عشاق الفروسية يودّعون الحصان «أروغيت» أسطورة ميادين السباق

بعد مسيرة تاريخية وجوائز بلغت 18 مليون دولار

{أروغيت} سجل انتصارات لافتة في ميادين الخيول العالمية (الشرق الأوسط)
{أروغيت} سجل انتصارات لافتة في ميادين الخيول العالمية (الشرق الأوسط)
TT

عشاق الفروسية يودّعون الحصان «أروغيت» أسطورة ميادين السباق

{أروغيت} سجل انتصارات لافتة في ميادين الخيول العالمية (الشرق الأوسط)
{أروغيت} سجل انتصارات لافتة في ميادين الخيول العالمية (الشرق الأوسط)

بعد مسيرة تاريخية وسجل حافل بالإنجازات المدوية وجوائز بلغت 18 مليون دولار، ودّع عشاق الفروسية في السعودية والخليج، أسطورة ميادين السباق الحصان «أروغيت» بعد تعرضه لإصابة بالغة في الرقبة اضطرت الأطباء لإنهاء حياته بإبرة الموت الرحيم.
ووُلد أروغيت عام 2013 في أحد مزارع الخيول الأميركية، قبل أن يتم عرضه في أحد المزادات للخيول قبل أن يتجاوز عامه الأول، ووقع عليه الاختيار من كاشفة مزرعة «فودمونت» للأمير خالد بن عبد الله وتم شراؤه في المزاد بمبلغ 560 ألف دولار، حيث كان للكشافين عين ثاقبة في هذا الفرس الذي سيكون حديث العالم، وتم تدريبه حتى بلغ ثلاث سنوات شهدت انطلاقته في سباقات الخيول.
ورحل أروغيت الذي يعد أيقونة الفرح السعودي بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والبطولات العالمية، تاركاً خلفه أرقاماً من الصعوبة الوصول إليها أو كسرها، حيث تفوق على نفسه وعلى الظروف المحيطة به منذ ولادته وشق طريقه نحو أمجاد البطولات حتى تربع على الصدارة وبات أسطورة من أساطير سباق الخيول على مر التاريخ، على الرغم من قصر مسيرته في ميادين سباق الخيول التي لم تتجاوز السنوات الأربع إلا أنه اختصر كل المسافات وتحدى الظروف والمنافسين في أعتى السباقات العالمية، وأزاح كل المرشحين.
وكانت بداية أروغيت في منتصف عام 2016 حينما أطاح بالفرس كاليفورنيا كروم وجذب إليه أنظار العالم عندما دفع به مدربه في شوط ترافيرز ستيكس على ميدان سراتوغا الذي يعد من أهم السباقات في أميركا، ويحظى بأعلى تصنيف في سباقات الخيول، حينها كان كاليفورنيا كروم أبرز المرشحين للفوز بالسباق بأريحية ولم يجد المنافس الشرس، ومع الاقتراب من المنعطف الأخير ظهر أروغيت وطوى الأرض من تحته وكسر هيمنة كاليفورنيا كروم، وأعلن عن ميلاد فرس جديد للرهان عليه في أغلى المسابقات، حتى فرض أروغيت الهيمنة على جميع السباقات في الميادين الأميركية.
وفي عام 2017 انتظر عشاق ومحبو الفروسية وسباقات الخيول ماذا سيفعل في كأس دبي العالمي، بعدما أزاح الأسطورة كاليفورنيا كروم من عرش الصدارة وسحب البساط من تحته وأحدث تغييراً جذرياً في قوى السباقات العالمية للخيول، وبات المادة الأولى في العناوين العالمية، ويبقى السؤال الدائر في أجواء البطولة: كيف سيواجه أروغيت تحدياً مختلفاً عن سابقة، إذ سينافس أفضل الخيول من جميع القارات على مستوى العالم في أجواء مختلفة تماماً عن الأجواء في أميركا الشمالية؟
ويدرك المنافسون قوة أروغيت الذي استحوذ على نصيب الأسد من الإعلام قبل البطولة وفي أثناء التدريبات التي سبقت انطلاقة السباق، فعدسات المصورين لم تفارقه، وأسئلة الصحافيين ومراسلي القنوات تطارد مدربه، بعد المستويات الرائعة التي قدمها في الميادين الأميركية، وإزاحته للأسطورة كاليفورنيا كروم، حيث كان محط الأنظار للجميع سواءً من المنافسين أو المحبين، بيد أن بداية سباق كأس دبي العالمية لم تكن البداية المثالية لأروغيت بعدما اصطدم بحصان آخر في بداية السابق، وتعرض لعرقلة مسيرته، وهذا وراد في سباقات الخيول بين المتنافسين. إلا أن هذا لم يثنه عن مواصلة التقدم للبحث عن مسار آمن بعيداً عن الاحتكاك، غير أن أحد المنافسين حاول بشكل ملحوظ عرقلته وتعرض لاصطدام آخر كاد يغادر معه السباق، بسبب المجهود الجبار الذي بذله لتخطي العقبة الأولى التي واجهته، وقوة الاصطدام الثاني في منتصف السباق، لكن كبرياء الفرس الذي يمثل المملكة العربية السعودية في هذا المحفل العالمي، جعله يتحمل جميع المصاعب ويتخطى الظروف المحيطة، وواصل السباق بكل شموخ، وفي اللحظات الأخيرة والحاسمة ظهر أروغيت وتقدم من آخر نقطة في السباق حتى حقق المركز الأول وتُوج بكأس دبي العالمية، رغم الظروف الصعبة التي واجهها في السابق.
وحقق أروغيت في مسيرته الرياضية أغلى العوائد المالية على مستوى العالم، ويعد أغنى حصان سباق على المستوى العالمي، وهذه الأرقام المالية الضخمة لم يسبق لأي فرس أن حققها، كما كسر الرقم القياسي الذي بقي صامداً 155 عاماً في سباق تريفرز كب على مسافة ميل وربع الميل، وحقق الفرس الأسطورة أفضل توقيت عالمي في سباق كأس البيغاسوس 1:46:82.
رحيل أروغيت مؤخراً أحزن محبي الخيول على مستوى العالم، خصوصاً الشعب السعودي الذي تعلق به، وبات أيقونة فرح بعد فوزه بكأس دبي العالمية، واللحظات المثيرة التي كان عليها السباق، قبل فوزه باللقب السعودي الأول على مستوى سباق الخيول.
الكثير من السعوديين نعوا نفوق أروغيت بعد مسيرته الحافلة بالإنجازات سواء باسترجاع اللقطات الرائعة له، أو كتابة أبيات شعرية حزينة بسبب رحيله، واكتفى الأمير خالد بن عبد الله، مالك أروغيت، بنعيه بعبارة «وداعاً أروغيت» وأرفق صورته عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».


