تقول مسؤولة في منظمة الصحة العالمية إن 6 لقاحات لعلاج كورونا «كوفيد - 19» في مرحلة التقييم السريري، على أمل أن يلحق بها لقاح سابع قريبا من أصل أكثر من 120 لقاحا قيد التطوير في جميع أنحاء العالم. وقالت الدكتورة رنا حجه، مدير إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية في حوار مع «الشرق الأوسط» إن العديد من الدول تستخدم أدوية مختلفة، ليس كعلاج شافٍ لمرض «كوفيد - 19» بل لكونها تخفف أعراض المرض.
وأشارت حجه إلى أن المنظمة لم تعتمد أدوية أو لقاحات إلى حين انتهاء التجارب السريرية التي تجرى لاختبار فعاليتها، في ضوء تجارب التضامن التي أنشأتها المنظمة بالتعاون مع الشركاء المعنيين لتسريع وتيرة اختبار العلاجات المتاحة والوصول إلى علاج فعال. وزادت: «تحجب المجموعة التنفيذية رأيها النهائي حتى تتوفر المراجعة الشاملة للأدلة للنظر فيها. والهدف هو إجراء هذه المراجعة بحلول منتصف شهر يونيو (حزيران) الجاري».
- 6 لقاحات ضمن تجارب سريرية
قالت مديرة إدارة البرامج إن الجهود البحثية العلمية مستمرة للوصول للقاح كوفيد - 19. وحتى الآن، تم اقتراح أكثر من 120 لقاحا في جميع أنحاء العالم. ويوجد حاليا 6 لقاحات قيد التقييم السريري، مع وجود لقاح آخر على وشك اللحاق بها، وهناك حوالي 70 لقاحا في مرحلة التقييم قبل السريري. وأشارت أن المنظمة تعمل على تعزيز الحوار المفتوح والمنتظم بين الباحثين ومطوري اللقاحات لتسريع تبادل النتائج العلمية ومناقشة المخاوف واقتراح طرق سريعة وقوية لتقييم اللقاحات. وسيستغرق الوصول إلى اللقاح في صورته النهائية حوالي عام أو أكثر قليلاً، على حد قولها.
- 7 مراحل للاستجابة الطارئة
أوضحت الدكتورة رنا حجه أن المنظمة عملت منذ اللحظات الأولى لظهور فيروس كورونا المستجد في الصين، واتخذت وضعية أعلى درجات الاستجابة. وأضافت: «خلال أيام قليلة من ظهور الفيروس وقبل انتشاره خارج الصين، أعلنته (المنظمة) طارئة للصحة العامة تثير قلقا دوليا. وفور أن توافرت البيانات العلمية، أعلنت أن الفيروس ومرض كوفيد - 19 الناجم عنه جائحة عالمية». وتابعت حجه: «على مدى مراحل استجابتنا عملنا على 7 محاور، أولا العمل على تنسيق الاستجابة العالمية، من خلال المكاتب القطرية والإقليمية والمقر الرئيسي للمنظمة. ثانيا، الوصول لفهم أفضل للمرض عبر التحليل المستمر».
وقالت إن المنظمة طورت بروتوكولات بحث يتم استخدامها في حوالي 60 دولة، بطريقة منسقة. وتضيف في استمرار حديثها عن المحاور: «ثالثا، تقديم المشورة المحدثة إلى البلدان بشأن الاستعدادات الحرجة وإجراءات الاستجابة والمراقبة والتقصي». وتشير أن المحور الرابع يتضمن إطلاق منصة شركاء كوفيد - 19 لتمكين البلدان وأصحاب المصلحة الرئيسيين المشاركين في الاستجابة من تبادل المعلومات حول الأنشطة المخطط لها وتنفيذ خطط التأهب والاستجابة القطرية وتزويدها بالموارد.
أما في المحور الخامس، «عملنا على إشراك أكثر من 100 من فرق الطوارئ الطبية ونقاط الاتصال في جميع أنحاء العالم بشكل مستمر في مراقبة وتوجيه وتسهيل عمليات استجابة». وانصبّ المحور السادس على إيفاد أكثر من 70 خبيرا من المؤسسات الشريكة والشبكات التقنية لدعم البلدان عبر شبكة الإنذار والاستجابة العالمية. وتقول المسؤولة من منظمة الصحة إنهم ركزوا في المحور السابع على دعم البلدان في تطوير ممارسات إدارة مخاطر الكوارث من خلال ندوات منتظمة عبر الإنترنت حول استخدام استراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث.
- الإصابات في دول الشرق الأوسط
تقول مديرة البرامج في المنظمة إن أعداد الحالات المسجلة عالميا حتى الآن تجاوزت 6 ملايين حالة مؤكدة، وحوالي 375 ألف حالة وفاة. «وفي إقليم شرق المتوسط، بلغ إجمالي الحالات المؤكدة أكثر من 520 ألف حالة، وإجمالي الوفيات حوالي 13 ألف حالة». وعن تحديات المنظمة في المنطقة وإقليم الشرق الأوسط، ترى أن «4 تحديات ماثلة أمامنا تشتمل الصراعات والكوارث المختلفة التي أدت إلى ضعف النظم الصحية، والتمويل الذي يؤثر على قدرة المنظمات الأممية والدولية على مواصلة جهودها وأنشطتها وبرامجها، والضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها البلدان وتدفع الحكومات إلى التعجل في قرارات تخفيف الإجراءات الاحترازية». وتواصل أن بين أبرز التحديات كذلك «كم المعلومات المغلوطة وانتشار الشائعات وانسياق بعض الفئات وراءها مما يثير موجات من الفزع والرعب».
- المنظمة وإعلان وقف مقاطعة ترمب
ومع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاطعة منظمة الصحة العالمية، تقول الدكتورة رنا حجه إن العالم استفاد لفترات طويلة من المشاركة القوية والتعاونية مع حكومة وشعب الولايات المتحدة. «ولقد قدمت حكومة الولايات المتحدة وشعبها مساهمات سخية وهائلة لدعم الصحة العالمية على مدى عقود عديدة، وصنعت هذه المساهمات فرقا كبيرا في جودة الصحة العامة في جميع أنحاء العالم. وتأمل منظمة الصحة العالمية في استمرار هذا التعاون».