الجيش التركي يعزز قواته في إدلب بعد مقتل أحد عناصره

الجيش التركي يعزز قواته في إدلب بعد مقتل أحد عناصره
TT

الجيش التركي يعزز قواته في إدلب بعد مقتل أحد عناصره

الجيش التركي يعزز قواته في إدلب بعد مقتل أحد عناصره

كثف الجيش التركي من تعزيزاته العسكرية واللوجيستية لنقاط مراقبته المنتشرة في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا.
ودخلت أرتال تضم أكثر من 100 شاحنة تحمل آليات ومدرعات ومواد لوجيستية وجنودا على مدى الليلة قبل الماضية وصباح أمس (الجمعة)، ذلك على خلفية استهداف رتل عسكري تركي بانفجار مجهول وقع بالقرب من طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) يوم الأربعاء الماضي ما أدى إلى مقتل جندي تركي وإصابة آخر.
وسبق أن أدخلت تركيا 50 شاحنة محملة بالآليات والجنود والمعدات اللوجيستية عبر رتلين عسكريين يومي الأربعاء والخميس عقب وقوع التفجير. وكشف مركز المصالحة الروسي في سوريا، أمس، عن مسلحي «الحزب الإسلامي التركستاني» المتشدد الحليف لـ«هيئة تحرير الشام» وراء التفجير الذي قال إنه استخدم فيه عبوة ناسفة استهدفت إحدى العربات في الرتل التركي، قرب مستودع ذخيرة تابع للحزب.
في الوقت ذاته، شهدت مدينة عفرين السورية الخاضعة لتركيا والفصائل الموالية لها اشتباكات عنيفة بين الفصائل وعناصر من مسلحي الغوطة من حركة أحرار الشام وجيش الإسلام، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وذكر المرصد أن فصائل الغوطة الشرقية بالتعاون مع مسلحين آخرين من الفرقة الأولى، حاصروا عددا من مقرات فرقة الحمزة واعتقلوا عناصر أحدها بعد اشتباكات أدت لمقتل ثلاثة منهم ما دفع الأخيرة إلى قطع جميع الطرق المؤدية إلى مدينة عفرين ومنع الخروج منها.
وأرجع المرصد الاشتباكات إلى اعتداء بعض عناصر فرقة الحمزة على محل تجاري لأحد نازحي الغوطة الشرقية ومحاولة سرقة محتوياته ومن ثم تفجيره، وقتل نتيجة العملية 3 مدنيين بينهم طفلان وأصيب 6 آخرون من نازحي الغوطة.
إلى ذلك، قتل أحد مسلحي «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، جراء إطلاق النار عليه من قبل مقاتل آخر من فصيل «الفرقة 20»، عقب خلاف بين الطرفين في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي في شرق الفرات.
وكان «المرصد السوري» وثق اشتباكات عنيفة في رأس العين بريف الحسكة الشمالي، بين عناصر من فصيل «صقور الشمال» من جهة، وعناصر من الفرقة 20 من جهة أخرى، دون معلومات حتى اللحظة عن أسباب الاشتباكات، وذلك ضمن الاقتتال المتواصل بين الفصائل الموالية لتركيا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.