تدهور شعبية ترمب مقابل بايدن

المرشح الديمقراطي يميل إلى اختيار نائبة من أصول أفريقية

تدهور شعبية ترمب مقابل بايدن
TT

تدهور شعبية ترمب مقابل بايدن

تدهور شعبية ترمب مقابل بايدن

يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب دوامة من استطلاعات الرأي تلقي نظرة قاتمة على مستقبله السياسي. فقد تدهورت شعبيته بشكل كبير في الشهر الماضي، حيث أعرب 57 في المائة من الناخبين عن عدم رضاهم من أدائه في المكتب البيضاوي، مقابل 38 في المائة ممن اعتبروا أنه يقوم بعمل جيد كرئيس. ويأتي هذا الاستطلاع الذي أجرته محطة (سي إن إن) ليظهر تراجعاً بـ7 نقاط في دعم الناخبين لأدائه مقارنة بأرقام الشهر الماضي. كما تقدم منافس ترمب جو بايدن عليه بـ14 نقطة من حيث الشعبية، بحسب الاستطلاع نفسه الذي عكس أرقاماً تُعدّ الأسوأ لترمب منذ يناير (كانون الثاني) من العام الماضي.
ومن الواضح أن الأحداث الأخيرة التي مرّت بها البلاد أثرت بشكل كبير على الأميركيين، إذ اعتبر 80 في المائة منهم أن الوضع خرج عن السيطرة في الولايات المتحدة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته محطة إن بي سي وصحيفة «وول ستريت جورنال» أن 92 في المائة من الديمقراطيين و66 في المائة من الجمهوريين يعتقدون أن البلاد تعيش في فوضى، فيما اعتبر 15 في المائة فقط من الذين شملهم الاستطلاع أن الأمور تحت السيطرة. كما أظهر الاستطلاع نفسه تقدم بايدن على ترمب بـ7 نقاط، في وقت قال فيه 55 في المائة من الناخبين إنهم يفضلون التصويت لمرشح يسعى إلى التوافق والتسوية، مقابل التصويت لمرشح يطرح تغييرات كبيرة وجذرية.
وتشكّل هذه الأرقام مصدر قلق للرئيس الأميركي الذي لطالما شكك باستطلاعات الرأي واعتبر أنها لا تُترجم على أرض الواقع. لكن الاحتجاجات الأخيرة، وردود الأفعال التي لاقاها من الحزب الجمهوري، وضعته في موقف دفاعي، فلجأ كالعادة إلى منصته المفضلة «تويتر» لقلب الدفاع إلى هجوم، وكانت ضحيته الأخيرة وزير الخارجية الأسبق كولن باول الذي أعلن عن دعمه لخصمه اللدود بايدن. ترمب الذي لا يوفّر مناسبة للانقضاض على منتقديه ونبش ماضيهم، ذكّر بتاريخ باول فقال: «كولن باول هو شخص عنيد، فهو كان مسؤولاً عن إدخالنا في حروب كارثية في الشرق الأوسط. وهو أعلن أنه سيصوت لصالح عنيد آخر وهو جو بايدن النعسان...» وتابع ترمب هجومه اللاذع: «ألم يقل باول إن العراق لديه أسلحة دمار شامل؟ ولم يكن هذا صحيحاً لكننا خضنا حرباً بسبب ذلك»!
ولعلّ انفعال ترمب هذا لا يعود سببه لتصريح باول فحسب. فقد سبق وأن دعم هذا الأخير وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في انتخابات العام 2016، إذن لم يكن موقفه هذه المرة مفاجئاً. لكن ما أثار غضب الرئيس الأميركي هو سلسلة من المواقف الجمهورية المنتقدة له ولأدائه خلال الاحتجاجات الأخيرة. بدءاً من وزير الدفاع السابق جايمس ماتيس، مروراً بكبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي ووصولاً إلى التسريبات الأخيرة التي أظهرت توجهاً من قبل الرئيس السابق جورج بوش الابن والسيناتور ميت رومني بعدم التصويت لترمب في الانتخابات الرئاسية.
إضافة إلى باول، هاجم ترمب منتقديه من الجمهوريين في الكونغرس، ولو كانوا قلّة. فتوعّد بإسقاط السيناتورة عن ولاية ألاسكا ليزا مركوفسكي في الانتخابات التشريعية داعياً الجمهوريين إلى ترشيح شخص آخر: «جهزوا مرشحاً آخر، لا أكترث ما إذا كان جيداً أو سيئاً، لكني سأدعمه. إذا كان لديه نبض سوف أدعمه!» لكن ترمب وعلى الرغم من تهديداته، يعلم أن هناك عدداً من الجمهوريين الذين لا يعتمدون عليه في حملاتهم الانتخابية، أمثال مركوفسكي، التي عرفت بعلاقتها الوطيدة مع الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء في ألاسكا. كما سيؤدي سحب الدعم له من قبل جمهوريين بارزين كبوش الابن وماتيس وغيرهما إلى توجه بعض الجمهوريين المعتدلين للتصويت لصالح بايدن. ويعوّل نائب الرئيس الأميركي السابق على هذا الدعم، كما يراهن أن يؤدي خياره لنائبة له إلى استقطاب أصوات مترددة، لهذا فقد وسّع من دائرة خياراته لتشمل عمدة ولاية أتلاتنا كيشا لانس بوتومز. وقد برز نجم بوتومز في الأيام الأخيرة بسبب مواقفها الجريئة المتعلقة بالاحتجاجات. إذ تحدثت العمدة، وهي من أصول أفريقية، إلى المحتجين قائلة: «عندما شاهدت جريمة قتل جورج فلويد تألمت كما تتألم الأم، وعندما سمعت بأن هناك مظاهرات عنيفة في أتلانتا، فعلت كما تفعل كل أم فاتصلت بابني وقلت له: أين أنت؟ أنا لا أستطيع حمايتك والشبان السود لا يجب أن يخرجوا اليوم».
ولعلّ السبب الأبرز الذي وضع بوتومز على رأس لائحة نائب الرئيس هو موقفها الشاجب لأعمال الشغب والذي لاقى أذناً مصغية من المحتجين حين قالت: «ما أراه في شوارع أتلانتا اليوم لا يمثل أتلانتا. هذه ليست مظاهرة. وهذا ليس ما أراده مارتن لوثر كينغ. هذه فوضى. التظاهر لديه هدف، وعندما قتل مارتن لوثر كينغ لم نفعل ما تفعلونه اليوم لمدينتنا. إن كنتم تحبون هذه المدينة، اذهبوا لمنازلكم».
خطاب عفوي، شد انتباه بايدن وسلّط الضوء على الكاريزما التي تتمتع بها عمدة أتلانتا وهو ما تبحث عنه حملة بايدن الانتخابية التي كثفت جهودها في الأيام الأخيرة للعثور على مرشحة من أصول أفريقية لإظهار دعم الديمقراطيين للأقليات، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة.



