عقود اللاعبين تقلق فرق «الصدارة والقاع» في الدوري السعودي

أزمة {كورونا} تحتم على إدارات الأندية «تقييم المخاطر» قبل أي خطوة

من منافسات دوري المحترفين السعودي (الشرق الأوسط)
من منافسات دوري المحترفين السعودي (الشرق الأوسط)
TT

عقود اللاعبين تقلق فرق «الصدارة والقاع» في الدوري السعودي

من منافسات دوري المحترفين السعودي (الشرق الأوسط)
من منافسات دوري المحترفين السعودي (الشرق الأوسط)

تكثف إدارات أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين جهودها من أجل إقناع عدد من اللاعبين المحليين والأجانب الذين تنتهي عقودهم مع نهاية شهر يونيو (حزيران) الحالي بالتمديد لفترة زمنية تصل إلى 3 أشهر إضافية، وهي الفترة المتوقع أن تحسم خلالها منافسات بطولة الدوري، بعد أن تم تحديد موعد مبدئي لاستئنافه في 20 أغسطس (آب) المقبل.
ورغم أن هناك أندية ترتبط بعقود طويلة مع لاعبيها، فإن بعضها الآخر وقع في هذا الموسم عقوداً قصيرة المدى، خصوصاً في فترة التسجيل الشتوية، من أجل تقويه صفوف فرقها بهدف تحقيق الطموح الذي رصدته في بداية هذا الموسم.
ومع العقود التي شارفت على النهاية، تزيد أزمة الأندية التي تصارع على البقاء، خصوصاً العدالة وضمك، إلا أنه من المرجح أن تفقد بعض الأندية المنافسة، وفي مقدمتها نادي النصر، محترفاً أو أكثر ما لم يتم الاتفاق معه على التمديد للفترة الإضافية لنهاية الموسم، أو لموسم رياضي آخر قد يكلفها مقدم عقد وتعديلاً إضافياً في الراتب الشهري، ويخلط أوراقها في هذا الملف بشأن من كانت تود التعاقد معهم في الموسم المقبل.
ويصف مسؤولون في كثير من الأندية استكمال بقية الدوري السعودي بأنه مثابة التكلفة الإضافية المرهقة على ميزانياتها التي ستعاني بكل تأكيد من انخفاض في الموارد، في نتيجة طبيعية لتداعيات فيروس كورونا الذي سبب متاعب كبيرة في الاقتصاد العالمي بشكل عام، وضرب صناعة كرة القدم في الصميم، مما جعل الاتحاد الدولي (الفيفا) نفسه يتحرك لإيجاد حلول مقترحة، من بينها حلول مؤقته تتمثل في خفض رواتب اللاعبين في الأندية، لتصل فاعلية هذه المبادرة إلى المدربين والإداريين، وكل العاملين في هذا المجال، في ظل هذا الظرف الاستثنائي الصعب الذي لم يسبق له مثيل.
ورغم أن أندية منافسة على البقاء (كالفتح) لديها عقود ممتدة مع 6 من المحترفين الأجانب بفريقها حتى الموسم المقبل أو ما بعده، فإنها لن تكون في منأى عن مخاطر التعرض لخسائر مالية في حال الاستئناف، من بينها بكل تأكيد السعي لتمديد عقد اللاعب الجزائري سفيان بن دبكة الذي ينتهي عقده نهاية الشهر الحالي، حيث حضر في فترة التسجيل الشتوية بعقد مدته 6 أشهر فقط، إلا أنه يقدم مستويات مميزة مع الفريق.
وسيكون ضمك الأكثر تأثراً، كونه أكثر الأندية استبدالاً لعناصره ما بين فترتي التسجيل الصيفية والشتوية، وكذلك منذ بداية الموسم، حيث تم استبدال غالبية -إن لم يكن جميع- لاعبيه بعد الصعود التاريخي من دوري الأولى وصيفاً لجاره أبها. كما أن الحزم القريب من دائرة الخطر سيكون من الأندية التي تعاني جراء تأجيل الاستئناف، وهذا ما جعل أكثر من مسؤول في هذا النادي يتحدث عن تأييد أي خطوة للإلغاء نتيجة المخاطر المتعددة والعوائق، ومن بينها الجانب المادي الذي سيتم صرفه من أجل فقط إكمال المباريات المتبقية من الدوري.
وكان الحزم قد خاض في الموسم المنصرم ملحق البقاء في دوري المحترفين، ونجح في تحقيق مراده من خلال اللجوء للركلات الترجيحية في مواجهتي الخليج.
يذكر أن معيض الشهري، رئيس لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم، قد أكد في وقت سابق ضرورة وجود اتفاق بين الطرفين (اللاعب والنادي) من أجل تمديد عقده الاحترافي في حال نهايته قبل ختام هذا الموسم، كونه «ليس لزاماً على أي لاعب أن يبقى مع النادي في حال نهاية عقده الحالي».
