شوهد المستشار الأميركي لشؤون الانتخابات، أهرون كلاين، برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عدة مرات في الأيام الأخيرة، وتبين أنه تم استدعاؤه لينضم من جديد إلى طاقم العاملين معه، من دون أن تحدد مهامه. ولكن مصادر سياسية عديدة رأت في هذا التطور إشارة إلى أن نتنياهو عاد ليستعد لمعركة انتخابات قريبة.
وكلاين هو مستشار استراتيجي متخصص في شؤون الانتخابات ويعمل مع عدة زعماء سياسيين في الولايات المتحدة والعالم. كان في الماضي صحافياً في عدة وسائل إعلام يمينية في الولايات المتحدة، ثم انتقل إلى الاستشارة الاستراتيجية وعمل في مكتب ستيف بانون، المستشار الاستراتيجي للرئيس الأميركي، دونالد ترمب. وقد عمل في المعارك الانتخابية الثلاث الأخيرة إلى جانب نتنياهو. وأكدت مصادر في حزب الليكود أن نتنياهو استدعى كلاين للعمل معه، لأنه صار يعرفه ويقدر عمله. لكنه رفض أن يحدد مهامه. ولم ينفِ أنه جاء للعمل مستشاراً إعلامياً أو استراتيجياً أو انتخابياً.
ويتوقع المراقبون في تل أبيب أن يكون نتنياهو جاداً في رسم خطة انتخابية جديدة، فإن لم ينفذها، فإنه سيستطيع استخدامها للضغط على حلفائه. فهو يقرأ استطلاعات الرأي ويجري بنفسه استطلاعات رأي خاصة، وكلها تدل على أنه في حال إجراء الانتخابات اليوم فإنه سيحقق فيها فوزاً غير مسبوق وسيتمكن من تشكيل حكومة يمين ثابتة ومستقرة، بينما بقية منافسيه وحتى حلفائه يتراجعون إلى الوراء. ويرمي نتنياهو إلى إبقاء هذه الاستطلاعات سوطاً مسلطاً فوق رأس حزب «كحول لفان»، بقيادة بيني غانتس وجابي أشكنازي، حتى لا ينسحب من حكومته إلا عندما يقرر هو ذلك. فإذا اعترضا على الضم، مثلاً، سيتاح له فك الشراكة معهم. وقال مقرب من كلاين إنه سيهتم حالياً أيضاً بموضوع كورونا وكيفية مواجهته إعلامياً، وبموضوع ضم الأراضي الفلسطينية لإسرائيل.
يذكر أن السياسيين والمنافسين وكبار المعلقين السياسيين في إسرائيل يشيرون إلى أن تصرفات نتنياهو، في الأسبوعين الأخيرين، تدل على أنه يؤمن بضرورة إنهاء حكومة الوحدة مع غانتس وعدم السماح لأحد غيره أن يكون رئيساً للحكومة، حتى لو كان ذلك لفترة مؤقتة. ورائحة الانتخابات تفوح من كل تصرفاته. وأكدوا أن الشكوى التي تقدم بها، أمس (الاثنين)، إلى الشرطة ويقول فيها إنه وعقيلته سارا، أصبحا عرضة لمضامين تحريضية تدعو إلى قتلهما، هي أحد الأدلة على ذلك، حيث إنها المرة الثالثة في عشرة أيام التي يقدم فيها نتنياهو شكوى بهذا المضمون إلى الشرطة.
وقالت المصادر السياسية إن ما يؤخر نتنياهو عن تفكيك الائتلاف مع غانتس والتوجه إلى انتخابات جديدة، هو عدم يقينه من تأثير فيروس كورونا، وهناك من ينصحه بألا يتوجه إلى انتخابات، لأن الجمهور في إسرائيل بدأ يأخذ انطباعاً بأن حكومة نتنياهو فشلت في معالجة كورونا، وأن الفشل لم يظهر بعد للجمهور، ولكن في حال التوجه لانتخابات جديدة ستكون كورونا نقطة ضعف نتنياهو وربما الفيروس الذي يقضي عليه سياسياً.
ماذا وراء استدعاء نتنياهو لمستشاره الأميركي؟
ماذا وراء استدعاء نتنياهو لمستشاره الأميركي؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة