مطالب بتسريع «التحوّل الإلكتروني» في مؤسسات الحكومة المصرية

لضمان سرعة الإجراءات في ظل محاذير التباعد الاجتماعي

TT

مطالب بتسريع «التحوّل الإلكتروني» في مؤسسات الحكومة المصرية

دفع الاعتماد على «الإنترنت» خلال أزمة «كورونا المستجد» إلى تزايد المطالب في مصر بـ«تسريع التحول الإلكتروني» داخل المؤسسات الحكومية، في ظل محاذير السلطات بضرورة التباعد الاجتماعي للحد من انتشار الفيروس.
ودعا نواب في البرلمان وخبراء اتصالات إلى «ضرورة وضع خطة زمنية للربط الإلكتروني، والاعتماد على وسائل الاتصال الإلكترونية بشكل أساسي لضمان سرعة الإجراءات في تنفيذ الخدمات»، مؤكدين أن «التحول الرقمي للقطاعات والمؤسسات الحكومية، سوف يساهم في تقديم خدمات أفضل وأسرع، وبأقل تكلفة للمواطنين».
وسبق أن أعلن «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري» في سبتمبر (أيلول) الماضي عن «تخصيص 7.8 مليار جنيه في موازنة 2020 - 2019 لمشروع تحديث البنية المعلوماتية والمحتوى الرقمي للدولة».
وأكد النائب حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصري (البرلمان)، «ضرورة الاستفادة من تجربة أزمة (كورونا) في الاعتماد على الإدارة الإلكترونية بشكل رئيسي»، موضحاً أن «التحول الرقمي سوف يشمل إعادة توزيع الأدوار داخل المؤسسات، وذلك بالاعتماد على الرقمنة في تسهيل القيام بمهمات إدارية عدة». وسبق أن طالب الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، مطلع مايو (أيار) الحالي، وزيرة التخطيط، الدكتورة هالة السعيد، بـ«استغلال (أزمة كورونا) في دعم الربط الإلكتروني بين الوزارات ودعم بنية الإدارة الإلكترونية، خاصة أن لدى مصر بنية أساسية في المعلومات تسمح بتطبيق الإدارة الإلكترونية، والتخلص من الروتين الإداري»، لافتاً إلى أن «تفعيل الإدارة الإلكترونية من شأنه التيسير والقضاء على الروتين».
يشار إلى أن «لجنة الإدارة المحلية» بمجلس النواب أعدت مشروع قانون للإدارة المحلية، ينص في مسودة إحدى مواده على أن «تلتزم الحكومة بتقديم الخدمات بأنواعها بصورة (مميكنة) في جميع وحدات الإدارة المحلية، بما يسمح بالفصل بين مقدم الخدمة وطالبها، وذلك خلال ثلاثة أعوام من تاريخ العمل بهذا القانون، ويجوز إسناد تقديم هذه الخدمات إلى الجهات غير الحكومية».
وقال النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان، إن «مشروع القانون الذي أعدته اللجنة، والمنتظر عرضه والتصديق عليه بالجلسة العامة في البرلمان، راعى وجود نص تشريعي ملزم نحو إنجاز التطبيقات المميكنة الحديثة، التي لا تعتمد على ذهاب المواطن لقضاء طلبه، مما يساعد في إجراءات التباعد الاجتماعي، خاصة في ظل كورونا».
وأكد النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات والتكنولوجيا بمجلس النواب، أن «أزمة كورونا كانت اختباراً لتطبيق منظومة التحول الرقمي، وذلك من خلال عقد معظم اجتماعات العمل، سواء في الحكومة أو المحافظات عبر تقنية (الفيديو كونفرانس)، فضلاً عن العمل عن بُعد، والتعلم عن بُعد»، مشدداً في تصريحات سابقة على أن الدولة «كادت تنتهي من التوصيلات الخاصة بالألياف الضوئية، وهي التي ستساعد وتقوي خدمة (الإنترنت) وسرعته».
من جهته، قال وليد جاد، رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمصر، إن «التحول الرقمي سوف يساهم في تقديم خدمات أفضل وأقل تكلفة للمواطنين»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن الغرض من «التحول الرقمي تأمين حياة أفضل، وسوف يقضي على الشكل النمطي الذي اعتاد عليه المواطن، بضرورة ذهابه للوزارات والمؤسسات لقضاء مطالبه»، مؤكداً أن «وجود الحكومة الإلكترونية سوف يقضي أيضا على بعض السلوكيات الخاطئة مثل الإكراميات، والروتين، ومن خلال الشباك العام، يستطيع المواطن أن يدخل من جهاز الحاسب الآلي لطلب عمل أي خدمة»، مشيداً «بالدعم الرئاسي الكبير لملف التحول الرقمي في مصر».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».