حصيلة حملة «ردع الإرهاب» شرق الفرات: اعتقال 110 متهمين في 150 بلدة

عنصر من «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عملية «ردع الإرهاب» شرق الفرات (الشرق الأوسط)
عنصر من «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عملية «ردع الإرهاب» شرق الفرات (الشرق الأوسط)
TT

حصيلة حملة «ردع الإرهاب» شرق الفرات: اعتقال 110 متهمين في 150 بلدة

عنصر من «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عملية «ردع الإرهاب» شرق الفرات (الشرق الأوسط)
عنصر من «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عملية «ردع الإرهاب» شرق الفرات (الشرق الأوسط)

أسفرت حملة «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية لـ«ردع الإرهاب» عن اعتقال 110 أشخاص متهمين بالانتماء إلى «داعش» في 150 بلدة، بعد ستة أيام من العملية، واستهدفت مواقع ونقاطاً عسكرية كانت تابعة لموالين للتنظيم على طول الحدود العراقية من الطرف السوري.
وأعلنت القوات في بيان رسمي نشر على حسابها الرسمي، أن الحصيلة الأولية للحملة كانت إلقاء القبض على 110 مشتبه بهم ينتمون إلى خلايا «داعش»، إلى جانب تمشيط أكثر من 175 كلم مربع طول الحدود بعرض 60 كيلومتراً شملت 150 قرية ومزرعة، كما داهمت 56 موقعاً ونقطة عسكرية كان يتخذها مسلحون موالون للتنظيم المتطرف لتنفيذ عمليات إرهابية.
وعلى طول الحدود وسط صحراء وأراضٍ وعرة مترامية الأطراف، شملت الحملة العسكرية الأخيرة مناطق تقع جنوبي مدينة الحسكة وبلدات الريف الشمالي لمدينة دير الزور محاذية لنهر الفرات، والتي شهدت مؤخراً تدهوراً أمنياً بعد زيادة عمليات عناصر التنظيم. وقالت ليلوى العبد الله، القيادية العسكرية بمجلس دير الزور، إن الحملة كانت بتنسيق «بين قواتنا والحكومة العراقية وبمشاركة قوات التحالف، لتأمين المناطق الحدودية والحفاظ على السلم الأهلي وتأمين حياة الناس من هجمات خلايا (داعش) التي ازدادت نشاطها مؤخراً»، وأشارت إلى أن حملة «ردع الإرهاب» استهدفت «منطقة الدشيشة بالحسكة المتاخمة للحدود العراقية والممتدة إلى تخوم منطقة الباغوز؛ تماشياً مع نهر الفرات والخابور في ريف دير الزور وقد أتمت مرحلتها الأولى بنجاح».
من جانبه، قال مايلز كاغينز، المتحدث للتحالف الدولي في تغريدة على «توتير»، بإن المقاتلين والمقاتلات: «الشجعان في قوات (قسد) جابوا البادية الشرقية على طول نهر الخابور إلى الحدود السورية العراقية للقضاء على (داعش)، وتطلبت هذه الحملة قيادة حاسمة واستعداداً لوجيستياً وجاهزية عالية، حيث ساهم التحالف بتقديم المشورة والدعم الجوي من خلال الطائرات من دون طيار».
ومنذ انتهاء العمليات العسكرية بشهر مارس (آذار) 2019 ضد تنظيم «داعش» والقضاء جغرافياً وعسكرياً على مناطق سيطرته شرقي نهر الفرات، أطلقت «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن حملات عسكرية وأمنية عديدة لملاحقة خلايا التنظيم، حيث لا يعني حسم المعركة انتهاء خطر «داعش» في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة مع استمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف، فعناصر التنظيم يبسطون السيطرة على جيب صحراوي إلى الغرب من نهر الفرات، تحيط به القوات النظامية الموالية للأسد، وميليشيات إيرانية والحشد الشعبي من الجهة العراقية.
في موازاة ذلك، بدأت «قوات سوريا الديمقراطية» وعناصر «الاسائيش» حملة أمنية استهدفت قسم المهاجرات في مخيم الهول وعمدت إلى تقسيمه لقطاعات تفصلها أسلاك معدنية وسط إجراءات مشددة، بالإضافة إلى زيادة عدد قوات الحراسة وفرض حظر عام وتفتيش جميع الخيم وقاطنيها، وكشف مصدر أمني في إدارة مخيم الهول، طلب عدم الإفصاح عن هويته، عن أن الإدارة عمدت إلى تقسيم «فيز المهاجرات إلى 6 قطاعات لفرض السيطرة عليها بالكامل، بعد ورود تقارير تفيد بأن نساء (الدواعش) شكلن محاكم شرعية ومدارس دعوية لتعليم الأطفال على فكر وعقيدة التنظيم»، ولفت المصدر إلى أنهم اتخذوا الكثير من الإجراءات الاحترازية، من بينها منع إدخال ملح الليمون ومواد يشتبه بإدخالها في صناعة المتفجرات والألغام اليدوية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.