مقالات ذات صلة

افتتاح «باريس 2024»: البعثة السعودية تلفت الأنظار بالشماغ والبشت والدراعة

رياضة سعودية البعثة السعودية تلوح بالأعلام الخضراء خلال مسيرة الدول المشاركة (الأولمبية السعودية)

افتتاح «باريس 2024»: البعثة السعودية تلفت الأنظار بالشماغ والبشت والدراعة

حضر الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، ونائبه الأمير فهد بن جلوي بن عبد العزيز، حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية

«الشرق الأوسط» (باريس )
رياضة سعودية يهدف الاتحاد السعودي بدعمه إلى رفع مستوى المسابقات النسائية (الاتحاد السعودي)

الاتحاد السعودي يعزز دعم دوري السيدات بـ60 مليون ريال

أطلق الاتحاد السعودي لكرة القدم، اليوم (الجمعة)، النسخة الثانية من برنامج دعم وتطوير الفرق النسائية المشارِكة في الدوري الممتاز ودوري الدرجتين الأولى والثانية.

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة سعودية فرحة لاعبو «فالكونز» بعد الفوز بإحدى الجولات خلال المواجهة (الشرق الأوسط)

كأس العالم للرياضات الإلكترونية: «فالكونز» يحسم الكلاسيكو السعودي بهزيمة «تويستد»

تغلب فريق «فالكونز» السعودي على فريق «تويستد مايندز» بنتيجة 3-1 في المواجهة السعودية الخالصة التي أقيمت ضمن منافسات مرحلة المجموعات ببطولة «أوفر واتش تو».

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة سعودية مريم التميمي (الشرق الأوسط)

السعودية مريم التميمي تقترب من سيدات العُلا

يبدو أن نجمة المنتخب السعودي مريم التميمي تتأهب للانتقال إلى محطة ثالثة في مسيرتها الكروية، بعد إعلان نادي الاتحاد، عبر بيان رسمي، بيع الفترة المتبقية من عقدها.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية آلاء أيمن لاعبة «فالكونز فيغا مينا» (الشرق الأوسط)

«فالكونز فيغا» أول فريق عربي للسيدات في كأس العالم للرياضات الإلكترونية

أصبح «فالكونز فيغا مينا» أول فريق عربي للسيدات يشارك ضمن منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية، أكبر حدث في تاريخ قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية.

