أعلنت شبكة حقوقية سورية أن العمليات العسكرية من قوات النظام وروسيا في ريف إدلب، أصابت معرة النعمان بـ770 «نقطة دمار»، مشيرةً إلى تعرُّض إدلب وريفها خلال سنة إلى 882 اعتداءً عسكرياً.
وجاء في تقرير لـ«الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، أمس، أن «تدمير مدينتي معرة النعمان وسراقب وتشريد السكان نموذج واضح عن تكتيك النظام السوري الذي اتبعه ضمن الحملة العسكرية الأخيرة التي بدأت منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) حتى مارس (آذار) 2020»، مشيرة إلى أن «تدمير المدن وما حولها وتشريد أهلها والسطو على ممتلكاتهم، ثلاثية النظام السوري الخبيثة لمعاقبة المطالبين أو الحالمين بالتغيير السياسي».
واستعرض التقرير خلفية عن التدمير والتشريد القسري في إدلب وما حولها، وأشار إلى أن «النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني يتصدرون بقية أطراف النزاع بمسؤوليتهم عن عمليات التشريد القسري بفارق شاسع».
وعزا ذلك لأسباب عدة، «على رأسها استخدام سلاح الطيران، والقصف البربري العنيف وخوف السكان من عمليات انتقامية وحشية، أو من الاعتقال والتعذيب أو التجنيد اللاشرعي»، موضحاً أن الحملة العسكرية المركزة التي بدأت في 26 أبريل (نيسان) 2019 كانت قد تسببت في الأشهر الأولى منها في تشريد مناطق واسعة، قبل أن يكثف النظام السوري وحلفاؤه نهاية عام 2019 من هجماته العسكرية على محافظة إدلب وما حولها، مستهدفاً في هذه الحملة مدينة معرة النعمان وسراقب وما حولهما، وريف حلب الشمالي الغربي».
وأضاف التقرير أن المنطقة قد شهدت في ظلِّ تلك الحملة خمسة اتفاقات لوقف إطلاق النار كان أولها في 1 أغسطس (آب) 2019، وآخرها في 6 مارس «لكنها جميعاً عجزت عن تحقيق أي وقف فعلي للعمليات القتالية، بل على العكس من ذلك؛ إذ إنّ كل اتفاق أعقب بتصعيد عسكري أعنف من سابقه أدى إلى إحراز النظام السوري تقدماً على الأرض».
وسجل التقرير ما لا يقل عن 882 حادثة اعتداء على أيدي قوات الحلف الروسي السوري في إدلب وما حولها، منذ 26 أبريل 2019 حتى 29 مايو (أيار) 2020. من ضمنها:
220 من أماكن العبادة، 218 من المراكز التعليمية، 93 من المراكز الطبية، 86 من مراكز الدفاع المدني، 52 من الأسواق.
وقدَّم التقرير مدينة معرة النعمان كنموذج دراسة عن واقع التدمير الذي وقع على المدن في الحملة الأخيرة التي بدأت مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك نظراً لأنها المدينة الأكبر وذات الكثافة السكانية الأعلى بين المناطق التي سيطر عليها النظام السوري وحلفاؤه في حملتهم الأخيرة، التي امتدت حتى مارس الماضي.
واعتمد على صور ملتقطة بالأقمار الصناعية في 27 فبراير (شباط) الماضي، أي بعد أن سيطر النظام السوري وحلفاؤه على المدينة.
وذكر أنه تم تحديد نقاط الدمار في المدينة، التي بلغت قرابة 770 نقطة: 15 منها كانت لمبنى مدمّر بشكل كامل، و716 نقطة لمبنى متضرر بشكل متوسط، و36 نقطة لمبنى متضرر بشكل طفيف. وأشار التقرير إلى أنه تم حساب نسبة نقاط الدمار إلى مساحة المدينة المأهولة بالسكان التي قام فريق العمل بتحليلها، والتي تبلغ قرابة 8.5 كلم مربع (850 هكتاراً). وخلص إلى أنه في كل كلم مربع يوجد 90 نقطة تعرضت للدمار (9 نقاط في كل 10 هكتارات) أي أن ما لا يقل عن 2 في المائة من مساحة المدينة مدمر بشكل كامل، وقرابة 40 في المائة منها مدمر بشكل جزئي.
وقدم التقرير عملية تحليل للدمار الذي تعرضت له مدينة معرة النعمان بسبب عمليات القصف مستعيناً بصور أقمار صناعية ذات دقة عالية تصوِّر مساحة المدينة كاملة، كما استعرض عدة أدلة بصرية لمواقع اختارها كأمثلة توضِّح عينات من الدمار الكلي للمدينة، وقدَّم تحليلاً إضافياً للدمار الذي حلَّ في مدينة سراقب.
وأشار التقرير إلى أن النظام السوري وحليفه الروسي كانا يقومان بعمليات قصف مستمرة شبه يومية على مدينة معرة النعمان، لم تقتصر مطلقاً على الحملة الأخيرة التي بدأت مع نهاية عام 2019، إلاَّ أنَّها اشتدَّت وكانت أكثر تركيزاً في غضونها، وبحسب التقرير فإن عملية تدمير المدينة وتشريد أهلها ترجع إلى أبريل 2019.
وطبقاً للتقرير فإن تشريد أهالي مدينتي معرة النعمان وسراقب «مرتبط بشكل عضوي بعملية الدمار، لأن عمليات تدمير المدن والبلدات كانت هدفاً مقصوداً من أجل دفع الأهالي نحو الاستسلام والتشرد والذل»، واعتبر التقرير أن «المشردين عادة ما يكونون أكثر فئات المجتمع فقراً؛ نظراً لخسارة منازلهم ومحتوياتها».
770 نقطة دمار في معرة النعمان
تدمير المدن وتشريد السكان {تكتيك} اعتمده النظام السوري في حملته العسكرية الأخيرة
770 نقطة دمار في معرة النعمان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة