وزير الطاقة السعودي: تعافي أسواق النفط يتطلب التزام جميع الأعضاء بعمل ملموس

مجلس الوزراء يشيد بما جرى الاتفاق عليه لتحقيق توازن الأسواق العالمية واستقرارها

وزير الطاقة السعودي يتطلع لنتائج إيجابية بالتزام  جميع أعضاء {أوبك بلس} تنفيذ الاتفاق الأخير (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي يتطلع لنتائج إيجابية بالتزام جميع أعضاء {أوبك بلس} تنفيذ الاتفاق الأخير (الشرق الأوسط)
TT

وزير الطاقة السعودي: تعافي أسواق النفط يتطلب التزام جميع الأعضاء بعمل ملموس

وزير الطاقة السعودي يتطلع لنتائج إيجابية بالتزام  جميع أعضاء {أوبك بلس} تنفيذ الاتفاق الأخير (الشرق الأوسط)
وزير الطاقة السعودي يتطلع لنتائج إيجابية بالتزام جميع أعضاء {أوبك بلس} تنفيذ الاتفاق الأخير (الشرق الأوسط)

وسط تأكيدات بضرورة التزام جميع الأعضاء بعمل ملموس، أبدت السعودية تفاؤلا بانعكاس الاتفاق الأخير لاجتماع (أوبك بلس) على الأسواق العالمية بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في ضمان إمدادات للمستهلكين، في الوقت الذي يحقق عائدا عادلا على رأس المال للمستثمرين في قطاع الطاقة.
وأكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أمس أن تعافي أسواق النفط يتطلب إشراك جميع الأعضاء والتزامهم بعمل ملموس، لافتا إلى أن «تقارب الرؤى بين السعودية وروسيا كان له أثر إيجابي في التوصل إلى تمديد اتفاق خفض الإنتاج بمعدل 9.6 مليون برميل يوميا خلال شهر يوليو (تموز) المقبل، في الاجتماع الوزاري لدول أوبك بلس السبت الماضي».
وتوقع وزير الطاقة السعودي أن يحقق هذا الاتفاق نتائج إيجابية، قائلا: «لاحظنا ظاهرة جديدة خلال الاجتماع الأخير تتمثل في اعتراف من بعض الأعضاء بأنها لم تلتزم باتفاق خفض الإنتاج لكن لديها الرغبة في تعويض ذلك والالتزام صراحة بتخفيضات مستقبلية»، مضيفا «نعمل على تحييد كل تسييس للاتفاقات ونتفهم ظروف كل عضو... نحاول الاستفادة من خبرات الماضي في التعاون المشترك وتعزيز الثقة داخل المنظمة».
وأشار الأمير عبد العزيز بن سلمان، في تصريحات متلفزة، إلى دور الجزائر في تقريب وجهات النظر بين المنتجين وفي إيجاد حلول توافقية، مفصحا أن السعودية لديها الرغبة في تعزيز العلاقات ذات الصلة بالطاقة مع الجزائر، واصفا التعاون الثنائي بين البلدين بأنه ركن مؤسس داخل منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك».
وكان مجلس الوزراء السعودي، قد أشاد خلال جلسته أول من أمس بجهود دول (أوبك بلس) والمشاركة في إعلان التعاون، وما دعا إليه الاجتماع من ضرورة إسهام جميع المنتجين الرئيسيين للنفط من خارج دول (أوبك بلس)، في استقرار السوق النفطية، وما جرى الاتفاق عليه لتحقيق التوازن المنشود لأسواق البترول العالمية واستقرارها، وإقرار عقد اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج، برئاسة المملكة، بشكل شهري حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
واستقبلت أسواق النفط العالمية تمديد اتفاق (أوبك بلس) خلال اليومين الماضيين بشيء من الارتياح، على أمل عودة الأسعار إلى ما كانت عليه قبل جائحة فيروس «كورونا» التي كان لها أثر سلبي على حجم المبيعات وانخفاض الطلب.
ويرى مختصون في مجال الطاقة أن ما يسجل الآن من تحسن في الأسواق العالمية، كان وراءه تحركات سعودية قوية، بالتعاون مع بعض الدول المنتجة والذي أسهم في حلحلة الأزمة القائمة بين الأعضاء في مجموعة أوبك، والدول المنتجة من خارجها، نتج عنه الوصول إلى اتفاق تخفيض الإنتاج، مع الالتزام الكامل من كافة الدول المنتجة بحصصها المقررة وذلك بهدف ضمان استقرار أسواق النفط العالمية.
وقال المهندس عثمان الخويطر الخبير في قطاع النفط لـ«الشرق الأوسط» إن أسواق النفط تمر حاليا بوقت حرج بسبب حلول فيروس «كورونا» ضيفا ثقيلاً عند معظم الدول المتقدمة صاحبة الاستهلاك الكبير من الطاقة، مما أدى إلى انخفاض استهلاكها وأثر سلبا على الأسعار، موضحا أن في ظل هذه الظروف كان لا بد على المنتجين المبادرة بتخفيض الإنتاج وسحب كميات كبيرة من السوق قبل انهيار السعر.
وأضاف الخويطر أنه في مثل هذه الظروف، تتقدم السعودية وتتحرك بكل قوتها وتتحمل الأعباء في إقناع المنتجين الآخرين بالتعاون مع بعضهم، وهي مهمة صعبة مع أعضاء منظمة الـ«أوبك»، فكيف الحال مع المنتجين من خارج المنظمة، لافتا إلى أن تخفيض الإنتاج له ميزتان، أولهما رفع السعر والثانية الاحتفاظ بفائض الإنتاج في الأرض لصالح الفترات المقبلة.
ولا شك أن التفاؤل الحالي بمستقبل نمو الأسعار أو عودتها إلى مسارها الطبيعي، وفق الخويطر، يعكس مجهود وزير الطاقة السعودي غير العادية في ظروف غير عادية، بحسب وصفه، عبر عملية التفاوض والإقناع المضنية مسخرا علاقاته المتميزة، حيث كان لها أثر في سرعة الوصول إلى تمديد الاتفاق.
وكانت الشرارة الأولى لتهاوي أسعار النفط انطلقت مع قرب انتهاء اتفاق تخفيض إنتاج النفط، إذ سارع المنتجون لزيادة الإمدادات، وسط سباق عالمي لشراء النفط الرخيص، جراء تراجع الطلب على النفط بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد مع سرع بانهيار سعري لا سيما مع تلكؤ موسكو من اتفاق (أوبك بلس) مارس (آذار) المنصرم، إذ سجلت حينها أسعار الخام تراجعا لم يشهده العالم منذ نحو 20 عاما.



ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

حققت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية رقماً قياسياً في قرارات عدم الممانعة خلال عام 2024 لعدد 202 طلب تركز اقتصادي، ولم ترفض أو توافق موافقة مشروطة على أي صفقة، وهو ما يمثل ارتفاعاً بمعدل 17.4 في المائة مقارنة بعام 2023.

وبحسب تقرير نشرته الهيئة، الثلاثاء، تم إصدار 105 شهادات عدم وجوب إبلاغ (الصفقات التي لا تنطبق عليها معايير الإبلاغ)، بينما لا تزال هناك 10 طلبات تحت الدراسة.

وتعرّف اللائحة التنفيذية لنظام المنافسة في السعودية التركز الاقتصادي بأنه كل عمل ينشأ منه نقل كلي أو جزئي لملكية أصول، أو حقوق، أسهم، أو حصص، أو التزامات منشأة إلى منشأة أخرى عن طريق الاندماج، أو الاستحواذ، أو التملك، أو الجمع بين إدارتين أو أكثر في إدارة مشتركة، أو أي صورة أخرى تؤدي إلى التحكم في منشأة أو أكثر، بما في ذلك التأثير في قراراتها أو تشكيل جهازها الإداري أو آلية التصويت فيها.

وعلى مستوى مناطق المملكة، احتلت الرياض أعلى نسبة عمليات تركز اقتصادي بنسبة 67.8 في المائة، تليها مكة المكرمة بـ17.8 في المائة، ثم المنطقة الشرقية بمعدل 10 في المائة.

ووفق التقرير، كانت صفقات الاستحواذ هي الأعلى من إجمالي التركزات الاقتصادية بنسبة بلغت 81 في المائة، يليها المشروع المشترك بـ15 في المائة، ثم صفقات الاندماج بواقع 2 في المائة.

وفيما يتعلق بتصنيف التركزات الاقتصادية بحسب العلاقة بين المنشآت، تصدرت العلاقة الأفقية بنسبة 53 في المائة، تليها التكتلية بـ31 في المائة، كما حصلت العلاقة الرأسية على أقل نسبة بمقدار 16 في المائة.

واحتل قطاع الصناعة التحويلية النصيب الأكبر من التوزيع القطاعي للتركزات الاقتصادية بـ67 من أصل 202 طلب وردت للهيئة، يليه قطاع المعلومات والاتصالات بعدد 39 طلباً، ثم تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات ذات المحركات والدراجات النارية بـ22 طلباً.

من جهتها سعت الهيئة إلى تحديد السوق المعنية لطلبات التركز وفق أضيق نطاق لتقييم السوق لغرض معرفة الآثار المترتبة عليها نتيجة الصفقات، كما ورد خلال عام 2024 تركزات اقتصادية تنشط في أسواق جديدة، من أبرزها سوق إطارات الطرق الوعرة، وتصنيع علاج بدائل النيكوتين، والطلاءات الواقية الصناعية.

وبلغت نسبة طلبات التركز الاقتصادي في عام 2024 التي تكون المنشأة المحلية أحد أطراف الصفقة 44 في المائة من مجموع الطلبات في حين بلغت طلبات الاستحواذ من المنشآت الأجنبية التي لها وجود أو تأثير في السوق المحلية 56 في المائة.

وذكرت الهيئة أن نسبة طلبات المشروع المشترك للصفقات التي يكون أحد الأطراف فيها محلياً والآخر أجنبياً زادت بنسبة 25 في المائة، كما ارتفعت طلبات الاستحواذ بـ4.8 في المائة.

وكان قطاع الصناعة التحويلية الأكثر استهدافاً من قبل الشركات الأجنبية بنسبة 28 في المائة، يليه قطاع المعلومات والاتصالات بـ17 في المائة، ثم قطاع تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات ذات المحركات والدراجات النارية وإمدادات المياه وأنشطة الصرف الصحي وإدارة النفايات ومعالجتها بنسبة 15 و7 في المائة على التوالي.