متظاهرون يحيون ذكرى «تيانانمين» متحدّين سلطات هونغ كونغ

برلمانها يتبنى تشريعاً يمنع إهانة النشيد الوطني

محتجون يحيون في هونغ كونغ الذكرى 31 للانتفاضة الطلابية في بكين (رويترز)
محتجون يحيون في هونغ كونغ الذكرى 31 للانتفاضة الطلابية في بكين (رويترز)
TT

متظاهرون يحيون ذكرى «تيانانمين» متحدّين سلطات هونغ كونغ

محتجون يحيون في هونغ كونغ الذكرى 31 للانتفاضة الطلابية في بكين (رويترز)
محتجون يحيون في هونغ كونغ الذكرى 31 للانتفاضة الطلابية في بكين (رويترز)

تزامنت جلسة لبرلمان هونغ أمس الخميس، للتصويت على قانون تدعمه بكين يمنع إهانة النشيد الوطني الصيني، مع إحياء الذكرى 31 للانتفاضة الطلابية في ميدان تيانانمين في العاصمة الصينية الذي شهد وقوع ما يتراوح بين مئات وأكثر من ألف قتيل، وأنهى سبعة أسابيع من مظاهرات طلابية كانت تندد بالفساد وتطالب بالديمقراطية. وصباح الخميس في بكين منعت الشرطة مصور وكالة فرنس برس من الدخول إلى الساحة لمتابعة المراسم التقليدية لرفع الأعلام وأمرته بمحو بعض الصور.
وتحدى متظاهرون قرار سلطات هونغ كونغ منع التجمع السنوي في الذكرى السنوية للثورة الطلابية، ودخلوا متنزها متجاوزين الحواجز التي وضعت حوله.
وكتبت رئيسة تايوان تساي إينغ وين في تغريدة «في أنحاء العالم، هناك 365 يوما في السنة. لكن في الصين، أحد هذه الأيام يتم نسيانه عمدا في كل سنة».
كما دعا رئيس وزراء تايوان، سو تسينغ - شانغ، أمس الخميس إلى إحياء الذكرى، ودعا سو في منشور بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى «الحفاظ على الديمقراطية وعدم نسيان أحداث الرابع من يونيو (حزيران) 1989». وأفاد مراسلو وكالة فرنس برس بأن محتجين دخلوا فيكتوريا بارك بعد إزالة الحواجز حوله وبدأوا يحتشدون في ملاعب كرة القدم بداخله مرددين شعارات وحاملين الشموع.
وصوّت برلمان هونغ كونغ الخميس لصالح قانون تدعمه بكين يمنع إهانة النشيد الوطني الصيني، في خطوة يشير معارضوها إلى أنها ستزيد قمع المعارضين في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. وأيّد 41 نائبا القانون فيما عارضه نائب واحد. لكن الكتلة المدافعة عن الديمقراطية في البرلمان رفضت التصويت وهتفت بشعارات منددة به. وفي هذا الإطار فإن هونغ كونغ هي المكان الوحيد في الصين الذي يتم فيه إحياء هذه الذكرى سنويا، في دليل على الحريات الفريدة التي تتمتع بها هذه المدينة التي تتمتع بحكم ذاتي وعادت إلى الصين في 1997، لكن للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، لم تسمح الشرطة هذه السنة بتنظيم الوقفة السنوية. في المقابل، دعا المنظمون السكان إلى إضاءة الشموع في المكان الذي يوجدون فيه.
وقال شيو يان - لوي النائب عن منطقة وعضو جمعية «تحالف هونغ كونغ» المنظمة التقليدية للوقفة السنوية لوكالة فرنس برس: «ستوزع شموع بيضاء في حوالي مائة إلى مائتي نقطة في هونغ كونغ». كما نظمت وقفات في هذه الذكرى في تايوان ولدى الشتات الصيني في عدة دول غربية.
وتجتذب عادة هذه المناسبة حشودا كبرى في هونغ كونغ لا سيما في السنوات التي تزايد فيها القلق حيال موقف بكين تجاه المدينة. والسنة الماضية جرت الذكرى الثلاثون أيضا في جو سياسي متوتر فيما كانت السلطة التنفيذية في هونغ كونغ الموالية لبكين تحاول فرض السماح بتسليم مطلوبين إلى الصين القارية. وبعد أسبوع بدأت سبعة أشهر من التظاهرات شبه اليومية في هذا المركز المالي. ردا على هذه الحركة، أعلنت بكين في نهاية مايو (أيار) عزمها أن تفرض على هونغ كونغ قانونا حول الأمن الوطني ينص على معاقبة الأنشطة الانفصالية و«الإرهابية» والتخريب والتدخل الأجنبي على أراضيها.
وتشيد الولايات المتحدة كما في كل سنة بذكرى الضحايا. والتقى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء في واشنطن أربع شخصيات من هذه الحركة أحدهم كان أبرز قادة الحركة الطلابية آنذاك وانغ دان.
في هذه المناسبة أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجيان أن «الإنجازات الكبرى للصين الجديدة في السنوات السبعين الماضية أظهرت بالكامل أن طريق التطور الذي اختارته الصين صائب تماما».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».