تجدد المطالب المصرية بتقنين «الظهور الإعلامي لعلماء الدين»

للتصدي لآراء «غير المختصين»... ومواجهة «فوضى الفتاوى»

TT

تجدد المطالب المصرية بتقنين «الظهور الإعلامي لعلماء الدين»

بينما عده مراقبون بأنه «محاولة لتقنين الظهور الإعلامي لغير المختصين، ويحد من (فوضى الفتاوى) على بعض القنوات الفضائيات»، تجددت المطالب المصرية بـ«سرعة إقرار مشروع قانون (تنظيم الظهور الإعلامي لعلماء الدين)».
ودعا النائب عمر حمروش، أمين سر لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب المصري (البرلمان)، إلى «ضرورة إدراج مشروع القانون على جدول أعمال البرلمان خلال الفترة المقبلة، بسبب الحاجة الملحة الآن لإصداره، وبدأ العمل به، لمواجهة ما يصدر على بعض الفضائيات من آراء وفتاوى دينية متشددة».
وانتهت لجنة الشؤون الدينية بالبرلمان في وقت سابق من مناقشة مشروع القانون، الذي ينص بحسب مسودته على أن «كل مؤسسة إعلامية مطالبة بالتحقق من حصول عالم الدين على ترخيص سار من المؤسسات الدينية الرسمية، قبل السماح له بالظهور إعلامياً للحديث في الشأن الديني... وتغلظ عقوبة من يتحدث دون ترخيص، مع فرض غرامة على الوسيلة الإعلامية».
وقال النائب محمد شعبان، وكيل لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب، إن «مشروع القانون أمر مهم جداً مع (أزمة فيروس كورونا)، وظهور بعض الآراء الدينية التي انتشرت مؤخراً على بعض الفضائيات، وتحتاج إلى ضبط لما أحدثته من إثارة وفتن في المجتمع».
بدوره، أكد النائب شكري الجندي، عضو لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، أن «القانون سوف يحافظ على أن تصدر الفتاوى من الجهات المعنية، خاصة أن هناك فتاوى كثيرة يتم إصدارها من غير المختصين على القنوات الفضائية، ويتعامل بها البعض في حياته اليومية لكونها من مصادر رسمية».
من جهته، لفت النائب حمروش إلى أن «مشروع القانون توافقت عليه المؤسسات الدينية في مصر، وسوف يتصدى لتنظيم إصدار الفتاوى عبر المنصات الإعلامية المختلفة، وكيفية الحصول على تصاريح بذلك، والجهات المنوط بها منح التصريح وتحديد المتخصصين»، مضيفاً أن القانون «وضع غرامة لمن يتحدث في الشأن الديني في وسائل الإعلام دون الحصول على ترخيص، لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تتجاوز 100 ألف، وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 500 ألف جنيه على كل قناة فضائية، أو مؤسسة إعلامية استضافت عالم دين غير حاصل على ترخيص».
وعانت مصر منذ «أزمة كورونا» من «آراء عشوائية» تعلقت بالتعامل مع مصابي وضحايا الفيروس، و«التحريض» على مخالفة قرار تعليق إقامة صلاة الجُمع والجماعة في المساجد.
وأكد اللواء كمال المغربي، الخبير الأمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «الآونة الأخيرة شهدت انتشار الأدعياء باسم الدين في القنوات، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لذا على الجميع عند التأكد من أي رأي ديني أو فتوى، الرجوع إلى المصادر الدينية الرسمية (الأزهر، ودار الإفتاء، ووزارة الأوقاف، أو صفحاتهم المعتمدة على (فيسبوك)، والاعتماد عليها دون غيرها، لوقف هذا السيل الكبير من الفتاوى والآراء الدينية اليومية)»، موضحاً أن «القانون الجديد حال إقراره ودخوله حيز التنفيذ، سوف يتصدى لـ(الفتاوى العشوائية)، التي يطلقها مشايخ غير رسميين ينتشرون في العديد من القنوات».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.