«حياة السود مهمة»... من تظاهرات عفوية لحركة منظمة وواسعة ضد العنصرية

الاحتجاجات وصلت بلجيكا (أ.ب.إ)
الاحتجاجات وصلت بلجيكا (أ.ب.إ)
TT

«حياة السود مهمة»... من تظاهرات عفوية لحركة منظمة وواسعة ضد العنصرية

الاحتجاجات وصلت بلجيكا (أ.ب.إ)
الاحتجاجات وصلت بلجيكا (أ.ب.إ)

دخلت الاحتجاجات الأميركية التي أثارتها وفاة جورج فلويد أواخر الشهر الماضي أثناء احتجازه في مدينة منيابوليس مرحلة جديدة مع امتداد المسيرات المطالبة بالعدالة العرقية من واشنطن العاصمة إلى بلدة في شرق ولاية تكساس كانت ذات يوم مأوى لجماعة عنصرية تنادي بتفوق العرق الأبيض.
وضغط ضابط شرطة بركبته على رقبة فلويد نحو تسع دقائق وهو ممدد على الأرض قبل أن تعلن وفاته فور وصوله المستشفى يوم 25 مايو (أيار).
وكانت تلك الاحتجاجات أيضا مصدر إلهام لمظاهرات مناهضة للعنصرية في أنحاء متفرقة من العالم حيث خرجت مسيرات في بريزبن وسيدني باستراليا وفي لندن وباريس ومدن أوروبية أخرى متبنية شعار «حياة السود مهمة».
وفي واشنطن، تظاهر أمس السبت عشرات الآلاف عند نصب لينكولن التذكاري وهم يرددون هتافات منها «لا أستطيع التنفس» و«ارفعوا أياديكم.. لا تطلقوا النار»، وتوجهوا في مسيرة نحو البيت الأبيض.
وكان ذلك أكبر احتجاج حتى الآن على مستوى البلاد خلال 12 يوما من المظاهرات بأنحاء الولايات المتحدة منذ وفاة فلويد.
والرسالة المشتركة في احتجاجات السبت هي التأكيد على تحويل الغضب الناجم عن وفاة فلويد إلى حركة تسعى لإصلاحات أوسع نطاقا في نظام العدالة الجنائية الأمريكي ومعاملته للأقليات.
وفي المجمل، كانت مظاهرات السبت الأكثر سلمية منذ ظهور مقطع الفيديو الخاص باحتجاز الشرطة لفلويد.
وأعلن رئيس بلدية مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو صباح اليوم الأحد إنهاء فرض حظر التجول الليلي في المدينة، وذلك قبل يوم من موعده الأصلي.
ولم يكن البعد متعدد الأعراق في الاحتجاجات أكثر وضوحا مما كان عليه الحال في مدن مثل فيدور شرق تكساس، وهي واحدة من مئات المجتمعات الأمريكية التي لم تكن ترحب بالسود بعد حلول الظلام.
فقد شهدت المدينة تجمعا أمس السبت للعشرات من البيض والسود حاملين لافتات عليها عبارة (بلاك لايفز ماتر) أو «حياة السود مهمة»، وهي التي تشتهر منذ فترة طويلة بارتباطها بجماعة كو كلوكس كلان العنصرية.
وفي مسقط رأس فلويد في رايفورد بولاية نورث كارولاينا، اصطف مئات عند كنيسة لإلقاء نظرة الوداع على جثمان فلويد قبل إقامة مراسم تأبين خاصة ستقتصر على أفراد الأسرة. وتقام جنازته يوم الثلاثاء في هيوستن حيث كان يعيش قبل أن تنتقل من هناك إلى منيابوليس.


مقالات ذات صلة

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
رياضة عالمية رودريغو بنتانكور (إ.ب.أ)

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الاثنين، إيقاف رودريغو بنتانكور، لاعب وسط توتنهام هوتسبير، 7 مباريات، بعد ملاحظة عنصرية من اللاعب القادم من أوروغواي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسرائيل ضد تفشي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي مارس 2021 (غيتي)

«قوانين الفجر الظلامية»... كيف يُشرعن الكنيست التمييز ضد العرب في إسرائيل؟

يواصل ائتلاف اليمين في الكنيست سن تشريعات ضد المواطنين العرب في إسرائيل بهدف ترهيبهم واضطهادهم... فما أبرز تطورات تلك الحملة المتواصلة لشرعنة التمييز ضدهم؟

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية لامين يامال يحتفل بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة (أ.ف.ب)

كلاسيكو العالم: الريال يحقق في تعرض يامال لإساءات عنصرية

ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن لامين يامال، نجم فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، تعرض لإساءات عنصرية في مباراة الكلاسيكو التي فاز بها فريقه على ريال مدريد.

«الشرق الأوسط» (برلين)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.