شريط يوثق إلقاء قنابل غاز داخل بيت فلسطيني وتمزيق إطارات سيارة

انتقام الجنود الإسرائيليين من كفر قدوم ومسيراتها السلمية

نجل مراد شتيوي يحمل القنبلتين اللتين ألقاهما الجنود الإسرائيليون على بيته (تصوير مراد شتيوي)
نجل مراد شتيوي يحمل القنبلتين اللتين ألقاهما الجنود الإسرائيليون على بيته (تصوير مراد شتيوي)
TT

شريط يوثق إلقاء قنابل غاز داخل بيت فلسطيني وتمزيق إطارات سيارة

نجل مراد شتيوي يحمل القنبلتين اللتين ألقاهما الجنود الإسرائيليون على بيته (تصوير مراد شتيوي)
نجل مراد شتيوي يحمل القنبلتين اللتين ألقاهما الجنود الإسرائيليون على بيته (تصوير مراد شتيوي)

نشرت منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية شريطا يوثق قيام جنود الاحتلال بتمزيق إطاري عجلتين في سيارة فلسطينية في بلدة كفر قدوم، وشريطا آخر يوثق إلقاء قنابل غاز على بيت منسق لجان المقاومة الشعبية في القرية، مراد شتيوي، حين كان أفراد عائلته موجودين فيه.
ويوثق الشريطان اعتداءات الجنود الانتقامية من هذه القرية، أمس الأحد، بعد يومين من المسيرة الأخيرة التي قمعتها قوات الاحتلال وأصيب خلالها 5 شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وأصيب العشرات بالاختناق.
https://www.youtube.com/watch?v=PUJ_1Qr1AO0&feature=emb_title
ويظهر في الشريط الأول جنود يتجولون بكامل عتادهم في شوارع القرية، ويتقدم أحدهم من سيارة خاصة بالمواطن أيمن شتيوي ويثقب بآلة حادة إطاري عجلتين فيها.
وفي الشريط الثاني يظهر خمسة جنود، قرب بيت مراد شتيوي، يطلقون قنبلتي غاز إلى داخل المنزل. وأكد شتيوي أن زوجته وأولاده الخمسة كانوا داخل البيت وقد أصيب عدد منهم بالاختناق واضطروا لتلقي العلاج الطبي.
وقال مراد شتيوي إن الاعتداء عليه وعلى بيته، ليس الأول، وأضاف «مع أن كل بيوت قريتنا تتعرض للقمع، أعتقد أن استهدافي لم يكن صدفة»، علما بأنه يشارك كل أسبوع في المسيرات ويصدر البيانات الصحافية حول ما يجري فيها. وتم اعتقاله عدة مرات بسبب نشاطه.
المعروف أن كفر قدوم قرية صغيرة يبلغ عدد سكانها 4400 نسمة، تتبع محافظة قلقيلية، وتقع على بعد 18 كم شرق مدينة قلقيلية باتجاه مدينة نابلس. وقالت منظمة «بتسيلم»، التي تقوم بتوزيع مئات الكاميرات على صبايا وشبان في البلدات الفلسطينية لتوثيق ممارسات الاحتلال، إن هذه البلدة تتعرض للاعتداءات بشكل خاص بسبب مثابرتها على النضال السلمي ضد الاحتلال. فالمسيرات الشعبية فيها، انطلقت منذ شهر يوليو (تموز) سنة 2011، وتستمر من دون توقف كل يوم جمعة. وتستقطب تأييدا ومشاركة فعلية من نشطاء أجانب ونشطاء يهود من أنصار السلام، الذين يثابرون هم أيضا على المسيرة وينقلون أخبارها إلى العالم.
وكان آخر الاعتداءات الكبرى على البلدة مطلع الشهر الماضي، في عز أزمة فيروس «كورونا»، عندما تعرضت لتخريب خزانات المياه على أسطح بيوتها. وفي حينه أعدت «بتسيلم» تقريرا أظهر جنود الاحتلال يتعمّدون إطلاق الرّصاص على خزّانات المياه في إطار العقوبات الجماعية والانتقامية. وجاء في التقرير: «لا غاية من تدمير خزّانات المياه سوى التجبّر بالسكّان ومعاقبتهم جماعيّاً، ولا حاجة بنا للقول إنّها ممارسات مخالفة للقانون. التدمير المتعمّد لخزّانات المياه بالذّات في هذه الأيّام حيث يتفشّى وباء (كورونا) وتزداد حاجة السكّان إلى التشدّد في النظافة وضمن ذلك تكرار غسل الأيدي لهُو تصرّف بالغ الخطورة. غير أنّ إطلاق الرّصاص على خزّانات المياه يستمرّ منذ عدّة أسابيع دون أيّ رادع، وهذا يدلّ على أنّ الظاهرة لا تشير إلى تراكُم نزوات فرديّة من بعض الجنود بل هي ممارسات تحظى بدعم القادة الميدانيّين، على الأقلّ، ممّا يؤكّد بالتالي استهتارهم بحياة أهالي القرية وممتلكاتهم».
ويذكر أن قرية كفر قدوم موجودة في منطقة Bالخاضعة إداريا للسلطة الفلسطينية وأمنيا للسلطة الإسرائيلية، حسب اتفاقات أوسلو. إلا أنّ الكثير من أراضيها تتبع منطقة C الخاضعة لسلطة الاحتلال بالكامل. وقد أقيم جزء من المستوطنات التي تحيط بالقرية على أراضٍ بملكية لسكان. في عام 2003 جرى توسيع مستوطنة «كدوميم» المجاورة، وأضيف إليها حيّ جديد. وفي أعقاب توسيع المستوطنة منع الجيش وصول السكان إلى الشارع الرئيسيّ الذي يربط بين القرية بمدينة نابلس، الذي يمرّ بين المستوطنة وبين الحيّ الجديد.
ويضطرّ السكان للسفر عبر شارع التفافيّ بحيث طالت مدة السفر إلى نابلس من قرابة ربع الساعة إلى قرابة أربعين دقيقة.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.