وزير الصحة اللبناني: نسير في الطريق الصحيح

حملات المسح الميداني في لبنان لاحتواء انتشار الوباء مستمرة (إ.ب.أ)
حملات المسح الميداني في لبنان لاحتواء انتشار الوباء مستمرة (إ.ب.أ)
TT

وزير الصحة اللبناني: نسير في الطريق الصحيح

حملات المسح الميداني في لبنان لاحتواء انتشار الوباء مستمرة (إ.ب.أ)
حملات المسح الميداني في لبنان لاحتواء انتشار الوباء مستمرة (إ.ب.أ)

ارتفع عدد المصابين بفيروس «كورونا» المستجد في لبنان إلى 1233 إصابة، في وقت أكد فيه وزير الصحة حمد حسن أن لبنان يسير في الطريق الصحيح لمواجهة الوباء.
وأعلنت وزارة الصحة العامة، أمس، عن تسجيل 13 حالة كورونا جديدة، من أصل 602 فحص أجريت في الـ 24 ساعة الماضية، وتوزعوا بين 6 من الوافدين من الخارج، و7 من المقيمين، ما رفع العدد التراكمي إلى 1233 إصابة، بينهم 244 حالة في بيروت. ودعا حسن إلى «تضافر الجهود، خصوصاً في المرحلة المقبلة، لمواجهة جائحة كورونا، حتى نبقى في المنطقة الآمنة»، مؤكدا أن لبنان يسير على الطريق الصحيح، وواصفا المرحلة التي تمر بها البلاد بـ«مرحلة المناعة المجتمعية التدريجية».
ما ترأس أمس وزير الصحة العامة اجتماعا لفريق عمل الوزارة، هدف لرفع حال الاستنفار في مواكبة الإجراءات المتخذة لتخفيف التعبئة العامة وفتح المزيد من القطاعات والمراكز التجارية. وتم التشديد على ضرورة التزام المواطنين بإرشادات الوقاية والتعقيم والتباعد الاجتماعي وعدم التمادي في التساهل أو الاستخفاف بهذه الإرشادات حرصا على عدم الوقوع في المحظور.
وتقرر في الاجتماع الاستمرار في حملات المسح الميداني للمناطق اللبنانية من خلال إجراء فحوصات PCR موجهة للمخالطين للمصابين وللمعرضين للإصابة بالفيروس، ما يتيح لوزارة الصحة المحافظة على صورة علمية وواضحة للواقع الوبائي والسرعة في السيطرة عليه في حال أظهرت النتائج الحاجة لذلك. كما ركز الاجتماع على التحضير لمرحلة فتح المطار وتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها مع عودة حركة الملاحة الجوية، وسط تأكيد الوزير حسن أنه سيطلب من وزير الداخلية والبلديات تجهيز مركز حجر صحي في كل محافظة استعدادا لأي تطورات طبية في المرحلة القريبة المقبلة أو عندما يحل موسم الإصابة بأمراض تنفسية في الخريف المقبل.
وتناول المجتمعون مسألة فتح الحضانات، وسط تكرار المناشدات لذلك. وتمت الموافقة على فتح الحضانات اعتبارا من الثامن من يونيو (حزيران) الجاري، إنما بنسبة 25 في المائة من قدرة الحضانات على الاستيعاب، بحيث يتم التخفيف من مخاطر نقل العدوى.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».