رصد تدفق راديوي غامض في الفضاء يتكرر كل 157 يوماً

تدفق راديوي سريع متكرر باللون الأزرق يظهر في المدار مع  جسم فيزيائي فلكي باللون الوردي (سي إن إن)
تدفق راديوي سريع متكرر باللون الأزرق يظهر في المدار مع جسم فيزيائي فلكي باللون الوردي (سي إن إن)
TT

رصد تدفق راديوي غامض في الفضاء يتكرر كل 157 يوماً

تدفق راديوي سريع متكرر باللون الأزرق يظهر في المدار مع  جسم فيزيائي فلكي باللون الوردي (سي إن إن)
تدفق راديوي سريع متكرر باللون الأزرق يظهر في المدار مع جسم فيزيائي فلكي باللون الوردي (سي إن إن)

للمرة الثانية، اكتشف الفلكيون نمطاً في تدفق راديوي سريع غامض قادم من الفضاء، وفقاً لشبكة «سي إن إن». والتدفقات الراديوية السريعة (إف آر بي)، هي تدفقات من الموجات الراديوية التي يبلغ طولها مللي ثانية في الفضاء، وتمكن الفلكيون من تتبع بعض الاندفاعات الراديوية في مجراتها.
ولا يزال يتعين عليهم تحديد السبب الحقيقي للانفجارات.
وتندفع التدفقات الراديوية الفردية مرة واحدة ولا تتكرر. ولكن من المعروف أن تكرار الاندفاعات السريعة يرسل موجات راديوية قصيرة وحيوية عدة مرات.
ووجد علماء الفلك هذا العام أن «إف آر بي 180916J0158+65» كان له نمط في الاندفاع يحدث كل 16.35 يوماً. وعلى مدار أربعة أيام، تفرج الإشارة عن اندفاع واحد أو اثنين كل ساعة ثم، تصمت لمدة 12 يوماً.
ولقد اكتشفوا الآن نمطاً في تدفق راديوي سريع متكرر ثانٍ، يعرف باسم «إف آر بي 121102» خلال هذا النمط الدوري، وتنبعث رشقات راديوية خلال فترة 90 يوماً، تليها فترة صامتة من 67 يوماً. ويتكرر هذا النمط كل 157 يوماً.
ويُعرف «إف آر بي 121102» باسم الاندفاع الراديوي المتكرر السريع منذ عام 2016. الآن، كشف العلماء النمط الذي يسير عليه.
وقال كاوستوب راجوادي، مؤلف الدراسة الرئيسي وباحث في علم الفلك بجامعة مانشستر، في رسالة بريد إلكتروني: «حتى الآن، لم يُعرف سوى (إف آر بي) واحد آخر مكرر يظهر مثل هذا النمط في نشاطه».
وتابع: «إن العثور على مثل هذا النمط يكشف عن أدلة مهمة حول ما يمكن أن يكون سلف (إف آر بي)... وتخبرنا الأبحاث أن الجسم الذي ينتج (إف آر بي) ربما يكون في مدار مع جسم فيزيائي فلكي آخر».
وكان «إف آر بي 121102» أول انفجار راديوي سريع متكرر يتم إرجاعه إلى مصدره، مرتبطاً مرة أخرى بمجرة صغيرة على بعد أكثر من 3 مليارات سنة ضوئية في عام 2017.
وقال الباحثون إن حقيقة أن هذا النمط المتكرر للاندفاع الراديوي أطول بعشر مرات على الأقل من النمط المتكرر كل 16.4 يوماً، يظهر النطاق الواسع المحتمل لمثل هذا النشاط.
إذن ما الذي يمكن أن يكون سبب النمط الموسع لـ«إف آر بي 121102»؟ يعتقد الباحثون أن هذه التدفقات القوية قد تكون ناجمة عن مدار نجم ضخم أو ثقب أسود أو نجم نيوتروني كثيف.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

علوم الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

نجح الذكاء الاصطناعي في تصنيع محرك صاروخي متطور بالطباعة التجسيمية.

جيسوس دياز (واشنطن)
يوميات الشرق رسم توضيحي فني لنجم نيوتروني ينبعث منه شعاع راديوي (إم تي آي نيوز)

كشف مصدر إشارة راديو غامضة سافرت 200 مليون سنة ضوئية لتصل إلى الأرض

اكتشف علماء انفجاراً راديوياً غامضاً من الفضاء عام 2022، وقع في المجال المغناطيسي لنجم نيوتروني فائق الكثافة على بُعد 200 مليون سنة ضوئية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يتم رصد القمر وكوكب الزهرة في السماء فوق المجر (إ.ب.أ)

هواة مراقبة النجوم يشهدون كوكب الزهرة بجانب الهلال

يبدو أن شهر يناير (كانون الثاني) سيكون شهراً مميزاً لرؤية الظواهر السماوية النادرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أجسام محترقة رصدها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي جنوب السعودية

أجسام غامضة في سماء السعودية... هذا تفسيرها

تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الخميس، مقاطع فيديو لظهور ما يشبه أجسام محترقة في سماء مدينة جازان (جنوب السعودية).

