نيللي كريم: ضعف السيناريوهات وراء ابتعادي عن السينما في المواسم الأخيرة

قالت لـ «الشرق الأوسط»: «بـ100 وش» لم يكن مسلسلاً كوميدياً في الأساس

نيللي كريم في لقطة مع آسر ياسين في مسلسل «بـ100 وش»
نيللي كريم في لقطة مع آسر ياسين في مسلسل «بـ100 وش»
TT

نيللي كريم: ضعف السيناريوهات وراء ابتعادي عن السينما في المواسم الأخيرة

نيللي كريم في لقطة مع آسر ياسين في مسلسل «بـ100 وش»
نيللي كريم في لقطة مع آسر ياسين في مسلسل «بـ100 وش»

قالت الفنانة المصرية نيللي كريم إن ضعف السيناريوهات المعروضة عليها وراء ابتعادها عن السينما في الآونة الأخيرة، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن شخصية «سكر» في مسلسل «بـ100 وش» الذي تم عرضه خلال ماراثون موسم دراما رمضان 2020، أبعدتها عن الأدوار التراجيدية التي جسدتها خلال الأعوام الماضية والتي وصفها البعض بـ«الحزينة»، وأوضحت أن المسلسل لم يكن كوميديا في الأساس، لكن مواقفه خفيفة الظل، نقلته إلى التصنيف الكوميدي. وعبرت عن سعادتها بردود الفعل الإيجابية سواء من زملائها في الوسط الفني أو من خلال المشاهدين بشأن دورها بالعمل الرمضاني الأخير... وإلى نص الحوار:
> لماذا غيرت جلدك الفني هذا العام عبر شخصية «سكر» في مسلسل «بـ100وش»؟
- أقدم الأعمال التراجيدية منذ سنوات، على غرار «ذات» و«سجن النساء» و«سقوط حر» و«لأعلى سعر»، و«اختفاء»، وكلها أعمال درامية بها عمق وفكر مختلف، أما مسلسل «بـ100 وش»، فهو مشروع مؤجل من العام الماضي وكان اسمه في البداية «النصابين» ثم تحول إلى اسمه الحالي، وما شجعني على المشاركة هو حبي للتغيير وخصوصاً بعد أن أرهقتني الأعمال التراجيدية، وهو ما بدأته في مسلسل «بنشتري راجل»، ورغم أنني لا أرى أن «بـ100 وش» مسلسل كوميدي، فإن المواقف التي جاءت بالمشاهد كانت ذات طابع خفيف وكوميدية، وأعتقد أن العمل تحوّر وأصبح كوميديا مع مرور الحلقات من دون أي قصد.
> وهل معنى ذلك أن نيللي كريم باتت تشعر بالملل من تقديم الدراما العميقة؟
- ليس إحساسا بالملل... ولكن كل شخص يحتاج من وقت إلى آخر إلى التغيير، وهذا ما فعلته من خلال المسلسل هذا العام.
> كيف تقيمين ردود فعل الجمهور وزملائك على دورك بالمسلسل هذا العام؟
- هناك الكثير من ردود الفعل التي أسعدتني على المستوى الشخصي، إذ حدثني كثيرون من زملائي بالوسط الفني وأشادوا بالشخصية والمسلسل، كما علق آخرون أيضا بالكتابة أو في تصريحات صحافية، مشيدين بالعمل، حتى الفنانة المصرية شيريهان كتبت منشوراً على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أشادت خلاله بالعمل، وأنا كنت سعيدة جداً بكلامها لأني أحبها جداً، كما قرأت تصريحات أيضا للنجم عادل إمام عندما سألوه عني، أمير كرارة أيضا تواصل معي وأشاد بالدور، والحمد لله بشكل عام على المستوى الفني والنقاد ردود الفعل كانت جيدة جداً، وما أسعدني أكثر هو أن المسلسل تسبب في إدخال البهجة للبيوت المصرية، وأنا أعتقد أن الجمهور كان مشتاقاً لأعمال بها إثارة وفي نفس الوقت قصص حب خفيفة، وبها أيضا كوميديا مواقف.
> هل قمت بعمل تعديلات على سيناريو وحوار «بـ100 وش»؟
- لا لم يحدث، فأنا من مدرسة أن سيناريو أي عمل هو من اختصاص كاتب السيناريو والمخرج وهما اللذان يقومان بالتحاور والتناقش في أي تفاصيل أو تعديلات معاً وليس هذا من دور الممثل.
> النقاد والمتابعون أشادوا بحالة الانسجام الفني بينك وبين الفنان آسر ياسين... كيف تحققت هذه الحالة في العمل؟
- أنا والنجم آسر ياسين سبق لنا التعاون في فيلم «احنا اتقابلنا قبل كده»، وآسر صديق شخصي مقرب مني، ونعرف بعضنا جيداً، وهذا بالطبع ساعدنا في تقديم عمل حاز على إعجاب الجمهور بالتعاون مع كل طاقم المسلسل.
> هذا ليس أول تعاون بينك وبين المخرجة كاملة أبو ذكري... كيف ترين العمل معها؟
- المخرجة كاملة أبو ذكري متميزة ومجتهدة وتستطيع بكل ذكاء أن تزيل أي توتر يشعر به أي فرد من طاقم العمل، كما أن حبها للممثل يجعلها قادرة على أخذ أفضل ما عنده على الشاشة، وأعتقد أن هذا الأمر والتعاون والحب الذي كان يسود كل أعضاء فريق العمل هي الأسباب الحقيقية وراء نجاح المسلسل.
> وما هو المسلسل الآخر الذي حرصتِ على متابعته في شهر رمضان؟
- كنت أتابع مسلسل «الاختيار»... فمن أوائل الزملاء الذين هاتفتهم وباركت لهم على أدوارهم هو الفنان أمير كرارة، والمخرج بيتر ميمي، وأنا أرى أن هذا المسلسل عمل للتاريخ فهو مسلسل سيعيش في ذاكرة الدراما المصرية لأنه يؤرخ لفترة مهمة جداً من تاريخ مصر، كما تمكنت كذلك من متابعة بعض حلقات مسلسل «خيانة عهد» للفنانة الكبيرة يسرا، التي أحييها على دورها الرائع بالعمل.
> بعيداً عن الأعمال التلفزيونية... لماذا ابتعدت نيللي عن السينما بالآونة الأخيرة؟
- هو ليس اختفاء بالمعنى المعروف... ولكني لا أجد السيناريو المناسب للمشاركة به في المواسم السينمائية المختلفة، فضعف السيناريوهات المعروضة علي وراء ابتعادي أخيراً، وأنا في انتظار عمل جيد للعودة به.
> بعد نجاح دور «سكر» وإعجاب الجمهور به هل من الممكن أن يكون عملك المقبل كوميدياً أيضا؟
- لا أعرف في الحقيقة ما الذي من الممكن أن أوافق عليه خلال الفترة المقبلة، لم أخطط لهذا حتى الآن، أحاول الآن الحصول على قسط طويل من الراحة بعد إرهاق التصوير خلال أيام شهر رمضان.
> وهل تخططين لقضاء إجازتك في مكان محدد؟
- ما يحدث في العالم الآن بسبب فيروس «كورونا» يفرض علي قضاء الإجازة في المنزل، ولو كانت الظروف طبيعية كنت سأسافر مع أبنائي إلى أحد منتجعات ساحل البحر الأحمر، لكن بسبب الظروف الحالية سنقضي الوقت في المنزل.



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».