أنقرة تدفع بمزيد من المرتزقة إلى ليبيا

كشف أحد المواقع المتخصصة في رصد حركة الطيران الحربي، عن نقل تركيا مرتزقة من إسطنبول إلى مصراتة، للقتال في صفوف الميليشيات المساندة لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج. وذكر موقع «اتيمال رادار» الإيطالي أنه قام بتعقب طائرة تضع علامة القوات الجوية الكينية، لكن رمزها السداسي (C9D52F)، يؤكد أنها تابعة لسلاح الجو التركي غادرت إسطنبول متجهة جنوباً نحو الأراضي الليبية، مؤكداً أن الطائرة نقلت مرتزقة إلى ليبيا. وأضاف الموقع أن هذه الطائرة ذاتها قامت برحلات من إسطنبول إلى مصراتة، يومي الخميس والجمعة الماضيين، متوقعاً أنها ستقوم برحلات أخرى إلى ليبيا. وأشار الموقع أيضاً إلى أنه رصد رحلة قامت بها طائرة عسكرية تركية من إسطنبول إلى مصراتة، قائلاً: «غادرت بالفعل أول طائرة من طراز (سي 130 إي) تابعة لسلاح الجو التركي مصراتة بالفعل».
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بوصول دفعة جديدة من المرتزقة إلى ليبيا، مؤلفة من 500 سوري تابعين إلى الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، للمشاركة إلى جانب حكومة الوفاق في العمليات العسكرية الدائرة حول طرابلس.
وأشار المرصد إلى أن عدد المرتزقة الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن بلغ 10 آلاف و100 شخص، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المقاتلين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ 3400 مقاتل سوري.
وأشار إلى أن بين هؤلاء المرتزقة نحو 200 طفل، غالبيتهم من فرقة «السلطان مراد»، تم تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر إغراء مادي. كما وثق المرصد السوري، أمس، مقتل 10 من المرتزقة في المعارك الدائرة على محاور عدة داخل الأراضي الليبية، إضافة لأسر عدد منهم في مواقع مختلفة.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن خطوات تركيا في ليبيا غيرت الموازين، وحالت دون تحول الصراع الدائر في البلاد إلى حرب أهلية. وأضاف جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية، أن «الجميع يقر بأننا غيَّرنا الموازين عبر خطواتنا في ليبيا، وإلا لكان الصراع تحول إلى حرب أهلية وحرب شوارع، وأصبح كارثة بالنسبة لليبيا. وإذا كان الحديث يدور الآن عن وقف إطلاق نار في ليبيا، فهذا بفضل تركيا». وأشار إلى أن بريطانيا تدعم حكومة السراج والمسار السياسي في ليبيا، مثلما تفعل تركيا، وأن الحل الوحيد هو الحل السياسي، ويتعيَّن على حفتر إدراك ذلك.
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة لم تعد تثق في حفتر، إلا أنها لا تفصح عن ذلك علناً أمام الرأي العام. وأضاف كالين، في مقابلة تلفزيونية أيضاً، أن تركيا تبذل جهوداً لإخراج الشعب الليبي من حالة الفوضى التي يعيش فيها منذ 10 سنوات، وأنها موجودة في ليبيا بموجب اتفاقيات رسمية وفي أطر شرعية، «ولا ترضخ لحفتر ولا لغيره». وتابع أن تركيا تبذل جهوداً من أجل الدفع بالعملية السياسية لإنهاء حالة عدم الاستقرار التي ظهرت عقب الإطاحة بالقذافي، وهذه الجهود ليست أحادية، وإنما في إطار الجهود التي تسيرها الأمم المتحدة. واعتبر كالين أنه على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً ضد ما وصفه بـ«السلوك غير القانوني والطائش واعتداءات حفتر».