إطلاق نار على مظاهرة معارضة في السويداء

مسيرة مؤيدة للنظام السوري بالمدينة في اليوم الرابع للاحتجاجات

متظاهرون في السويداء أمس يطالبون بإطلاق سراح معتقلين (السويداء 24)
متظاهرون في السويداء أمس يطالبون بإطلاق سراح معتقلين (السويداء 24)
TT

إطلاق نار على مظاهرة معارضة في السويداء

متظاهرون في السويداء أمس يطالبون بإطلاق سراح معتقلين (السويداء 24)
متظاهرون في السويداء أمس يطالبون بإطلاق سراح معتقلين (السويداء 24)

خرجت مظاهرة مؤيدة للنظام السوري في السويداء بالتزامن مع مظاهرة أخرى شارك فيها معارضون لليوم الرابع، وسط إطلاق نار من مجهول على المتظاهرين.
وإذ رفع الموالون صور الرئيس بشار الأسد والعلم السوري، رفع المعارضون في «ساحة الفخار» بمدينة السويداء لافتات طالبت بـ«إطلاق سراح معتقلي الرأي؛ المواطن حمود عقيل والمواطن ناصر بندق ورائد الخطيب» الذي اعتقل بعد مشاركته في مظاهرة أول من أمس.
وأفادت شبكة «السويداء 24»، أمس، بـ«تجدد الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي في مدينة السويداء، حيث تجمع العشرات في (ساحة الفخار) بمدينة السويداء، للمطالبة برحيل الرئيس السوري، رافعين شعارات سياسية، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين وعن الشاب رائد الخطيب الذي اعتقلته قوات الأمن الثلاثاء».
وكانت مصادر محلية في مدينة السويداء قالت لوكالة الأنباء الألمانية إن «قوات الأمن السورية اعتقلت الناشط المدني رائد عبدي الخطيب من مكتبه في المدينة ظهر الثلاثاء»، مؤكدة أن القوات: «لم تعتقل أحداً من المشاركين في المظاهرات، وربما يكون اعتقال الخطيب ليس على خلفية المظاهرات، وربما تكون هناك أسباب أخرى». وقد ازدادت أعداد المشاركين في المظاهرات التي استمرت لليوم الثالث على التوالي للمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي، وإسقاط النظام، ورددت هتافات ضد روسيا وإيران.
وأفادت الشبكة أمس بـ«إطلاق مسلح مجهول النيران على المارة من سلاح حربي أمام (ساحة سلطان باشا) مقابل مبنى المحافظة، قبل أن يلوذ بالفرار على دراجة نارية، وذلك بعد انتهاء المسيرة، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات».
وبدأت الأجهزة الأمنية، الثلاثاء، حملة اعتقالات للمشاركين في مظاهرات مدينة السويداء جنوب البلاد، بعد استمرارها لليوم الثالث وخروج عشرات في مظاهرة احتجاجاً على تدهور الوضع المعيشي، ومطالبين برحيل الرئيس الأسد، وهاتفين: «يا أهالي الشام... يا أهالي الشام... عنا بالسويداء سقط النظام».
ورداً على مظاهرات السويداء المطالبة برحيل الأسد، خرجت مسيرة سيارات في مدينة طرطوس الساحلية جابت منطقة الكورنيش البحري رافعة صور الرئيس الأسد في استعراض قوة لسيارات فارهة، حسبما أظهرته مقاطع فيديو تداولتها الصفحات الإخبارية الموالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، وبما يتناقض مع حالة الفقر التي تجتاح البلد لتصيب نحو 90 في المائة من سكانه.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.