الأردن يؤكد لبومبيو رفضه خطة إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (أرشيفية-رويترز)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (أرشيفية-رويترز)
TT

الأردن يؤكد لبومبيو رفضه خطة إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (أرشيفية-رويترز)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (أرشيفية-رويترز)

أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لنظيره الأميركي مايك بومبيو أمس (الخميس) رفض المملكة لضم إسرائيل أراضي في الضفة الغربية المحتلة سيؤدي إلى «تقويض فرص السلام»، داعياً إلى «إطلاق مفاوضات مباشرة وجادة» لإنهاء النزاع بين الدولة العبرية والفلسطينيين، حسب بيان رسمي.
وقال البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأردنية في البيان إن الصفدي وبومبيو بحثا خلال اتصال هاتفي مساء أمس (الخميس) «المستجدات المرتبطة بالعملية السلمية»، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأكد الصفدي «موقف المملكة الرافض لأي ضمّ لأراض فلسطينية باعتباره تقويضاً لفرص السلام»، ودعا إلى «إطلاق مفاوضات مباشرة وجادة لحل الصراع (بين إسرائيل والفلسطينيين) على أساس حل الدولتين سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام العادل والشامل»، حسب البيان.
وأكد الصفدي أن «السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي عربي سيظل الأردن يعمل على تحقيقه».
وتخطط إسرائيل لضم أكثر من 130 مستوطنة يهودية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن الذي يمتد بين بحيرة طبريا والبحر الميت. ويعيش في مستوطنات الضفة الغربية التي يعتبرها الفلسطينيون والجزء الأكبر من الأسرة الدولية، أكثر من 600 ألف إسرائيلي.
ويحذر الأردن من أن ضم إسرائيل أراضي فلسطينية سيقتل فرص السلام وستكون له تبعات كارثية.
وهدد رئيس وزراء الأردن عمر الرزاز الأسبوع الماضي بإعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل، في حال مضت قدماً بخطتها. وقال: «لن نقبل بالإجراءات الإسرائيلية الأحادية لضم أراضٍ فلسطينية وسنكون مضطرين لإعادة النظر بالعلاقة مع إسرائيل بكافة أبعادها».
من جهته، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية منتصف الشهر الحالي، من أن ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية المحتلة سيؤدي إلى «صدام كبير» مع الأردن.
ويشير خبراء إلى أن هذه الخطوة قد تدفع الأردن إلى التراجع عن اتفاقية السلام التي وقّعها مع إسرائيل عام 1994.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.