الجيش الألماني «مصدوم» من تزايد أعداد جنوده المرتبطين باليمين المتطرف

لم تتوقف فضائح الجيش الألماني، وارتباط عناصره باليمين المتطرف، إذ كشف تقرير سنوي للجيش قبل بضعة أيام ارتفاع أعداد العناصر التي ثبت ارتباطها بجماعات متطرفة في العام الماضي. هذا الارتفاع في أعداد المتطرفين بين الجيش، دفع بقائد القوات الخاصة الألمانية ماركوس كرايتماير، إلى التحذير من أن القوات الخاصة في الجيش الألماني «تمر بواحدة من أصعب مراحلها في التاريخ».
وقال في رسالة وجهها لجنوده قبل أسابيع، ونشرتها وكالة الصحافة الألمانية، أمس، إنه «كان وما زال هناك أشخاص بيننا يمكن أن نحسبهم على اليمين المتطرف، ما إذا كان هذا الأمر سببه ضعف الولاء للدستور، أو قربهم من حركة (مواطني الرايخ)، أو كونهم يحملون مشاعر ويدعمون آيديولوجيات يمينية متطرفة، فإنهم جميعاً تسببوا بضرر كبير لسمعة القوات الخاصة والجيش الألماني بشكل عام». وأضاف أن هؤلاء المتطرفين الذين يتم اكتشافهم داخل الجيش، سيطردون، ولكنه دعاهم إلى الاستقالة بإرادتهم قبل أن يتعرضوا للطرد.
ومن آخر هذه الفضائح، كان اكتشاف مجموعة كبيرة من الأسلحة والمتفجرات مخبأة في منزل أحد عناصر القوات الخاصة في ولاية ساكسونيا قبل نحو أسبوعين. ونفذت الشرطة المحلية المداهمة بعد أن تلقت معلومات من المخابرات العسكرية، التي كانت تراقب الجندي للاشتباه بتورطه مع اليمين المتطرف. ووصف قائد القوات الخاصة هذه الحادثة في رسالته بأنها «صادمة». وكانت وزيرة الدفاع أنغريت كرامب كارنباور، قالت بعيد القبض على الجندي، إنه «من الواضح ألا مكان في القوات المسلحة لأي شخص يحمل أفكاراً متطرفة». وقالت إن الجندي «لن يرتدي البذلة بعد الآن، ولن يسمح له بدخول مقرات الجيش الألماني». وكثفت المخابرات العسكرية مؤخراً ملاحقاتها لعناصر يشتبه بأنهم متطرفون داخل القوات الخاصة في الجيش الألماني، بعد الكثير من الانتقادات من سياسيين وصحافيين، لتراخيها في هذا المجال. وكشف التقرير الصادر عن المخابرات أنه في عام 2019 تم اكتشاف 14 متطرفاً داخل هذه القوات، في ارتفاع بالحالات عن العام السابق. ومن بين هؤلاء المتطرفين، 8 ينتمون لليمين المتطرف، و4 أصوليين متشددين، واثنان ينتميان لـ«مواطني الرايخ». والأخيرة مجموعة لا تؤمن بالمؤسسات الألمانية، والمنتمون لها يرفضون دفع الضرائب، وحمل جواز سفر ألماني، من بين الكثير من الأمور.
إضافة إلى هؤلاء، ذكر تقرير المخابرات العسكرية أن هناك 38 جندياً «ينقصهم الولاء للدستور»، من بينهم 27 يحملون أفكاراً يمينية متطرفة؛ 4 أفكاراً إسلامية متطرفة، و3 قريبون من أفكار مواطني الرايخ.
ولكن عدد الجنود الذين يحملون أفكاراً يمينية متطرفة داخل الجيش الألمانية بشكل عام، هو أكبر بكثير، ويصل إلى قرابة الـ500 عنصر فتح بخصوصهم الجيش تحقيقات داخلية. ومنذ سنوات، تتكاثر فضائح الجيش المتعلقة باليمين المتطرف. وقد حاولت وزيرة الدفاع السابقة أورسولا فون دير لاين، التصدي لهذه الميول، عندما أمرت قبل مغادرتها منصبها لتولي رئيسة المفوضية الأوروبية في بروكسل، بتطهير الجيش الألماني من الروابط مع النازيين، بعد أن عرضت ألبسة عسكرية كان يرتديها النازيون في إحدى الثكنات العسكرية.
ولكن الفضائح ظلت تتكرر، وفي نهاية العام الماضي نشر الجيش الألماني على موقعه الرسمي على «تويتر» صورة للباس عسكري عليه «الصليب المعكوف»، الذي كان رمز النازيين. وأزيلت الصورة بسرعة، وتقدم الجيش باعتذار، وقال إنها وضعت عن طريق الخطأ، ولكن ليس قبل أن يتسبب هذا «الخطأ» بفضيحة جديدة تضاف إلى فضائح الجيش الألماني والاتهامات التي يواجهها بارتباطه مؤسساتياً باليمين المتطرف.