في المراكز التجارية واقتصر الأمر على خدمة توصيل الوجبات.
وقال فاندير جيوردانو، نائب رئيس شركة «ملتيبلان» التي تملك 19 مركزاً تجارياً تضم 5800 متجر «يتعين تطبيق قواعد الصحة العامة والتباعد بحزم؛ لأن الجائحة لم تنته بعد وعلى جميع المتسوقين أن يعلموا ذلك». وأضاف «لن نسمح بتكون تجمعات».
وكانت أكثر من نصف مجمعات المتاجر في البرازيل استأنفت أنشطتها مع تقليل ساعات العمل الثلاثاء الماضي، بينما ترفع السلطات على نحو متزايد إجراءات التباعد الاجتماعي، على الرغم من عدد متزايد من الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في أكبر سوق في أميركا اللاتينية. وكانت الجائحة قد أدت إلى إغلاق كل مجمعات المتاجر في البرازيل وعددها 577، لكن القيود بدأت تنحسر على مدار الأسابيع القليلة الماضية رغم أن «كوفيد - 19»، المرض التنفسي الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، يواصل اجتياح البلاد.
وقالت جمعية أبراسي لمجمعات المتاجر في البرازيل، إن 298 مجمعاً في 133 مدينة استأنفت العمليات بالفعل، ومن المرجح أن يواصل العدد الارتفاع في الأيام المقبلة، بينما تستعد عواصم ولايات رئيسية لإعادة الفتح.
ووافقت ساو باولو، أكبر مدينة في البرازيل وبؤرة تفشي الفيروس، بالفعل على إجراءات صحية اقترحها القطاع، وكان من المتوقع أن تعيد فتح مجمعاتها التجارية البالغ عددها 53 بحلول الخميس قبيل عيد الحب الذي صادف يوم أمس، والذي تحتفل به البرازيل في الثاني عشر من يونيو (حزيران) من كل عام.
ومن المقرر أن تعيد ريو دي جانير، ثاني أكبر مدينة في البرازيل، فتح مجمعاتها التجارية وعددها 38 في السابع عشر من يونيو الحالي.


مقالات ذات صلة

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«الجامعة العربية» تطلق «السوق المشتركة للكهرباء» لتعزيز الإمدادات وخفض التكاليف

جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)
جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)
TT

«الجامعة العربية» تطلق «السوق المشتركة للكهرباء» لتعزيز الإمدادات وخفض التكاليف

جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)
جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)

بهدف تعزيز الإمدادات وخفض التكاليف، أطلقت جامعة الدول العربية، الاثنين، «السوق العربية المشتركة للكهرباء»، عبر اتفاقية وقعت عليها 11 دولة، بينها السعودية ومصر، خلال فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمجلس الوزاري العربي للكهرباء، التي عقدت في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، على مدار يومين.

وعدت جامعة الدول العربية انطلاق «السوق العربية المشتركة للكهرباء»، بمثابة «حدث تاريخي يعكس عمق التعاون العربي في مجال الكهرباء». وقالت، في إفادة رسمية، إنها تمثل «خطوة استراتيجية نحو تحقيق التكامل العربي».

وأكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، في كلمته، إن «إطلاق (السوق العربية المشتركة للكهرباء) يُعد نقلة نوعية في مسيرة العمل العربي المشترك»، مشيراً إلى أن هذه السوق «ستسهم في تعزيز استقرار الإمدادات الكهربائية، وخفض التكاليف، ودعم استثمارات الطاقة المتجددة، وتعزيز مكانة الدول العربية مصدرين رئيسيين للطاقة النظيفة عالمياً».

وأضاف أن توقيع الاتفاقية «يؤسس لبداية مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي العربي، بوصف السوق منصة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية».

وضمت الدول الموقعة على اتفاقية «السوق العربية المشتركة للكهرباء»، إلى جانب السعودية ومصر، كلاً من الإمارات والكويت وفلسطين وسوريا وقطر وليبيا والسودان واليمن والمغرب.

بدوره، أكد وزير الكهرباء المصري محمود عصمت أن «التوقيع على اتفاقيتي السوق العربية المشتركة، اللتين تشملان الاتفاقية العامة واتفاقية السوق العربية للكهرباء، يعد حدثاً تاريخياً، يجني ثمار مجهودات امتدت على مدار 20 عاماً، لتحقيق الهدف الأسمى وهو الربط الكهربائي العربي الشامل، باعتباره دافعاً للتنمية».

وشدد على «أهمية استكمال المنظومة الكهربائية الداخلية لكل دولة بوصف ذلك خطوة ضرورية لربطها مع الدول العربية كهربائياً». وقال: «هناك أهمية بالغة لاستكمال مشروعات الربط الكهربائي العربي بوصفها ركيزة أساسية لسوق عربية متكاملة للطاقة تدار وفقاً لأسس اقتصادية».

وأضاف عصمت أن «إطلاق المشروع التجريبي لتبادل الطاقة بين دول المشرق العربي، السعودية والأردن ومصر، سيكون النواة الأساسية لقيام السوق العربية المشتركة للكهرباء». وأوضح أن «السوق العربية المشتركة للكهرباء تعتمد على وجود إطار تشريعي وآخر مؤسسي يصحبهما بنية تحتية متكاملة، تأخذ في الاعتبار الجوانب الفنية لتحقيق تكامل السوق».

يذكر أن اتفاقية السوق العربية المشتركة تمت الموافقة عليها بقرار رقم 316 الصادر عن الدورة الاستثنائية للمجلس الوزاري العربي للكهرباء العام الماضي، وأقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته 113، التي عُقدت في فبراير (شباط) الماضي، واعتمدها مجلس وزراء الخارجية العرب في سبتمبر (أيلول) الماضي، خلال فعاليات دورته العادية رقم 162.

وعقد المجلس الوزاري العربي للكهرباء، بحضور وزراء الكهرباء والطاقة من الأردن، والبحرين، وتونس، وسوريا، وفلسطين، ولبنان، ومصر. وشهد مناقشة «سبل دعم صناعة المعدات الكهربائية لإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء في الدول العربية»، إضافة إلى مناقشة ملف الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

وكان وزير الكهرباء المصري قد أكد، السبت الماضي، «أهمية استكمال مشروعات الربط الكهربائي المشترك، لتفعيل السوق العربية المتكاملة»، مشيراً في هذا الصدد إلى «مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي الذي سيتم تشغيله مطلع الصيف المقبل».

ووقّعت مصر والسعودية عام 2012 اتفاق الربط الكهربائي، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، ومن المقرر أن يدخل خط الربط الكهربائي بين البلدين الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين، بحسب تصريحات سابقة لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.