بيان ألماني أردني فلسطيني يطالب بالمنع الفوري لـ«الضم»

مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية الأردني ونظيره الألماني مساء أول من أمس في عمّان (إ.ب.أ)
مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية الأردني ونظيره الألماني مساء أول من أمس في عمّان (إ.ب.أ)
TT

بيان ألماني أردني فلسطيني يطالب بالمنع الفوري لـ«الضم»

مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية الأردني ونظيره الألماني مساء أول من أمس في عمّان (إ.ب.أ)
مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية الأردني ونظيره الألماني مساء أول من أمس في عمّان (إ.ب.أ)

أكد بيان ألماني فلسطيني أردني مشترك، أن قرار الضم يتعارض مع القانون الدولي، مشدداً على ضرورة العمل الفوري على منع تنفيذ قرار الضم، وأن أي حل مستقبلي للصراع، يجب أن يستند على أسس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مع تأكيد الأطراف الثلاثة، التزامهم التام بحل الدولتين.
وشدد البيان الذي صدر فجر أمس الخميس، من عمان، على المضي قدماً من أجل إطلاق حوار بناء بين أطراف الصراع، ودعم وتسهيل مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، قد عقدا اجتماعاً عبر الفيديو كونفرنس، مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية ووزير خارجية دولة فلسطين رياض المالكي، لبحث جهود منع قرار الضم وإيجاد آفاق لحل تفاوضي للصراع على أساس حل الدولتين. كما جرت مباحثات ألمانية أردنية مشتركة مساء الأربعاء في عمان، أكدت على رفض قرار إسرائيل ضم أراضٍ فلسطينية.
وكشف الوزير ماس في مؤتمر صحافي مشترك مع الصفدي، إلى أن مباحثاته ركزت على كيفية إعادة إحياء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. معرباً عن قلق بلاده والاتحاد الأوروبي إزاء قرار إسرائيل، ورفض الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تشكل خطراً دائماً على المنطقة. وبين الوزير الألماني أن بلاده مستمرة في إيجاد أرضية مشتركة للحوار بين الطرفين، في ظل ما تواجهه العملية السلمية من تحديات. مؤكداً أن بلاده ستلعب دوراً بناءً خلال ترؤسها الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الشهر المقبل.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني، أن موقف المملكة من الضم، اعتباره «خرقاً واضحاً للقانون الدولي، لا يمكن أن يمر من دون رد»، تقويضاً لكل الأسس التي قامت عليها العملية السلمية. مشدداً على أن الضم سيكون له انعكاساته على العلاقات الأردنية الإسرائيلية.
وشدد الصفدي على أن جميع الأطراف، تريد لهذا الصراع أن ينتهي، والعودة إلى طاولة المفاوضات، وتحقيق حل الدولتين المستند إلى قرارات الشرعية الدولية. كم أكد أن الفلسطينيين جاهزون للانخراط في مفاوضات جادة وفاعلة «من أجل التوصل لهذا السلام الشامل، الذي يعرف العالم أجمع ما هي أسسه ومتطلباته».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.