السلطة تحذّر من نشر فوضى إسرائيلية مع بدء عملية «الضم»

حديث عن سيناريو للتخلص من عباس سياسياً وإيجاد بديل له

TT

السلطة تحذّر من نشر فوضى إسرائيلية مع بدء عملية «الضم»

اتهمت القيادة الفلسطينية إسرائيل بالسعي للتصعيد الميداني ونشر العنف والفوضى في الضفة الغربية على خلفية قرار الرئيس محمود عباس إلغاء الاتفاقات معها، وتمهيداً لضم أجزاء من الضفة. وحذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات من لجوء إسرائيل إلى العنف، وقال عريقات، للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إن نهج إسرائيل يقوم على فرض الحقائق على الأرض وتكريس الاحتلال لإنهاء أي مسار تفاوضي يؤدي إلى تحقيق السلام وإنهاء الفوضى.
وأضاف: «بعد قرار القيادة الفلسطينية بوقف العمل بالاتفاقيات مع إسرائيل بما في ذلك التنسيق الأمني فإن إسرائيل تخطط للتصعيد الميداني ومحاولة نشر الفوضى». وطلب عريقات تدخلاً دولياً للجم إسرائيل.
وجاء تحذيرات عريقات الرسمية قبل ساعات من اجتماع للجنة التنفيذية للمنظمة من أجل مشاورات حول مواجهة خطة الضم. وتعتبر القيادة الفلسطينية نفسها في حالة انعقاد دائم، وتجري اتصالات دولية وعربية لمنع تنفيذ مخطط الضم الذي يبدأ في يوليو (تموز) المقبل ويشمل ضم الأغوار الفلسطينية ومستوطنات الضفة، وهي خطوة تجعل إمكانية إقامة دولة فلسطينية مسألة مستحيلة وتعزل المدن الفلسطينية إلى كنتونات.
وقال عريقات: «على الجميع أخذ الأمور بجدية، في ضوء إصرار (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على تنفيذ مخطط الضم والاستيطان وفرض الحقائق على الأرض».
وإذا ما أقدمت إسرائيل على الضم، فإن ذلك سيشكل على الأغلب تاريخاً فاصلاً في عملية السلام في المنطقة، خصوصاً أن القيادة الفلسطينية ستضطر أكثر لترجمة قراراتها بشكل فعلي أوضح على الأرض وهو ما سيعني إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية. وقامت السلطة الفلسطينية بفعل اتفاق أوسلو وملحقاته فيما تتحكم إسرائيل بكل مفاصل حياة الفلسطينيين.
وتعتقد المؤسسة الرسمية والأمنية الفلسطينية أن إسرائيل تريد إضعاف السلطة وبث مخطط للفوضى من أجل عزلها قدر الإمكان، وسحب البساط من تحتها لمنعها من اتخاذ قرارات مصيرية، لكنها لا تريد انهيارها بأي حال.
واتهم مسؤولون في «فتح» التي يقودها الرئيس عباس وفي الأجهزة الأمنية إسرائيل بنشر الإشاعات في الأراضي الفلسطينية.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد اللحام أن إسرائيل تستخدم جواسيس هاربين من أجل دعوة الناس للانقلاب على السلطة.
كما اتهم الناطق باسم الشرطة الفلسطينية لؤي أرزيقات، مجموعة من العملاء للاحتلال من الداخل وفي أميركا وأوروبا بمناداة الفلسطينيين إلى العنف، وقال إنهم يعملون على العبث بالحالة الاجتماعية الفلسطينية للتشكيك بأن السلطة الوطنية والأجهزة الأمنية غير قادرة على ضبط الوضع. ودخلت نقابة الصحافيين الفلسطينيين على الخط، ودعت جميع وسائل الإعلام وجميع الصحافيين إلى محاربة الإشاعات والأخبار الزائفة.
وحذرت النقابة من أن هذه الإشاعات والأخبار الزائفة تهدف لضرب وحدة المجتمع الفلسطيني والنسيج الاجتماعي وتثير البلبلة والفتن. وفي إطار تدخل قانوني، دعا النائب العام المستشار أكرم الخطيب إلى توخي الحذر من إعادة نشر أو توجيه أي معلومات مغلوطة غير صادرة عن أي مصدر رسمي، محذراً من اختلاق وتداول الأخبار الكاذبة والشائعات عبر منصات التواصل الاجتماعي لما لها من أضرار على المجتمع.
ويأتي ذلك كله في مواجهة دعوات تمرد متعددة ضد السلطة وتشكيك بقراراتها وجديتها وفبركة أخبار حول التنسيق الأمني على الأرض. ويخشى مقربون من عباس من أن إسرائيل والولايات المتحدة يخططان من وراء ذلك كله لخلق بديل له.
وتعززت هذه المخاوف، بعد إعلان عباس إلغاء الاتفاقات مع الجانبين، وفي ظل شن الإدارة الأميركية والإسرائيلية حملة مكثفة في الشهور الماضية ضده متهمين إياه بمعاداة السامية أو أنه غير ذي صلة وخلال العامين الماضيين تم اتهام عباس من قبل الأميركيين والإسرائيليين على حد سواء بتدمير فرص السلام ومعاداة السامية ودعم «الإرهاب» وأنه غير ذي صلة.
وحذرت تعميمات داخلية في السلطة وفتح من تحريض ممنهج ضد القيادة الفلسطينية والمؤسسة الأمنية والتضيق عليهم ومحاولة خلق فوضى وفلتان أمني واجتماعي إلى جانب محاولة إيجاد عناوين وأسماء للتعامل معها كبديل عن المؤسسات الفلسطينية الرسمية.
ويبحث المستوى الأمني الفلسطيني جدياً سيناريوهات مختلفة قد تلجأ فيها الولايات المتحدة وإسرائيل إلى التخلص من عباس سياسياً، وإيجاد بديل له.
ويراقب الأمن اتصالات جرت بين الإسرائيليين والأميركيين مع شخصيات فلسطينية سواء في الداخل أو الخارج. والتحذير من خلق قيادة بديلة ليس أمرا سريا فقد بثته الرئاسة الفلسطينية في بيانات متتاليه.
وفي مواجهة كل الاحتمالات، قرر الجيش الإسرائيلي الدفع بتعزيزات إضافية إلى الضفة الغربية. ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قوله إن الجيش يستعد لإمكانية تصعيد الأوضاع في المناطق الفلسطينية إذا ما تم تطبيق السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية في شهر يوليو المقبل.
وأضافت الصحيفة أن كوخافي قال ذلك خلال كلمة ألقاها أثناء اجتماعه مع ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.