وبيّن الشهري أن الاتفاق بين النادي واللاعب شيء ملزم، وأنه لا يمكن أن يتم التمديد بشكل إجباري، كما أنه لا يمكن لأي نادٍ أن يتعاقد مع أي لاعب جديد خارج فترة التسجيل المعتمدة.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد دعا إلى أن تمدد عقود اللاعبين المحترفين مع أنديتهم حتى نهاية الموسم الكروي في كل دولة، إلا أنه لم يجعل تلك الدعوة إلزامية تجبر الأندية واللاعبين على تطبيقها، خصوصاً ممن تنتهي عقودهم مع نهاية الموسم الذي حدد سابقاً، وتم تعطيله إجبارياً نتيجة فيروس كورونا المستجد.
وتنتظر عدد من الأندية السعودية موعداً نهائياً من قبل رابطة دوري المحترفين السعودي والاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن استئناف الموسم الحالي من أجل التباحث مع عدد من لاعبيها ومدربيها على الفترات الزمنية للتمديد في عقودهم، سواء لمدة 3 أشهر أو أكثر من نهايتها.
ويأتي ذلك في ظل تردد أنباء حول وجود مناقشات من قبل اتحاد كرة القدم والرابطة لتقديم الموعد المحدد سابقاً، وهو 20 أغسطس (آب) المقبل، للاستئناف وإكمال بقية الجولات الثماني في بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين من أجل منح مساحة زمنية أكبر لاستئناف الموسم الرياضي الجديد، ومنح فرصة للاستعداد بشكل أكبر للأندية كافة، من خلال فترة زمنية تصل إلى شهر قبل استئناف الموسم الجديد الذي سيشهد صعود 3 فرق لدوري المحترفين من دوري الأولى، وهبوطه مثلها، في حال تم فعلياً استئناف المنافسات في البطولات كافة، خصوصاً دوري المحترفين والأولى، وتطبيق ما هو مقرر من صعود وهبوط.
ويرتبط عدد من الأندية بعقود تنتهي حسب جدولة الموسم في نهاية شهر يونيو (حزيران)، أي بعد قرابة شهر من الآن، وهذا ما يتطلب تمديد العقود لفترة معينة، خصوصاً أن هناك بعض الأندية التي تود استبدال بعض لاعبيها، أو عدم مقدرتها على تحمل تكاليف تمديد العقود، ورغبتها في إيجاد بدلاء، سواء التي تنافس في دوري المحترفين أو تهبط للدرجة الأدنى.
يذكر أن عدداً من وكلاء اللاعبين اعترفوا، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، بعدم قدرتهم على تنفيذ أي طلب لأي نادٍ سعودي بشأن تخفيض رواتب اللاعبين المحترفين أو تمديد عقودهم الاحترافية في حال نهايتها نتيجة تمديد الموسم.
وبيّن وكلاء اللاعبين أن اللاعب المحترف إن لم يكن مقتنعاً بالقيام بهذه الخطوة في سبيل مساعدة ناديه على الأعباء المالية المترتبة نتيجة توقف المنافسات بشكل إجباري، فإن ذلك لا يمكن حدوثه، على اعتبار أن العقد بين اللاعب والنادي ملزم للطرفين، وليس هناك أي قرار حتى من أعلى سلطة رياضية في العالم، ممثلة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بشأن خفض الرواتب، مع وجود توصيات غير ملزمة بهذا الشأن.


مقالات ذات صلة

نيمار: انضمامي للهلال كان قرار جيداً... وسنواتي الأفضل قضيتها مع باريس

رياضة سعودية نيمار لاعب الهلال السعودي (نادي الهلال)

نيمار: انضمامي للهلال كان قرار جيداً... وسنواتي الأفضل قضيتها مع باريس

قال البرازيلي نيمار لاعب فريق الهلال السعودي وقائد منتخب البرازيل إنه اتخذ القرار الجيد بالانضمام إلى صفوف الأزرق العاصمي، مشيراً إلى تطلعه لتمثيل منتخب بلاده.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية غاري أونيل (أ.ب)

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

يعمل نادي وولفرهامبتون الإنجليزي على التوصل إلى اتفاق لتعيين مدرب نادي الشباب السعودي فيتور بيريرا مدرباً جديداً للفريق بعد رحيل غاري أونيل.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».