جبير الأنصاري (الرياض)
يوميات الشرق عرض سماوي مبهر يحدث مرّة كل 80 عاماً (غيتي)

بعد انتظار 80 عاماً... علماء الفلك يستعدون لعرض سماوي مبهر وقصير

وتنتج هذه الظاهرة الفلكية عن التفاعل بين نجمين يدوران حول بعضهما بعضاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

الغرابة (SWNS)
الغرابة (SWNS)
TT

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

الغرابة (SWNS)
الغرابة (SWNS)

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

وأوضح بيان نشرته جامعة وارسو، ونقلته «فوكس نيوز»، أنّ باحثين من البعثة الأثرية الكويتية - البولندية وجدوا ذلك الأثر في بحرة 1؛ وهو موقع أثري في منطقة الصبية بالكويت.

ووُصف الأثر بأنه «أحد أبرز الاكتشافات» في عملية التنقيب، مع الإشارة إلى أنه «رأس صغير مُتقن الصنع من الفخار، جمجمته طويلة وممدودة، مع عينين منحرفتين وأنف مسطَّح».

يعود تاريخ التمثال الصغير إلى فترة العبيد في بلاد الرافدين القديمة التي تسبق العصر البرونزي. وأُنجز خلال الفترة بين الألفية السادسة قبل الميلاد، وفق تقدير العلماء، ما يجعل عمره يتراوح بين 7 و8 آلاف عام.

وأشار البيان إلى العثور على تماثيل صغيرة مُشابهة تعود إلى فترة العبيد قبل ذلك، لكنَّ هذا الأثر يُعدُّ الأول من نوعه الذي يُعثر عليه في منطقة الخليج.

وذكر الأستاذ بيوتر بيلينسكي في البيان الصحافي: «يثير وجوده تساؤلات بشأن غرضه وقيمته الرمزية، أو ربما الطقسية بالنسبة إلى الناس في ذلك المجتمع القديم».

الفريق الأثري الكويتي - البولندي المشترك (SWNS)

كذلك أشار علماء الآثار إلى اكتشافهم نوعَيْن مميّزين من الآنية والأعمال الفخارية في الموقع عينه، واصفين الاكتشاف بأنه «محوري» لدراسة فترة العبيد: «أثمرت عمليات التنقيب في الموقع منذ بدايتها نوعَيْن من الآنية الفخارية، هما عبيد، المعروف أنه كان يُستردُّ من بلاد الرافدين، وآخر مختلف تماماً يُعرف باسم الآنية، وهي حمراء خشنة الملمس، جرت معرفتها من مواقع في شبه الجزيرة العربية»؛ علماً بأنّ النوع الثاني يوصف بأنه محلّي الصنع في الخليج، لكنْ لا تزال الأماكن الفعلية لصنعه مجهولة.

وظهر أخيراً دليلٌ قاطع من موقع بحرة 1، يشمل إناء من الفخار غير المحترق. وتؤكد النتائج أنّ بحرة 1، الذي يُعدُّ واحداً من أقدم المواقع السكنية وأكبرها في شبه الجزيرة العربية، هو أيضاً أقدم موقع معروف لتصنيع الآنية الفخارية ومنتجات الفخار في الخليج العربي.

كذلك عثر المنقّبون على بقايا أثرية من النباتات التي كانت تُضاف إلى طين الفخار خلال عملية التصنيع. وسيجري الباحثون بعد ذلك تحليلاً نباتياً أثرياً للمادة النباتية لمعرفة النباتات المحلّية التي وُجدت خلال تلك الحقبة الزمنية. علَّق الدكتور رومان هوفيسبيان في البيان: «كشفت التحليلات المبكرة عن آثار لنباتات برّية، خصوصاً القيصوب (الغاب) داخل الأعمال الفخارية محلّية الصنع، في حين عُثر على آثار وبقايا نباتات مزروعة من بينها الحبوب، مثل الشعير والقمح، في الآنية المستوردة خلال حقبة العبيد».

وتُخطّط البعثة الأثرية الكويتية - البولندية لمواصلة دراسة الموقع، وتأمل في العثور على «مزيد من الاكتشافات والتبصّرات في مواضع التقاطع بين ثقافة كلّ من العصر الحجري في الجزيرة العربية وعصر العبيد في بلاد الرافدين، إلى جانب تحقيق مزيد من التعاون بين متخصّصين بولنديين وكويتيين في التراث»، وفق البيان، الذي أوضح: «تكشف عمليات التنقيب المستمرّة أنّ موقع بحرة 1 مهمّ وحيوي لفَهْم التبادل الثقافي بين مجتمعات العصر الحجري الحديث في الجزيرة العربية وثقافة العبيد الممتدّة من بلاد الرافدين إلى منطقة شاسعة من الأناضول، فشبه الجزيرة العربية».