في أعقاب توجه وزارة المالية الإسرائيلية لتقليص ميزانيات جميع الوزارات، بغرض تعويض الخسائر الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، خرج جنرالات الجيش السابقون والحاليون، في مقدمتهم رئيس أركان الجيش الجنرال أفيف كوخافي، بحملة تحذير من المساس بالميزانية العسكرية. وقال كوخافي إن «الجيش الإسرائيلي يواصل محاربة الإرهاب، والتصدي لتعاظم قوة الأعداء، ومن يطمئن للهدوء السائد على الحدود، نسبياً، عليه أن يعرف أن ذلك تحقق بفضل قوة الجيش، لا لأنه هدوء مضمون».
وقال كوخافي، خلال خطابٍ ألقاه في حفل توزيع شهادات تقدير لجنود وضباط متفوقين ممن قادوا الحملة ضد جائحة «كورونا»، إنه «من المفارقات أن هناك من يفكرون بجد في تقليص النفقات الأمنية خلال فترات من الهدوء النسبي. إن هذا التفكير خطأُ فادح، بل هو نوع من التضليل، الذي دفعت العديد من الدول على مر التاريخ ثمناً باهظاً بسببه. فتحقيق الهدوء لا يتم إلا بالحفاظ على عضلات الجيش قوية».
وقال كوخافي، إن «أذرع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشكل عام، والجيش بشكل خاص، تقوم بجهود جبارة، بما في ذلك إدارة معارك، بعضها معروف وبعضها خفي، للحفاظ على الأمن. وتقوم هذه الأيام باستعدادات كبيرة لمواجهة احتمال تصعيد أمني كبير في الضفة الغربية، على أثر الحديث عن تنفيذ خطة الضم في الضفة وغور الأردن المقرر مطلع الشهر المقبل. وهي لم توقف بالطبع استعداداتها لمجابهة أخطار حربية أيضاً من قطاع غزة». كما حذر المسؤول العسكري من أخطار كبيرة في الجبهة الشمالية، مع «حزب الله» على الحدود اللبنانية، ومع الوجود الإيراني في سوريا والعراق. وقال: «نحن نعمل ليل نهار، في جميع القطاعات، لمحاربة القوى المعادية في الشمال والجنوب، في البر والجو والبحر والفضاء الرقمي، مع التدمير المادي، أو تحييد القدرات المعادية. وهذه العمليات التي تتم على مدار العام توفر الأمن الذي تتمتع به إسرائيل حالياً، وبالتالي فإن الصمت والهدوء اللذين تنعم بهما نتيجة نشاط مكثف لجيشها، من خلال توفير الحماية المستمرة في جميع القطاعات والإجراءات في الفضاء السيبراني».
وعدَّ كوخافي الحديث عن تقليص ميزانيات الجيش، ضرباً من الجنون. وأكد أن هيئة الأركان تدير حواراً معمقاً مع وزارة المالية بغرض منعها من التقليص. وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن كوخافي كان قد حرص على توثيق موقفه وتحذيراته خطياً، «لحسابات مستقبلية»، فبعث برسالة رسمية إلى الحكومة، وكان هناك من حرص على تسريبها للإعلام. وأعرب كوخافي عن قلق القيادات العسكرية الإسرائيلية من الحالة السائدة داخل المؤسسة المالية في الحكومة، التي تبين أن لديهم قناعة بإمكانية تقليص الصرف على الاحتياجات الأمنية.
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: الهدوء النسبي على الحدود وهم
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: الهدوء النسبي على الحدود وهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة