استطلاع ثالث يؤكد فوز نتنياهو في حال تقديم موعد الانتخاباتhttps://aawsat.com/home/article/2326436/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%B9-%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB-%D9%8A%D8%A4%D9%83%D8%AF-%D9%81%D9%88%D8%B2-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA
استطلاع ثالث يؤكد فوز نتنياهو في حال تقديم موعد الانتخابات
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
استطلاع ثالث يؤكد فوز نتنياهو في حال تقديم موعد الانتخابات
للمرة الثالثة في غضون شهر، دلت نتائج استطلاع للرأي، على أن حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، سيحقق فوزا ساحقا فيما لو جرت انتخابات جديدة اليوم، فيما تتراجع قوة كل منافسيه، بمن في ذلك شريكه في الحكومة، «كحول لفان» بزعامة بيني غانتس، الذي يشغل منصبي رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع. ولذلك فإنه سيستطيع تشكيل حكومة يمينية صرف بلا مؤازرة من أي قوة وسطية من شركائه الحاليين. وجاء في نتائج الاستطلاع، الذي بث في «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، أن الليكود سيرتفع في هذه الحالة من 36 إلى 40 مقعداً (من مجموع 120 مقعدا). وفي هذه الحالة، ستصبح «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، في المركز الثاني، إذ إنها تحافظ على قوتها وتحصل على 15 مقعداً. وتدل النتائج أيضا على أن أحزاب اليمين الحليفة مع نتنياهو ستستطيع تشكيل حكومة بأكثرية 64 نائبا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، إذ إن كتلتي الأحزاب الدينية، ستحافظان على قوتهما الحالية وتحصلان على 16 مقعدا (9 مقاعد لحزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، برئاسة أرييه درعي، و7 مقاعد لـ«يهدوت هتوراه» برئاسة يعقوب لتسمان). وأما تحالف أحزاب اليمين المتطرف والمستوطنين «يمينا» برئاسة وزير الدفاع الأسبق، النائب نفتالي بنيت، والذي بقي هذه المرة في المعارضة، فسيرتفع من 6 إلى 8 مقاعد. ويبيّن الاستطلاع أن حزب غانتس سيخسر 5 مقاعد ويحصل على 12 مقعداً فقط، ويتقدم عليه شريكه السابق «يوجد مستقبل» برئاسة يائير لبيد، الذي سيهبط هو الآخر من 16 إلى 14 مقعداً. وأما حزب اليمين الآخر المعارض، «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان، فسيرتفع وفقا لهذا الاستطلاع من 7 إلى 9 مقاعد، ويرتفع حزب «ميرتس» اليساري من 4 حاليا إلى 6 مقاعد. وأما حزب العمل، الذي يعتبر مؤسس الحركة الصهيونية ومقيم إسرائيل، فإنه سيختفي عن الخريطة الحزبية ولن يتجاوز نسبة الحسم (3.25 في المائة)، ويحصل فقط على 1.9 في المائة من أصوات الناخبين.
ويدل الاستطلاع على فشل كبير محتمل لثلاث شخصيات حزبية، تبدو هامشية ولكن نتنياهو يمنحها مكانة قوية بغرض المناورة، وهي: وزيرة الشؤون الأهلية، أورلي ليفي أبيكاسيس، التي انسلخت عن حزب العمل وانضمت إلى تكتل اليمين بعد الانتخابات الأخيرة، وتحصل على 0.5 في المائة من أصوات الناخبين فيما لو خاضت الانتخابات القادمة بشكل مستقل، ووزير الاتصالات يوعاز هندل، رئيس حزب «ديريخ إيرتس»، ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، تسفي هاوزر، وحزبهما أيضا لا يتجاوز نسبة الحسم، ويحصل على 0.4 في المائة من أصوات الناخبين فقط. وحسب مصادر سياسية فإن نتنياهو استدعى هؤلاء الثلاثة إلى مكتبه في الكنيست لجلسات بأربع عيون تمهيدا لضمهم إلى صفه من الآن. فهم مرشحون للسقوط في الانتخابات، ويمكن أن يتفق معهم نتنياهو على ترك حليفهم غانتس في حال خرج هذا من الحكومة ليقيم معه كتلة يمين تزيد على 61 نائبا. وبهذا يضمن نتنياهو الحكم مع انتخابات جديدة أو حتى من دون انتخابات، بضم النواب الثلاثة.
2025... عام ملء الفراغات؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5098475-2025-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%84%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D8%A7%D8%AA%D8%9F
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.
يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟
بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.
دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.
بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».
حال العالم
في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.
في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.
وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.
يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟
إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.
شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.
التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ
مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.
تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.
في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