وزير الدفاع السوداني الجديد يؤدي القسم ويتعهد دعم المرحلة الانتقالية

وزير الدفاع السوداني الجديد يؤدي اليمين الدستورية أمام البرهان وحمدوك في الخرطوم أمس (أ.ب)
وزير الدفاع السوداني الجديد يؤدي اليمين الدستورية أمام البرهان وحمدوك في الخرطوم أمس (أ.ب)
TT

وزير الدفاع السوداني الجديد يؤدي القسم ويتعهد دعم المرحلة الانتقالية

وزير الدفاع السوداني الجديد يؤدي اليمين الدستورية أمام البرهان وحمدوك في الخرطوم أمس (أ.ب)
وزير الدفاع السوداني الجديد يؤدي اليمين الدستورية أمام البرهان وحمدوك في الخرطوم أمس (أ.ب)

تعهد وزير الدفاع السوداني الجديد اللواء الركن ياسين إبراهيم ياسين دعم الحكومة والفترة الانتقالية. وشدد بعد تأديته القسم، أمس، على أنه سيكون «سنداً لمجلس الوزراء، من أجل تحقيق أهداف الوثيقة الدستورية والوصول بالفترة الانتقالية إلى غاياتها ومقاصدها»، في وقت ينتظره العديد من الملفات الأمنية المعقدة.
وأدى إبراهيم اليمين الدستورية أمام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيسة القضاء نعمات عبد الله. وظل المنصب شاغراً منذ وفاة وزير الدفاع السابق جمال عمر بذبحة صدرية في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في مارس (آذار) الماضي، خلال ترؤسه مفاوضات الترتيبات الأمنية مع الحركات المسلحة.
وكان المكون العسكري في مجلس السيادة قد دفع إلى مجلس الوزراء بثلاثة مرشحين للمنصب للاختيار بينهم، وفقاً للوثيقة الدستورية التي منحت العسكريين حق ترشيح وزيري الدفاع والداخلية في الحكومة الانتقالية. وذكر مكتب رئيس الوزراء، الأسبوع الماضي، أنه بعد مشاورات مع العسكريين في مجلس السيادة، وقع الاختيار على اللواء ابراهيم الذي «يعدّ من أكفأ الضباط بالقوات المسلحة السودانية، وله سيرة حسنة وسط رفاقه، وتاريخ عسكري ناصع».
وقال وزير الدفاع، في تصريح صحافي عقب أدائه القسم، إنه سيعمل «بكل جدّ وهمّة وإخلاص، مستلهماً تضحيات الشهداء والشعب السوداني، لأجل تحقيق أهداف الثورة، للوصول بالفترة الانتقالية إلى غاياتها ومقاصدها».
ويقول الفريق الركن عثمان بلية، رئيس هيئة الأركان الأسبق للقوات المسلحة السودانية، إن «هناك كثيراً من المسائل الأمنية التي ينتظر أن يباشرها وزير الدفاع الجديد، أبرزها ملف الترتيبات الأمنية في مفاوضات السلام الجارية بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة».
وأضاف بلية أن «هذا الملف يتم التشاور فيه من خلال الاستراتيجية التي تضعها أجهزة السلطة الانتقالية ممثلة بمجلسي السيادة والوزراء، وتناقش العديد من المحاور المهمة المتعلقة بعمليات الدمج والتسريح لقوات الحركات المسلحة في جيش واحد». ويشير إلى أن «من الأعباء الكبيرة التي تقع على عاتق وزير الدفاع الجديد إدارة ملف الترتيبات الأمنية في عملية السلام، والذي قطع شوطاً كبيراً خلال فترة قيادة وزير الدفاع السابق».
ويقول اللواء المتقاعد المعز العتباني إن وزير الدفاع الجديد كان ضمن هيئة الضباط المتقاعدين الذين قادوا مبادرة للوساطة لحل الخلافات بين المجلس العسكري (المنحل) وقوى «إعلان الحرية والتغيير»، بعد سقوط نظام البشير في أبريل (نيسان) من العام الماضي. وأوضح أنه «عُرف بأنه ضابط أكاديمي متميز ورجل ميدان من الدرجة الأولى، شارك في كثير من العمليات العسكرية، وشغل منصب قائد كلية الأركان».
وأشار العتباني إلى أن إبراهيم «تعرض لظلم كبير وتمت إحالته للتقاعد برتبة لواء، من دون ترقية ومن دون أسباب، وكان حينها مديراً عاماً للأكاديمية العسكرية في 2013». وتوقع أن يكون لوزير الدفاع «دور كبير في قيادة ملف الترتيبات الأمنية في مفاوضات السلام، بجانب مساهمته في إعادة هيكلة القوات النظامية التي نصّت عليها الوثيقة الدستورية الموقّعة بين المدنيين والعسكريين».
وأجرى مجلس السيادة الانتقالي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هيكلة في الجيش؛ إذ ألغى نظام رئاسة الأركان المشتركة وعاد إلى النظام القديم لهيئة الأركان. وتعهد وزير الدفاع العمل على تحقيق السلام الشامل في البلاد، من أجل إنجاح الفترة الانتقالية، مؤكداً التزامه مواصلة العمل على استكمال بند الترتيبات الأمنية مع الحركات المسلحة في الوقت المحدد له.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.