توافق مصري - صيني حول ضرورة تبني «عملية سياسية شاملة» بسوريا

جانب من الجولة الرابعة لـ«الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين (الخارجية المصرية)
جانب من الجولة الرابعة لـ«الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين (الخارجية المصرية)
TT

توافق مصري - صيني حول ضرورة تبني «عملية سياسية شاملة» بسوريا

جانب من الجولة الرابعة لـ«الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين (الخارجية المصرية)
جانب من الجولة الرابعة لـ«الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين (الخارجية المصرية)

توافقت مصر والصين على ضرورة تبني «عملية سياسية شاملة» في سوريا، وأن تتم «إدارة مرحلة انتقالية لا تقصي أحداً». كما أكدت القاهرة وبكين على «حل الدولتين» ودعم استقرار لبنان.

التأكيدات المصرية - الصينية جاءت على هامش زيارة وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى الصين.

وقال عبد العاطي، الجمعة، إن مباحثاته مع نظيره الصيني، وانغ يي، في بكين، أكدت «ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها». وأضاف في تصريحات نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، أنه من «المهم وجود (عملية شاملة) تضم كل أطياف المعارضة السياسية السورية».

وبحسب إفادة لوزارة الخارجية المصرية، فإن الوزير عبد العاطي أدان «العدوان الإسرائيلي على سوريا وتدمير البنى التحتية والمواقع العسكرية المختلفة في انتهاك صارخ للقانون الدولي، والتوغل الإسرائيلي واحتلال جزء كبير جداً من المنطقة العازلة في انتهاك سافر لاتفاقية (فض الاشتباك) التي تم التوقيع عليها»، مؤكداً «رفض بلاده لأي تدخل خارجي في سوريا أو إتاحة الفرصة لأي أطراف إقليمية أو خارجية أن تحقق مكاسب وقتية وذاتية لهذه الدول على حساب المصلحة السورية».

وأوضح عبد العاطي أنه تم الحديث مع وزير الخارجية الصيني عن تطورات الشأن اللبناني، وتم الاتفاق على «أهمية الاحترام الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أنه «تم التوافق على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والطبية إلى داخل القطاع، والعمل على تنفيذ رؤية الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة لخلق أفق سياسي يحقق السلام الدائم والعادل».

وتتوسط مصر وقطر، إلى جانب أميركا، منذ أكثر من عام، لتبادل المحتجزين، ووقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

محادثات عبد العاطي ووزير خارجة الصين في بكين (الخارجية المصرية)

ووفق الوزير عبد العاطي، فإن «القوة العسكرية وغطرستها لن تحقق الأمن والاستقرار لإسرائيل ولا للمنطقة، وإنما إعادة الحقوق المشروع لأصحابها من الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وعلى حدود 67، لتحقيق الأمن والاستقرار لإسرائيل وللمنطقة».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو (أيار) الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

وأكدت محادثات عبد العاطي ووانغ يي، الجمعة، «ضرورة استمرار الدعم المتبادل في القضايا الجوهرية التي تهم البلدين»، و«التأكيد على حقوق مصر المشروعة في الحفاظ على أمنها المائي، واستقرارها في مواجهة التحديات».

ولفت عبد العاطي إلى أنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون المشترك في «مكافحة الإرهاب»، بوصفه ظاهرة عالمية لا تستطيع دولة بمفردها أن تواجهها، في «ظل مقاربة شاملة تعالج القضية من جوانبها؛ سواء الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الآيديولوجية المتطرفة وقطع التمويل عن المنظمات الإرهابية».

وتعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55 في المائة، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، حسب بيانات وزارة الري المصرية.

وأقامت إثيوبيا «سد النهضة» على رافد نهر النيل الرئيسي منذ عام 2011، ويواجه مشروع «السد» باعتراضات من دولتي المصب مصر والسودان، للمطالبة بـ«اتفاق قانوني ينظم قواعد تشغيل السد، بما لا يضر بحصتيهما المائية»... وخاضت الدول الثلاث جولات متعددة للتفاوض من دون الوصول إلى اتفاق.

عبد العاطي خلال لقاء وزير دائرة العلاقات الدولية بـ«اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني» (الخارجية المصرية)

في سياق آخر، أكد وزير الخارجية المصري «خصوصية العلاقات الثنائية مع الصين»، وأشار خلال لقاء وزير دائرة العلاقات الدولية بـ«اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني»، ليو جيان تشاو، الجمعة، إلى أهمية البناء على الزخم المتولد عن دورية اللقاءات الرئاسية، وآخرها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بكين في مايو الماضي، والمشاركة ضيف شرف في الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون «العربي - الصيني»، علاوة على الزيارات الأخرى رفيعة المستوى، والزيارات الحزبية المتبادلة التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين.

وأعلن السيسي ونظيره الصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو الماضي، تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

وعلى صعيد التعاون الاقتصادي بين مصر والصين، ثمن عبد العاطي المشروعات المشتركة بين الجانبين، خصوصاً مشاركة الشركات الصينية في بناء حي المال والأعمال في العاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، والاستثمارات الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، وفق إفادة «جهاز التعبئة والإحصاء» المصري، في مايو الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.80 جنيه في البنوك المصرية).

في غضون ذلك، عقدت الجولة الرابعة لـ«الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين بمشاركة بدر عبد العاطي ووانغ يي، في بكين. وبحسب متحدث وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، الجمعة، فإن «الجولة الرابعة للحوار الاستراتيجي تناولت مجمل العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وما حققته من تطور بارز في مجالات التعاون المختلفة، بما في ذلك مشاركة الشركات الصينية في كثير من المشروعات التنموية بمصر».