لولوة العنقري (الرياض)

المواجهات الخمس الأبرز بين إنجلترا وهولندا منذ 1988

فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
TT

المواجهات الخمس الأبرز بين إنجلترا وهولندا منذ 1988

فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)

عندما يتنافس منتخبا إنجلترا وهولندا، اليوم، في نصف نهائي كأس أوروبا 2024 المقامة حالياً في ألمانيا، سيستعيد الفريقان ذكريات المواجهات السابقة بينهما، التي على الرغم من قلتها فإنها تركت بصمة على البطولة القارية.

في نسخة كأس أوروبا 1988، البطولة الكبرى الوحيدة التي أحرزها المنتخب الهولندي عندما تألق ماركو فان باستن، وسجّل الهدف التاريخي في النهائي ضد الاتحاد السوفياتي، شهدت هذه البطولة القارية أيضاً نقطة سوداء في سجل المنتخب الإنجليزي حين خسر مبارياته الثلاث، وذلك حدث له للمرّة الأولى في تاريخه. وكان من بين تلك الهزائم السقوط المدوي أمام هولندا 1 - 3 بفضل «هاتريك» لفان باستن.

وفي مونديال 1990 في إيطاليا أوقعت القرعة المنتخبين مجدداً في مجموعة واحدة. وُجد عديد من لاعبي المنتخبين الذين شاركوا في المواجهة القارية عام 1988 على أرضية الملعب في كالياري، بينهما مدرب هولندا الحالي رونالد كومان. دخل المنتخبان المباراة في الجولة الثانية على وقع تعادلهما في الأولى، إنجلترا مع جارتها جمهورية آيرلندا، وهولندا مع مصر. ونجح دفاع إنجلترا في مراقبة فان باستن جيداً، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي قبل أن تحسم إنجلترا صدارة المجموعة في الجولة الثالثة وتكتفي هولندا بالمركز الثالث لتلتقي ألمانيا الغربية في ثُمن النهائي وتخرج على يدها.

وبعد أن غابت إنجلترا عن كأس العالم في بطولتي 1974 و1978، كانت هولندا أيضاً سبباً في عدم تأهل «الأسود الثلاثة» إلى مونديال الولايات المتحدة عام 1994.

خاضت إنجلترا بقيادة المدرب غراهام تايلور تصفيات سيئة، حيث حصدت نقطة واحدة من مواجهتين ضد النرويج المغمورة ذهاباً وإياباً. وفي المواجهتين الحاسمتين ضد هولندا، أهدر المنتخب الإنجليزي تقدّمه 2 - 0 على ملعب «ويمبلي» قبل أن يتوجّه إلى روتردام لخوض مباراة الإياب في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات ليخسر 0 - 2 لتنتزع هولندا بطاقة التأهل على حساب إنجلترا. واستقال تايلور من منصبه، في حين بلغت هولندا رُبع نهائي المونديال وخرجت على يد البرازيل.

وفي كأس أوروبا التي استضافتها إنجلترا عام 1996 التقى المنتخبان مجدداً، وحصد كل منهما 4 نقاط من أول مباراتين بدور المجموعات قبل لقائهما في الجولة الثالثة على ملعب «ويمبلي»، الذي ثأرت فيه إنجلترا وخرجت بفوز كبير 4 - 1. وكان ضمن تشكيلة إنجلترا مدرّبها الحالي غاريث ساوثغيت. وتصدّرت إنجلترا المجموعة وحلت هولندا ثانية على حساب أسكوتلندا، وانتزعت بطاقة التأهل إلى الدور التالي. خسرت هولندا أمام فرنسا بركلات الترجيح في رُبع النهائي، في حين ودّعت إنجلترا بخسارتها أمام ألمانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي، حيث أضاع ساوثغيت الركلة الحاسمة.

وفي المباراة الرسمية الوحيدة بين المنتخبين منذ عام 1996، في نصف نهائي النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية عام 2019 بالبرتغال. كان ساوثغيت مدرّباً للمنتخب الإنجليزي، في حين كان كومان في فترته الأولى مع المنتخب الهولندي (تركه لتدريب برشلونة ثم عاد إليه).

تقدّمت إنجلترا بواسطة ركلة جزاء لماركوس راشفورد، لكن ماتيس دي ليخت عادل لهولندا ليفرض وقتاً إضافياً. تسبّب مدافع إنجلترا كايل ووكر بهدف عكسي قبل أن يمنح كوينسي بروميس الهدف الثالث لهولندا التي خرجت فائزة، قبل أن تخسر أمام البرتغال في المباراة النهائية.