الكاظمي يسمّي وفده التفاوضي مع واشنطن

بومبيو تعهد بدعم العراق

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مكتبه أول من أمس (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مكتبه أول من أمس (رويترز)
TT

الكاظمي يسمّي وفده التفاوضي مع واشنطن

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مكتبه أول من أمس (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مكتبه أول من أمس (رويترز)

في الوقت الذي سمّى فيه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الوفد التفاوضي لجهة الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الذي من المقرر أن يبدأ عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في العاشر من الشهر الحالي، تعهدت واشنطن بدعم العراق على المستويات كافة.
وطبقاً للمعلومات المتداولة، فإن الوفد العراقي المفاوض سيكون برئاسة الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية العراقية عبد الكريم هاشم، ويضم 21 مفاوضاً، بينهم عدد من المتخصصين ومستشاري الكاظمي، ومن بينهم حارث حسن المرشح السابق لوزارة الخارجية، ولقمان فيلي السفير السابق لدى الولايات المتحدة، وعدد آخر من المتخصصين في مختلف الشؤون السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية.
ومن جهته، كرر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تهنئته للكاظمي بتولي منصبه وتشكيل الحكومة، وقال وفقاً لبيان وزارة الخارجية: «أود أن أبدأ بالترحيب بحرارة برئيس الوزراء الكاظمي، وأهنئه على الحكومة العراقية الجديدة، وانتقال السلطة السلمي، بالنيابة عن التحالف كاملاً. نحن جميعاً ملتزمون بنجاحكم، دعماً للهزيمة الدائمة لتنظيم داعش».
وأضاف بومبيو: «نحن نشارك في الحمل المالي الذي يضمن تعافي العراق بشكل فوري»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة تعهدت العام الماضي بمائة مليون دولار لبرنامج إرساء الاستقرار الرئيسي الذي يطبقه التحالف في المناطق المحررة».
وعبر وزير الخارجية الأميركي عن تطلعه إلى «تعميق الشراكة مع الشعب والحكومة العراقية، من خلال سلسلة من المناقشات، ولا سيما من خلال الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة».
وشدد بومبيو على أن «إنجاز الانتصار على تنظيم داعش يبين قيمة التحالف»، مؤكداً التزام الولايات المتحدة الأميركية وشركائها نحو الانتصارات المشتركة، ومشيراً إلى أن المعركة «ضد تنظيم داعش ستتواصل على المدى المنظور».
وكان السفير الأميركي في العراق، ماثيو تولر، قد أكد، في خطاب متلفز أواخر الشهر الماضي، أن الحوار المرتقب بين الولايات المتحدة الأميركية والعراق يهدف إلى التغلب على التحديات التي تواجهها علاقات البلدين، بما في ذلك تفعيل بنود اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة عام 2008. وبيّن تولر أن أهم التحديات هي «وضع القوات الأميركية في العراق في سياق الحرب على (داعش)، وفي سياق الانقسام الحاصل في العراق تجاه الصراع الأميركي – الإيراني، وهو ما فرض على القوات الأميركية إعادة الانتشار، لتكون بعيدة عن أي استهداف من حلفاء إيران في العراق».
وفي هذا السياق، يقول عضو العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي النائب عن تحالف القوى العراقية الدكتور ظافر العاني لـ«الشرق الأوسط» إن «ترتيب الحوار جاء بناء على رغبة الدولتين»، مضيفاً أن «العراق لم يرتفع بعلاقته مع الولايات المتحدة ليصبح شريكاً استراتيجياً، ولا حتى صديقاً مضموناً، ذلك أن تعدد الرؤى التي تفاوتت في نظرتها للولايات المتحدة جعلت منها في أحيان كثيرة، ولدى مفاصل حكومية وسياسية، عدواً، بل إن هنالك من أوجب محاربتها، ودخل في معارك عسكرية وأمنية معروفة».
وأضاف العاني أن «قناعتنا في المحافظات المحررة هي أنه لا تزال هناك حاجة للمعونة العسكرية الأميركية في مقاتلة الإرهاب، والمساعدة في تطوير قدرات العراق العسكرية كي يقف على قدميه، فضلاً عن أن الوجود الأميركي يضمن لنا أن إيران ستقف عند حدها، ولا تتمادى في تغلغلها». وأشار إلى أن «أميركا تستطيع أن تقدم لنا -نحن العراقيين- ما هو أبعد وأشمل من الموضوع الأمني، حيث يتعداه إلى الجوانب الاقتصادية والمالية والثقافية وغيرها، ولذلك نحن نعتقد أن الحوار مع واشنطن يجب أن يكون متوازناً بين أمرين، وهما: حاجتنا لشريك دولي كبير، والحفاظ على سيادة واستقلالية القرار العراقي».
ومن جهته، أكد الباحث العراقي المستشار السابق في رئاسة الجمهورية الدكتور خالد اليعقوبي لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق وقع اتفاقيتين مع الولايات المتحدة عام 2008، وهما: الاتفاقية الأمنية المتعلقة بالانسحاب، وهذه تم تنفيذها نهاية عام 2011؛ والثانية هي اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تعنى بعلاقات طويلة الأمد بين البلدين على المستويات كافة، تصل إلى الشراكة الاستراتيجية».
وبيّن اليعقوبي: «إلا أنه مع نهاية حقبة إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش (الابن)، بقيت حبراً على ورق في أغلب بنودها، بل جزءاً أساسياً مما تعرض له العراق لاحقاً من استباحة لأراضيه من قبل (داعش). وبالتالي، فإننا مقبلون الآن على حوار جديد، الغرض منه هو تعديل اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين لمعالجة نقاط الخلل التي أدت إلى عدم تنفيذ البنود في السابق، ووضع خطط ورؤى تنظم العلاقة بين البلدين بشكل أفضل لتعزيز الشراكة».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.