تنافس بين دمشق والأكراد على قمح شرق الفرات

TT

تنافس بين دمشق والأكراد على قمح شرق الفرات

رفعت الحكومة السورية سعر استلام القمح إلى حوالي الضعف، بعد أن رفعه «مجلس سوريا الديمقراطية»، ما اعتبر تنافساً بين الطرفين لاستقطاب المزارعين لبيع القمح، وسط ضغوطات اقتصادية وتعرض محاصيل لحرائق.
ووافق مجلس الوزراء السوري، خلال جلسته الأسبوعية، اليوم، على «رفع سعر استلام محصول القمح من الفلاحين للموسم الحالي من 225 ليرة سورية إلى 400 ليرة للكيلوغرام الواحد (حوالي 30 سنتاً أميركياً)، وذلك استمراراً لخطة الدولة بدعم القطاع الزراعي، واستجرار كامل محصول القمح في جميع المحافظات، وتم الطلب من الوزارات المعنية تقديم التسهيلات اللازمة لاستلام المحصول، وتكليف وزارة الداخلية تنظيم عمليات الاستلام بالتنسيق مع المحافظين».
ورفعت الحكومة السورية في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، سعر القمح من 185 ليرة إلى 225 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.
وقالت مصادر في محافظة الحسكة لوكالة الأنباء الألمانية، إن «رفع سعر القمح أزيد بحدود 85 ليرة عن السعر الذي أعلنته (قوات سوريا الديمقراطية) (قسد) سوف يجعل المراكز التابعة للحكومة السورية قبلة للفلاحين والمزارعين لتسويق محاصيلهم».
وتشكل محافظات دير الزور والرقة والحسكة وريف حلب، التي تعد أغلبها تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، إضافة إلى فصائل المعارضة الموالية لتركيا، مناطق إنتاج القمح في سوريا.
كان إنتاج سوريا من القمح قبل عام 2011 يتجاوز 4 ملايين طن، في حين بلغ إنتاج القمح في عام 2018 حوالي مليون طن، وهو الأسوأ منذ سنوات.
وشهدت محافظة الرقة، خلال اليومين الماضيين، اندلاع عدة حرائق في المحاصيل الزراعية، ما أدى إلى خسارة مساحات واسعة من المحاصيل المزروعة. وقال مراسل «فرات بوست» في الرقة، إن حريقاً كبيراً نشب في حقول مزروعة بمحصولي القمح والشعير، السبت، بالقرب من قرية الوديان غرب الرقة.
وأضاف المراسل، أن عشرات المدنيين هرعوا لإطفاء الحرائق مستخدمين الوسائل التقليدية البسيطة، حتى وصول فرق الإطفاء، التي ساهمت إلى حد ما في إخمادها. وأشار إلى أن ما يقارب 350 دونماً مزروعة بالقمح والشعير، احترقت بشكل كامل، قبل أن يتمكن الأهالي وفرق الإطفاء من إخماد الحريق.
في سياق متصل، اندلع حريق مماثل بالقرب من بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي، ما تسبب بإتلاف ما يقارب 200 دونم من الأراضي الزراعية في المنطقة.
الجدير بالذكر أن عمليات احتراق المحاصيل الزراعية في محافظة الرقة كثرت، خلال الأسبوعين الماضيين، دون تقديم السلطات المحلية أي معونات للفلاحين المتضررين.
وفي محافظة السويداء جنوب شرقي سوريا، وفي أول أيام عيد الفطر، وتحت شعار «بدنا نعيش»، تجمع العشرات من سكّان محافظة السويداء أمام مجلس مدينة السويداء وسط المدينة، احتجاجاً على نقص التعاطي مع الأوضاع الاقتصادية في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، والأزمة الاقتصادية الخانقة، وانهيار قيمة الليرة السورية، وارتفاع الأسعار، حتى الأساسية منها، وتنديداً بالتقصير في البحث عن مفتعلي الحرائق التي أتلفت أكثر 150 دونماً في مناطق متفرقة من المحافظة، وامتدت إلى محميّة «الضمنة»، ما أدّى إلى اشتعال مساحة 500 دونم من الأشجار.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.