البرلمان المصري يؤيد «إعلان القاهرة» بشأن ليبيا ويتوعد أي تهديد للأمن القومي

جلسة سابقة للبرلمان المصري (أرشيف - رويترز)
جلسة سابقة للبرلمان المصري (أرشيف - رويترز)
TT

البرلمان المصري يؤيد «إعلان القاهرة» بشأن ليبيا ويتوعد أي تهديد للأمن القومي

جلسة سابقة للبرلمان المصري (أرشيف - رويترز)
جلسة سابقة للبرلمان المصري (أرشيف - رويترز)

أعلن مجلس النواب المصري، اليوم الأحد، تأييده ودعمه الكاملين للمبادرة التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس (إعلان القاهرة) التي تستهدف الحفاظ على التراب الليبي ووحدة الدولة والأمن القومي العربي، مندداً بالتدخل التركي «السافر» في الشأن الداخلي الليبي وتهديد الأمن القومي العربي.
وقال رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، في مستهل الجلسة العامة اليوم إن «الجيش المصري من أقوى الجيوش، ولكن عقيدته الدفاع عن الأراضي المصرية بعمقها الاستراتيجي وهذا ما يمنحه لنا القانون، وأي تهديد للأمن المصري سيكون الرد عليه رادعاً وقاسياً»، حسب ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية.
وأضاف عبد العال أن إعلان القاهرة يستهدف دعم الشعب الليبي ووحدته واستقرار دولته موحدة، مؤكداً أن مصر لن تسمح بتهديد أمنها ولن تقف مكتوفة الأيدي في الدفاع عن أشقائها في ليبيا. ولفت إلى أن الشعبين المصري والليبي يرتبطان بجذور اجتماعية وتاريخية، فليبيا عمق الأمن القومي المصري ومصر عمق للأمن القومي الليبي، داعياً الشعب الليبي إلى التوحد خلف جيشه الوطني لدحر المرتزقة والجماعات الإرهابية، وعلى من يسعى لإحياء أحلام استعمارية ماضية أن ينسى ذلك تماماً. وتابع «لن نسمح أن تكون ليبيا في أيدي مجموعة من الإرهابيين أو من تراودهم استعادة الأحلام الاستعمارية التي أصبحت في مزبلة التاريخ». وأكد أن مصر دولة قوية بشعبها وجيشها، الذي لا يعتدي أو يطمع، ولكن يدافع عن أمن مصر القومي أينما هُدد. ولفت إلى أن ثروات الشعب الليبي ملك له، وأن مبادرة الرئيس السيسي تحظى بدعم عواصم الدول الكبرى في العالم، وحضر إعلانها 22 سفيراً أجنبياً بالقاهرة، مؤكداً قوة ومصداقية الدولة والقيادة المصرية.
وأعلن الرئيس المصري، أمس السبت، عن مبادرة جديدة بشأن ليبيا تحت اسم «إعلان القاهرة» تتضمن تشكيل مجلس رئاسي منتخب ووقف إطلاق النار اعتباراً من الثامن من يونيو (حزيران).
وقال السيسي متحدثاً إلى جانب المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي وعقيلة صالح رئيس برلمان شرق ليبيا إن الاتفاق يشمل تجديد الدعوة لاستئناف المفاوضات في جنيف وإلزام كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها إلى الجيش الليبي.
ويتضمن «إعلان القاهرة» كذلك احترام كافة الجهود الأممية لحل الأزمة الليبية في إطارها السياسي، واستكمال أعمال مبادرة 5+5 برعاية الأمم المتحدة، وضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة لإدارة الحكم في ليبيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد وإجراء انتخابات نزيهة، وتوزيع عادل وشفاف على كافة المواطنين، دون استحواذ أي ميليشيات على أي من مقدرات الليبيين، وإطلاق إعلان دستوري ينظم العملية السياسية في البلاد.
بدوره، أكد المشير خليفة حفتر دعمه لمبادرة حل الأزمة في ليبيا التي أعلنها الرئيس المصري. وقال خلال المؤتمر الصحافي مشترك مع السيسي: «إننا نؤكد دعمنا وقبولنا لها (المبادرة)، آملين الحصول على الدعم والتأييد الدولي للعبور بليبيا لبر الأمان».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».