شرع البرلمان التونسي اليوم (الثلاثاء) في مناقشة لائحة تطالب فرنسا بتقديم اعتذار رسمي من تونس عن مرحلة الاستعمار وبعدها تقدم بها حزب ائتلاف الكرامة وأثارت جدلا حادا بين النوّاب.
وقدّمت كتلة ائتلاف الكرامة (19 نائبا من أصل 217) رابع الكتل البرلمانية، اللائحة مطالبة فيها «بإصدار اعتذار رسمي وعلني من الدولة الفرنسية للشعب التونسي عن كل الجرائم التي ارتكبتها في حقه منذ عام 1881 وأن هذا الاعتذار من شأنه أن يطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخ الدولتين».
وحدّد الائتلاف هذه الجرائم في نص اللائحة بـ«القتل والاغتيال والتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري ونهب الثروات الطبيعية»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
كما طالب الحزب الذي يُعتبر قريبا من حزب النهضة ذي المرجعية الإسلامية «بتعويض المتضررين ووضع كامل أرشيف تلك الحقبة على ذمة الباحثين التونسيين». ومطلب الاعتذار من فرنسا كان بين النقاط الأساسية في برنامج ائتلاف الكرامة الانتخابي الذي شارك به في انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ويتطلب إقرارها الحصول على 109 أصوات في برلمان منقسم ويتكون من فسيفساء حزبية.
ومع بدء انطلاق الجلسة البرلمانية صباح اليوم اختلف النواب بين مؤيد للطلب ورافض له. واعتبرت عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحرّ، وهو خصم لدود لحزب «حركة النهضة»، في مداخلة أن «الطلبات الموجهة في صلب هذه اللائحة مباشرة من البرلمان التونسي إلى الدولة الفرنسية مخالفة للقانون، لأن هناك أعرافا وبروتوكولات دبلوماسية. رئيس الجمهورية هو المكلّف برسم السياسيات الخارجية وفقا للدستور.
وأضافت «ليست لائحة لرد الاعتبار لتونس بل هي لائحة لتصفية الحسابات السياسية».
في المقابل، ساند النائب الذي يقدم نفسه مستقلا وتم انتخابه سابقا عن ائتلاف الكرامة رضاء الجوادي، الطلب وقال «ما فعلته فرنسا بنا هو احتلال»، وأضاف «المراكز الثقافية المشبوهة للاحتلال الفرنسي والتي هي أخطر من القواعد العسكرية، قواعد للغزو الثقافي، تمارس تدميرا للأخلاق والقيم».
تونس تناقش مطالبة فرنسا بالاعتذار عن الاستعمار
تونس تناقش مطالبة فرنسا بالاعتذار عن الاستعمار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة