«رينو» تلغي 15 ألف وظيفة ضمن خطة لخفض التكاليف

أعلنت شركة «رينو» الفرنسية لصناعة السيارات، أمس (الجمعة)، إلغاء نحو 15 ألف وظيفة في العالم بينها 4600 في فرنسا، في إطار خطة لتوفير أكثر من ملياري يورو (2.2 مليار دولار) خلال ثلاث سنوات.
وقالت المدير العامة للشركة كلوتيلد ديلبو، في بيان إن «هذا المشروع حيوي». وكانت «رينو» التي تعاني من فائض في القدرات الإنتاجية على المستوى العالمي، قد أعلنت في فبراير (شباط) عن أول خسائر لها في عشر سنوات، ودخلت في الأزمة التي نجمت عن وباء «كوفيد - 19» في موقع ضعف.
وتوظف الشركة حالياً نحو 180 ألف شخص في 39 دولة. وكانت الشركة قد سجلت صافي خسائر قيمتها 141 مليون يورو في وقت سابق من هذا العام، مقارنةً بأرباح قيمتها 3.3 مليار يورو في عام 2018، ومنذ ذلك الحين تشهد صناعة السيارات تراجع المبيعات بسبب الوباء.
وسجلت الشركة ربحاً تشغيلياً بقيمة 2.1 مليار يورو، على الرغم من تراجع بنسبة 3.4% في مبيعات الوحدات، لكن الحساب النهائي للميزانية العمومية تضرر بسبب تغييرات ضريبية وتراجع كبير في إسهامات من الشريك الياباني، شركة «نيسان» ومشروعات مشتركة في الصين.
وستخفض الشركة قدرتها القياسية من أربعة ملايين مركبة سنوياً في الوقت الحالي إلى 3.3 مليون في عام 2024، طبقاً لما ذكرته ديلبو في مكالمة هاتفية مع محللين.
كانت شركة «نيسان» قد سجّلت الخميس، خسائر سنوية صافية قيمتها 671.2 مليار ين (6.2 مليار دولار) بسبب تراجع المبيعات، وإعادة هيكلة التكاليف وتداعيات وباء فيروس «كورونا».
ويوم الأربعاء، استبعدت شركات «رينو» و«نيسان موتورز» و«ميتسوبيشي موتورز» الدمج، وقالت بدلاً من ذلك إنها ستتعاون على نحو أوثق في تطوير السيارات لخفض التكاليف وإنقاذ تحالفها المتعثر.
وتواجه الشركات الثلاث أزمة بفعل جائحة «كورونا» التي جاءت بينما تحاول إعادة صياغة شراكتها بعد القبض على رئيس مجلس إدارة المجموعة ومهندس الشراكة كارلوس غصن في 2018 وعزله من منصبه. وتسبب سعي غصن لدمج «نيسان» و«رينو» في توتر العلاقات بين شركتي صناعة السيارات الفرنسية واليابانية. وقالت مصادر كبيرة لـ«رويترز» إن الخطة الجديدة تهدف لأن تكون مثل معاهدة سلام لحل التوتر المستمر منذ فترة طويلة.
وقال جان دومينيك سينار، رئيس «رينو»، في مؤتمر صحافي للإعلان عن استراتيجية التحالف الجديدة: «لا توجد خطة لدمج شركاتنا... نموذجنا اليوم فريد للغاية... لا نحتاج إلى اندماج لنكون أكفاء».
وتأمل «رينو» و«نيسان»، اللتان تكبدتا خسائر في العام الماضي، أن تسهم إعادة تنشيط تحالفهما في كبح التكاليف والسماح لهما أيضاً بالتفوق على المنافسين في مجالات مثل السيارات الكهربائية.
وتملك «رينو» 43% من «نيسان» بينما تملك «نيسان» 15% من شركة صناعة السيارات الفرنسية، لكن دون حقوق تصويت. وقاوم المسؤولون التنفيذيون في «نيسان» بشدة سعي غصن لاندماج شامل.