تحركات الطيران الحربي التركي مستمرة باتجاه طرابلس ومصراتة

TT

تحركات الطيران الحربي التركي مستمرة باتجاه طرابلس ومصراتة

كشف موقع «اتيمال رادار» الإيطالي المتخصص في رصد ومتابعة تحركات الطيران العسكري تتبعه إرسال تركيا طائرات شحن عسكرية من طراز «لوكهيد سي 130 إي» إلى طرابلس ومصراتة في ليبيا.
وذكر الموقع أن طائرة من هذا الطراز تحمل الرقم السداسي (3188-63) تابعة لسلاح الجو التركي تحركت من إسطنبول وظهرت على مدار الطيران في طرابلس، كما تحركت طائرة أخرى تحمل الرقم السداسي (71-01468) من إسطنبول واتجهت جنوباً إلى مصراتة ليل الأحد - الاثنين.
وأضاف الموقع أن طائرة ثالثة من طراز «يوينغ إي 7 تي» تحمل الرقم السداسي (0001- 13) غادرت كونيا (وسط تركيا) صباح أمس (الاثنين)، وظهرت في مهمة مراقبة بين مالطا وليبيا، مشيراً إلى أنه سبق لها القيام بالمهمة ذاتها قبل يومين. وأشار إلى أنه تتبع ما لا يقل عن 11 رحلة طيران عسكري تركي بين إسطنبول ومصراتة خلال آخر تسعة أيام، رحلتان منها على الأقل وصلتا إلى مصراتة يوم الجمعة الماضي.
وكشف الموقع على مدار الأشهر الثلاثة الماضية تحركات مكثفة للطيران الحربي التركي وطائرات الشحن العسكرية المتجهة إلى ليبيا لنقل أسلحة أو عناصر من المرتزقة السوريين الذين ترسلهم تركيا للانضمام إلى قوات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج التي تقاتل ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في غرب ليبيا.
في السياق ذاته، قال المرصد السورى لحقوق الإنسان، أمس، إن الحكومة التركية أرسلت دفعة جديدة من المرتزقة السوريين قوامها 400 مقاتل ليبلغ إجمالي المرتزقة الذين نقلتهم تركيا إلى طرابلس 11600 مقاتل. وأضاف المرصد أن عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2500، تمهيداً لإرسالهم إلى ليبيا، فيما بلغ إجمالي القتلى في صفوف المرتزقة جراء العمليات العسكرية في ليبيا نحو 351 مرتزقاً.
في سياق متصل، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصالاً هاتفياً مع نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، أحمد معيتيق، لبحث التطورات في ليبيا. وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن الاتصال جرى مساء أول من أمس، دون إضافة مزيد من التفاصيل.
في الوقت ذاته، شدد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، على استمرار بلاده في دعم حكومة السراج، داعياً الأطراف الداعمة لحفتر إلى التوقف عن دعمه، والعمل من أجل تحقيق السلام. وقال كالين، في مقابلة تلفزيونية، إنه لا يمكن أن يتسم أي مشروع سواء في شرق المتوسط أو غربه بالديمومة والنجاح، بمعزل عن تركيا، مؤكداً أن تركيا ماضية في دعم الحكومة «الشرعية» من أجل خروج الشعب الليبي من هذه الأزمة بأسرع وقت، وإنهاء الاشتباكات.
وتطرق كالين إلى توجه تركيا للتنقيب عن النفط في المياه الليبية، قائلاً إن هذه الخطوة تأتي بموجب ترخيص من حكومة السراج «الشرعية»، وفق مبدأ رابح - رابح بين البلدين. واتهم كالين حفتر بسرقة نفط الشعب الليبي لتمويل حربه، عبر بيعه بشكل غير قانوني.
وقال كالين إن تركيا لا تقيم أي وزن للتهديدات الصادرة من حفتر ضدها ولا ترى صواباً في تقديم روسيا الدعم إليه عبر شركة «فاغنر» الأمنية، معتبراً أن هذه الخطوة تفتقر للشرعية، فضلاً عن أن حفتر هو الطرف الذي انتهك اتفاقات وقف إطلاق النار حتى اليوم.
ودعا المسؤول التركي الأطراف الداعمة لحفتر مثل روسيا وفرنسا، إلى قطع علاقاتها معه والتعاون من أجل إيجاد حل سياسي عبر العمل معاً مع بقية الأطراف، تحت رعاية الأمم المتحدة. ودعا مجلس نواب طبرق إلى إنهاء دعمه لحفتر، والعمل مع حكومة السراج، من أجل تحقيق السلام في البلاد.
وقال كالين إنه «حتى رئيس مجلس نواب طبرق شرق ليبيا، عقيلة صالح، بدأ مؤخراً بالابتعاد عن حفتر».
وعن الحديث حول قيام روسيا بطباعة عملات ليبية مزورة لصالح حفتر، قال كالين إن موسكو ربما تسعى لتأسيس نظام في ليبيا مشابه لما أقامته في سوريا، وقد تكون تسعى لإقامة جسر جوي بين سوريا وليبيا، معتبراً أن هذه الخطوات لا تصب في صالح روسيا على المديين المتوسط والبعيد. وأضاف: «إذا استمر غياب الاستقرار في ليبيا، وواصل حفتر ممارساته، لا يمكن لأحد أن يخرج رابحاً من هذا الوضع».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.