موسكو تحذر من «خطورة» إنهاء واشنطن إعفاءات الاتفاق النووي

TT

موسكو تحذر من «خطورة» إنهاء واشنطن إعفاءات الاتفاق النووي

حذرت موسكو، أمس، من «خطورة» قرار واشنطن إنهاء إعفاءات تسمح لشركات أوروبية وصينية وروسية، بإعادة تأهيل للمنشآت النووية الإيرانية تهدف إلى جعلها أقل عرضة للاستخدام في تطوير أسلحة.
وتشمل الإعفاءات، التي سينتهي أجلها بعد 60 يوماً، مفاعل «أراك» للأبحاث الذي يعمل بالماء الثقيل، وتوريد اليورانيوم المخصب لمفاعل طهران للأبحاث، ونقل الوقود المستنفد خارج إيران.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان: «لم أعد قادراً على تبرير تمديد هذه الاستثناءات»، وأكد أن «النظام الإيراني يواصل تهديداته النووية»، مندداً بـ«تصعيد غير مقبول»، مضيفاً أن «النظام الإيراني واصل سياسة حافة الهاوية النووية بتوسيع أنشطته الحساسة في مجال انتشار الأسلحة... (هذا السلوك) سيؤدي إلى زيادة الضغط على إيران».
لكن بومبيو قال إن الولايات المتحدة ستمدد لأجل 90 يوماً إعفاءً يسمح للشركات الأجنبية بالعمل في مفاعل «بوشهر» للطاقة النووية الذي تبنيه روسيا «لضمان سلامة العمليات».
وذكرت «رويترز» أن القرار يهدف على ما يبدو إلى تشديد سياسة «أقصى الضغوط» التي طبقتها واشنطن منذ انسحابها قبل نحو عامين من اتفاق إيران النووي المبرم في 2015. كان الاتفاق قد رفع عقوبات اقتصادية عن إيران في مقابل قيود على برنامجها النووي. وبعد الانسحاب وإعادة فرض العقوبات الأميركية لوقف صادرات النفط الإيرانية، عززت إيران أنشطتها النووية فيما يعدّه محللون محاولة لتغيير السياسة الأميركية أو تقوية موقف طهران إذا دخلت في مفاوضات.
في المقابل، قالت طهران إن قرار الولايات المتحدة وضع حدٍّ للإعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران بشأن برنامجها النووي، هو «محاولة يائسة» لن تؤثر على برنامجها؛ حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، إن وضع حد، يوم الأربعاء، لهذه الاستثناءات يهدف إلى «تحويل أنظار الرأي العام عن هزائم (واشنطن) المتواصلة في مواجهة إيران». وأضاف في بيان نشر على موقع المنظمة أن «إنهاء العمل بالاستثناءات في التعاون النووي مع إيران (...) ليس له أي تأثير فعلي على عمل إيران المتواصل».
ورأى المتحدث أن القرار الأميركي اتخذ رداً على تسليم النفط الإيراني إلى فنزويلا الخاضعة هي أيضاً لعقوبات أميركية، وعلى «التقدم الكبير في الصناعة النووية الإيرانية».
وكان دور الشركات الأجنبية قد ورد ضمن الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية عام 2015 واستهدف المساعدة في ضمان ألا يُستخدم البرنامج النووي الإيراني في صنع أسلحة.
من جانبه، أعلن السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، أن الولايات المتحدة بهذا القرار تنجز انسحابها الكامل من الاتفاق النووي. وكتب في تغريدة: «التأكيد أن الولايات المتحدة لا تزال (مشاركة) (في الاتفاق) ليس عبثياً فحسب، بل هو خطأ» أيضاً.
وتؤكد الولايات المتحدة أنها لا تزال «دولة مشاركة» في الاتفاق رغم انسحابها منه، وبإمكانها بالتالي الضغط من أجل تمديد الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة الدولية لإيران، الذي تنتهي مدته في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وفي موسكو، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي إن «تصرفات واشنطن تزداد خطورة، ولا يمكن التنبؤ بها».
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن فلاديمير جباروف، العضو البارز في البرلمان الروسي، قوله، أمس، إن قرار الولايات المتحدة إنهاء الإعفاء سيدفع بطهران إلى تطوير أسلحة نووية. وقال: «الولايات المتحدة تدفعهم (إلى صنع سلاح نووي)، وفي النهاية سيدفعون بإيران إلى صنع قنبلة نووية بلا ريب».



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.